محمد خطيب في مقاله:
دعونا لا نفوّت الفرصة التاريخية من أجل التأثير والتغيير ودعونا نكون من يتحكم في السياسة ونخرجها عن مسارها التقليدي الذي توحّد تاريخيا ضدنا
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });أي اتفاق هش لتشكيل ائتلاف سواء كان ائتلافًا يمينيًا برئاسة نتنياهو وسواء كان "وسط-يسار" برئاسة هرتسوغ في الحالتين بعد عام ليس أكثر لن يصمد هذا الائتلاف وستكون القائمة المشتركة سيّدة الموقف
بالأمس، أمام إحدى إشارات المرور في رمات غان وخلال الاحتفال بعيد "المساخر" لدى الشعب اليهودي، وقف عدد من الفتية، يرتدون ملابس تحمل شعارات انتخابية للمعسكر الصهيوني برئاسة هرتسوغ وليفني، في حين كانوا يهتفون "صوتوا لليكود". في هذه "المسخرة" هم ربما يكونون من أنصار الليكود يقصدون سخرية ما على المعسكر الصهيوني، ولكنّ في ذلك واقع ما، لم يختلف تاريخيًا المعسكر الصهيوني الذي يدّعي اليسار عن اليمين، ففي إسرائيل تعددت الحكومات برئاسة الليكود تارة وتارة برئاسة حزب العمل إلا أنّ سياسة القمع، التمييز العنصري، العقلية الحربجية، تلطيخ أياديهم بدماء أبناء شعبنا كانت باستمرار صفة مشتركة.
اليوم هناك واقع جديد يقف سدًا منيعًا أمام حالة "مساخر" الأحزاب الصهيونية من جمهور ناخبيها، هي القائمة المشتركة.
في الحالة التي يشهدها الشارع السياسي اليهودي الذي ينعكس من خلال وسائل الإعلام، و"الفضيحة" التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم حول "تنازلات سعى نتنياهو لتقديمها في إطار أي اتفاق مستقبلي" مع أبناء شعبنا الفلسطيني، يبشّر بشيء ما قد يكون نادرا في عمر هذه الدولة، فـ "زملاء" نتنياهو من أحزاب اليمين، واليمين الفاشي صبّوا بعضا من السموم اللئيمة على نتنياهو بسبب ما كشفته الصحيفة، هذا السم الذي يأتي بعد أيام قليلة من الانتخابات إنما يوحي توقيته بشيء ما، أهل يعقل أن يجتمع اليمين ضد نتنياهو، وأيضا كتل "اليسار-الوسط" كذلك؟! إنها حالة توحي لما قاله مرارا نفتالي بينيت في السابق عن احتمالات كبيرة لتشكيل حكومة "وحدة قومية" ستجمع بين المعسكر الصهيوني ونتنياهو الأمر الذي قد يفرض على بينيت على سبيل المثال أن يقرر عدم انضمامه لمثل هذه الحكومة، في حين قد ترتمي أحزاب يمينية أخرى في هذه الفرضية لتشكيل حكومة "وحدة قومية".
وأمّا الاحتمال الثاني فسيكون ائتلاف هش ينشأ بعد الانتخابات البرلمانية في حين يملك نتنياهو الفرص الأكبر لترأس هذا الائتلاف – وأن يكون رئيسا للحكومة، في حين أن الاحتمالات الضئيلة لدى هرتسوغ بأن يترأس الحكومة من خلال التوجه للأكثر وسطية ميولا نحو اليمين من أجل هذا الكرسي فماذا عن القائمة المشتركة؟
في حالة حكومة الوحدة الوطنية التي يصرح بها بينيت مؤخرًا بين سطور كلماته فهذا يعني أن رئاسة المعارضة ستحالف حظ القائمة المشتركة إذا ما كانت القوة الثالثة في الكنيست، وتعالوا نتخيل: كل مسؤول حكومي من العالم يزور إسرائيل يتوجب عليه الالتقاء برئيس المعارضة. رئيس الحكومة الإسرائيلي عليه أن يطلع رئيس المعارضة بكل التفاصيل: الحرب، اتفاقيات سلام، الوضع الاقتصادي، اقتراحات لمشاريع قوانين وسير الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية وغيرها، وتخيلوا معي أنّ هذا الشخص هو أيمن عودة.
الاحتمال الثاني، أي اتفاق هش لتشكيل ائتلاف سواء كان ائتلافًا يمينيًا برئاسة نتنياهو وسواء كان "وسط-يسار" برئاسة هرتسوغ، في الحالتين بعد عام ليس أكثر لن يصمد هذا الائتلاف وستكون القائمة المشتركة سيّدة الموقف ومن "سيربط أو يحل الحكومة"، تخيلوا هذا المشهد!
وأخيرا، فإنّ القوة الثالثة في الكنيست لها صفاتها ومميزاتها، وكذلك الجسم المانع الذي سيجلب كل ما هو خير لشعبنا والأقليّة العربيّة! إنّها حالة خاصة وهي أيضًا نادرة، إنها قوة غير تقليدية تفرض واقعها على الخارطة السياسية الإسرائيلية، وفي كل السيناريوهات المتعددة لانتخابات الكنيست المقبلة تبقى الجماهير العربية ذات الحظ الأوفر من الخيرات التي تجلبها القائمة المشتركة. دعونا لا نفوّت الفرصة التاريخية من أجل التأثير والتغيير، دعونا نكون من يتحكم في السياسة ونخرجها عن مسارها التقليدي الذي توحّد تاريخيا ضدنا، وضد شعبنا الفلسطيني، ومن أجل هذا علينا أن نكون القوّة الثالثة في الكنيست وقوتنا لا تقلّ عن 15 مقعدًا، إنّها فرصة نادرة فدعونا لا نضيّعها.
الكاتب هو صحفي وناشط سياسي
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio