سماح سلايمة اغبارية في مقالها:
النظرة للمرأة كمسؤولة عن أيّة جريمة ترتكب ضدها باتت منفرة وتثير سخطي بشكل متكرر
إلى متى سنبقى سجينات في قاموس رجولي قامع متخلف هدفه الأول والأخير إبقاء النساء في الأسر المجتمعي؟
سجلوا لو سمحتم بقاموس المصطلحات مصطلح جديد " قتلت على خلفية تصرفات مستقلة" هذا ما صرحت به الشرطة بعيد فك لغز قضية القتل الأخير في الرملة، كأننا نحتاج لحجة جديدة للمس بحياة النساء بالإضافة لمجموعةً المصطلحات المتهرئة " على خلفيه عاطفيّة"، " جريمة شرف"، خلفية " أزمة ثقافيّة" " جريمة شغف" وغيرها.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });إلى متى سنبقى سجينات في قاموس رجولي قامع متخلف هدفه الأول والأخير إبقاء النساء في الأسر المجتمعي يحرسه رجال ونساء بعقل رجولي أبوي. بعد الانجاز العظيم ما علينا نحن النساء إلا اعتلاء المنصات وسنصرخ لنشكر شرطة إسرائيل على الإبداع اللغوي والاختراع الجديد!
قتلت عشرات النساء العربيات بيد مجرمين ومعظمهم لا يلقى القبض عليهم ولا ينالون عقابهم أبدا، لن اخفي سعادتي مع تقديم لوائح الاتهام ضد ستةً مجرمين في قضيةً مقتل بيسان ابو غانم واتمنى ان حل الجريمة الأخيرة سيفتح باب الأمل بحل جرائم أخرى لا نعلم مرتكبيها بعد. ولكن، كيف وصلنا للعدد عشرة من عائلة واحدة، ليتحرك التحقيق؟ وكيف قتلت 37 امرأة من مدن المركز الرملة واللد ولم يلق القبض على القتلة؟
هل جزء من تقصي الحقائق هو تلك الخلفية التي بات المحققون يبحثون عنها بكل ثمن!؟ كان المهم هنا ألا تغضب الجمعيات النسويّة من استخدام مصطلح "شرف العيلة"، فلم يجد كاتبو البيان الصحفي الصادر عن المتحدث باسم الشرطة باللغة العبرية حلا إبداعيا غير " تصرفات استقلاليته من قبل الضحيّة" .
كناشطة نسويّة منذ عقدين تقريبًا صعقت من قراءة البيان والذي وصف تصرفات الضحيّة العادية كالعمل والتعلم ونضالها من اجل حضانة الأطفال، بسلوكيات تعد استقلالية في المجتمع مما اغضب رجال الأسرة! وهذا أدى إلى مقتلها في النهاية.
هذه النظرة للمرأة كمسؤولة عن أيّة جريمة ترتكب ضدها باتت منفرة وتثير سخطي بشكل متكرر. نحن في الجمعيات النسويّة نصنع المستحيل مع النساء ليتقدمن في الحياة ويحصلن على الاستقلالية المنشودة. ونضع كهدف أساسي لكل برنامج تمكين نسوي نفسيًا كان اقتصاديًا أو مجتمعيًا، توسيع حيز الحريات للمرأة، وتأتي شرطة إسرائيل بجرة قلم لتكتب ان كل هذه الإنجازات هي مصدر العنف ضد المرأة؟
إن دل هذا التوجه على شيء فهو يدل على النظرة الفوقيّة لجهاز رجولي بالمحصلة، المتمثل بالشرطة والجهاز القضائي. هذا الجهاز يرى بالنساء الفلسطينيات مخلوقات مستضعفة يعشن في مجتمع قامع وكاتم للصوت، وهو بدوره يتفهم معاقبة كل امرأة خرجت عن التلم. ويتهمها هي بخرق النظام بتصرفاتها "الاستقلالية"، وبالتالي لا يحاسب من سلب منها حريتها التي ولدت معها وهي حق لكل امرأة من الميلاد للممات.
إنّ الخلفيّات المختلفة لقتل أي أنثى ما هي إلا أداة أخرى لدحرجة المسؤولية لباب الضحية والتنصل من العقاب. وآن الأوان أن نسمي الأمور باسمها الحقيقي: تقتل النساء لأنهن نساء فقط، على خلفية جندر، لأنها أنثى، على خلفية كراهية للإناث، تقتل النساء لأننا مجتمع رجولي من رأسه لقاع رجليه، فلا فرق عندي بين قاتل المرأة والمحقق في الجريمة والصحفي والمحلل والقاضي ما دام تفكيرهم متحجرًا في عصور الانحطاط وتنحصر رؤيتهم للمرأة من خلال ثقب صغير في جدار الحرملك.
وحتى يأتي اليوم الذي تفتح أعينكم فيه وعقلكم لفهم المصطلح البسيط
"إن المرأة حرة"، سنواصل أنا وزميلاتي النضال ومناهضة كل جريمة ترتكب بحق أي امرأة وفتاة. بدءً من إطلاق الخلفيات والحجج للمس بنا وبحقوقنا حتى سفك دمنا على منابر رجولتكم.
عاملة اجتماعيّة
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio