الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية لتلفزيون العرب:
90% من الشهداء الذين قتلتهم اسرائيل الآن هم مدنيون وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال
ما لم نجربه حتى الآن ولو مرة واحدة هو أن تكون لدينا قيادة موحدة بالمشاركة والتشاور الديمقراطي
للهجوم الاسرائيلي محاولة ضرب ونسف ما تحقق من المصالحة بالرغم من أن المصالحة لم تتحقق بشكل كامل
نرفض وقف اطلاق النار حسب الشروط الاسرائيلية جملة وتفصيلا إذ لا يعقل أن يفرض وقف اطلاق نار على طرف دون أن يتم التشاور معه
ما يحصل هو انتفاضة ثالثة اتخذت شكلا جديدا من الانتفاضات بمعنى أنها انتفاضات على شكل موجات لكون التاريخ لا يعيد نفسه بنفس الشكل دائما
اسرائيل تعرف أنه اذا بقي الشعب الفلسطيني منقسما يبقى ضعيفا واذا توحّد يصبح قويا وبالتالي ليست صدفة أن الهجمة بدأت باعلان نتنياهو الحرب على حكومة الوفاق الوطني
تتوفر اليوم لدى الشعب الفلسطيني كل مقومات الانتصار فالارادة السياسية صلبة والاستعدادات للتضحية متوفرة وشعبنا رائع ومعطاء والعالم متضامن فالمطلوب فقط توحيد طاقاتنا ومخاطبة شعبنا باستراتيجيات مشتركة
وصف الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية في حديث خاص لتلفزيون موقع العرب في مكتبه في رام الله، ما يجري في البلاد بأنه "انتفاضة ثالثة اتخذت شكلا جديدا من الانتفاضات، بمعنى أنها انتفاضات على شكل موجات لكون التاريخ لا يعيد نفسه بنفس الشكل دائما".
وأكد البرغوثي ردا على سؤال لتلفزيون العرب بأن "السلطة الفلسطينية لا توفر الحماية لأي فلسطيني ولا تستطيع أن تحمي نفسها، لأن المعادلة الأمنية التي فرضتها اسرائيل في اتفاق أوسلو تقوم على أساس أن الشعب تحت الاحتلال من المفروض أن يقدم الحماية لمحتليه وللمستوطنين الذين يسرقون أرضه دون أن يستطيع أن يحمي نفسه منهم، وهذه معادلة عجيبة لم تحدث في كل التاريخ البشري"، وقال: "يجب أن ندركك أننا تحت احتلال، ولا تجوز المبالغة في قدرة سلطة تحت احتلال".
ولفهم ما يحصل في غزة من عدوان، اعتبر البرغوثي أن هنالك "3 أهداف اسرائيلية: الأولى، تتمثل بكسر الارادة السياسية للشعب الفلسطيني والقبول بالمشروع الاسرائيلي وتكريس الاحتلال، الا أن الارادة الفلسطينية رفضت هذا الاملاء الاسرائيلي ولكن الاسرائيليون يريدون كسر هذه الارادة ويحاولون نزع كل مقومات المقاومة" وأوضح أنه "في الأعوام 2002 و 2003 و 2004 شنت اسرائيل هجوما على الضفة الغربية وحاصروا الرئيس ياسر عرفات آنذاك، واغتالوا الرئيس ياسر عرفات، وكان هدفهم نزع الارادة والمقاومة لدى الشعب الفلسطيني، والآن يريدون تكرار ذلك في قطاع غزة، إلا أن محاولتهم لكسر الارادة السياسية الآن، تفشل والسبب لأن الشعب الفلسطيني يثور سواء في غزة أو في الضفة الغربية. الشباب الفلسطيني يرفض املاءات أوسلو بالاضافة الى فشل أوسلو".
وعن الهدف الثاني قال: "للهجوم الاسرائيلي محاولة ضرب ونسف ما تحقق من المصالحة بالرغم من أن المصالحة لم تتحقق بشكل كامل، ومنع تطورها لتصبح توافقا وطنيا كاملا نحو تشكيل قيادة وطنية موحدة، لماذا؟ لأن اسرائيل تعرف أنه اذا بقي الشعب الفلسطيني منقسما يبقى ضعيفا واذا توحّد يصبح قويا وبالتالي ليست صدفة أن الهجمة بدأت باعلان نتنياهو الحرب على حكومة الوفاق الوطني رغم معرفته بأنها حكومة لا تضم حماس ولا تضم أي تنظيم فلسطيني وهي حكومة الرئيس أبو مازن".
وقال أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: "إن الهدف الثالث هو محاولة فك العزلة الدولية عن الموقف الاسرائيلي، لأنه عندما أعلن نتنياهو موقفه ضد حكومة الوفاق الوطني، لم يقبل ذلك العالم بأسره، وبالتالي يحاول أن يحول الرأي العام العالمي بادعاء أن اسرائيل هي ضحية وبادعاء أن اسرائيل تدافع عن نفسها، وقد يكون انتزع مكاسبا قصير المدى مثل الموقف المنحاز والسيء للولايات المتحدة والموقف المنحاز وغير الصحيح للاتحاد الأوروبي لأنه يلوم الجانب الاسرائيلي ولكن لا يدينه، ولكن مع ذلك السحر سينقلب على الساحر، لأنه وعلى الصعيد الشعبي، في كل بلدان العالم اسرائيل تنكشف أكثر، والصور التي ستعلق في ذاكرة الشعوب هي صور الأطفال الذين قتلتهم اسرائيل، خاصة أن 90% من الشهداء الذين قتلتهم اسرائيل الآن هم مدنيون وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وعليه أتوقع افشال الاهداف الاسرائيلية الثلاث".
3 أمور أساسية لوقف النار
ورفض مصطفى البرغوثي "وقف اطلاق النار حسب الشروط الاسرائيلية جملة وتفصيلا، إذ لا يعقل أن يفرض وقف اطلاق نار على طرف دون أن يتم التشاور معه. إذا أرادوا وقف اطلاق النار من أجل حماية شعبنا فليكن، ولكن هنالك 3 أمور أساسية لا بد من تلبيتها: أولا رفع الحصار عن غزة، لأن الحصار هو شكل من أشكال العدوان، والنقطة الثانية، لا بد من تنفيذ اسرائيل للاتفاقيات التي وقعتها وخاصة الافراج عن الأسرى الذين أعادت اعتقالهم بعد صفقة شاليط. هؤلاء يجب أن يفرج عنهم، وأن يفرض على اسرائيل أن تحترم الاتفاقيات الموقعة، والنقطة الثالثة العودة للالتزام بما ورد في اتفاقية 2012 بما في ذلك، حق الصيادين في الصيد، حق المزارعين في الوصول الى أراضيهم وزراعتها وكل ما تجاهلته اسرائيل ولم تنفذه بعد توقيع الاتفاق".
الوحدة الفلسطينية
وقال مصطفى برغوثي ردا على سؤال لتلفزيون العرب: "ما لم نجربه حتى الآن ولو مرة واحدة، هو أن تكون لدينا قيادة موحدة بالمشاركة والتشاور الديمقراطي. اليوم تتوفر لدى الشعب الفلسطيني كل مقومات الانتصار، الارادة السياسية صلبة، والاستعدادات للتضحية متوفرة، وشعبنا رائع ومعطاء والعالم متضامن، فالمطلوب فقط توحيد طاقاتنا ومخاطبة شعبنا باستراتيجيات مشتركة". مشددا على أن "الشعب الفلسطيني ليس فقط في الضفة وغزة، بل هو أيضا في الـ48 والشعب الفلسطيني في الشتات وفي لبنان وسورية، والتغيير سيحدث عندما تتحرر منظمة التحرير من قيود السلطة المحكمة باتفاقيات بائسة وعندما تفتح أبواب المنظمة للفلسطينين جميعا".
واستدرك بالقول: "مسموح للفلسطينيين الاختلاف على الأساليب ولكن ممنوع عليهم الاختلاف على النقطة الواحدة. لأن الأمر الأخطر هو وجودنا منقسمين".
3 قواعد ذهبية لتحديد العلاقة مع الدول العربية
وبخصوص الجانب المصري، قال البرغوثي: "نأمل من مصر أن تفتح معبر رفح بشكل كامل وكلي، فنحن لسنا في تناقض مع مصر ولا يجب أن نجر الى تناقض مع أي طرف عربي. فهنالك 3 قواعد ذهبية لتحديد العلاقة مع الدول العربية: الاولى، أن تحترم الدول العربية روح التضامن لدى شعبنا الفلسطيني. الثانية، ألا تجر على فلسطين مشاكلها الداخلية في الدول العربية، والثالثة ألا يكون هناك أي تدخل فلسطيني في شؤون أية دولة عربية".
وقال الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية لتلفزيون العرب: "إسرائيل حاولت أن تقول بعد أن عزلت غزة، بأن معركتها مع غزة، ولكن معركة اسرائيل مع كل الشعب الفلسطيني، ووصلت الوقاحة والاسفاف في اسرائيل وبعض دول العالم أن يصوروا بأن الضحايا الذين يسقطون برصاص الجيش الاسرائيلي سببه الفلسطينيون الذين يقاومون. هذا منطق أعوج ولا يمكن أن نقبل به كفلسطينيين".
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio