هذه القصة تم تقديمها لمؤسسة أرديت العالمية لحوار الثقافات
كنتُ طبيباً متمرساً شاباً في المستشفى وخلال عملي في دوريات الليل المتأخرة في نجمة داود الحمراء في إحدى المدن الراقية في مركز البلاد مررنا بفترة صعبة والكثير من الأطباء كانوا في دوريات مختلفة بسبب الحرب الاخيرة.
لن أنسى في حياتي هذا الموقف المخيف والمربك، شخص في لباسه العسكري يوجه سلاحه نحوي ويصرخ في وجهي .
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });مسك البندقية وصوبها نحوي وإصبعه على الزناد فخلت أن قلبي ينبض فيها، ، وبأقل من لحظة سأتحول إلى ركام إنسان وجثة هامدة وسأسجل في غياب الموتى الذين لا قيمة لهم أمام عنفوان الجنود !
ماذا يمكن أن يحدث في لحظات تختزل عمر الانسان بهذه السهولة ! شعرت أن رسالة الطب يندسُ بها رصاص التهديد !
وهو يصرخ من فوق بندقيته :
- إفحصها !
ذات ليلة حارة والنجوم تشع بحدةٍ على الأرض عاد اليعازر لأسرته لليلة واحدة من الحرية، وهو يحلم بملاقاة زوجته التي أبعدته الحرب والخدمة في الجيش عنها لمدة ثلاثة أسابيع ، يشم رائحة عطرها عن بعدٍ، ويتخيل يديها الناعمتين تلامسانه برقةٍ وقوارير عطر الشانيل الفرنسي تنتظره بشغفٍ أيضاً، فكلما يقترب أكثر يشعر بها تحوم حوله بحبها.
من المؤكد أن عشاءً فاخراً ينتظرهما على طاولة مربعة وكرسيان من خشب هندي، قاروة نبيذ أحمر وخبز وشمعدان مضاء بأعمدته الثمانية.
لكن اليعازر طرق الباب مراراً ولم يجب أحد ! قلق جداً وهو يحاول أن يدق على الباب ويرن على الجرس.
دفع الباب بجسده واضطر أن يكسر كوته ليدخل ! إعتقد أن مفاجأة حب كبيرة في انتظاره وشغف كبير يسيطر عليه لكن أحلام الحب هذه سرعان ما تكسرت على كاسر أمواج الحقيقة كموجةٍ تأتي بلهفة ثم تموت بانحناء على الشاطئ الحزين.
بقيت معيان ملقاة على الأرض وهي تئن وجعاً وصوت أنفاسها تعلو وتهبط تعلو وتهبط كفرسٍ متعبة من سباق أحصنة...
- معيان ما بك؟ اجيبيني معيان ما بك !
ثم يصرخ، معياان .. معياااان !!
وفقد اليعازر أعصابه!
اتصل اليعازر لدعوة طبيب عن طريق نجمة داوود الحمراء ليسعف زوجته الحسناء التي تواجه الخطر.
تأخر الطبيب وتأخرت سيارة الإسعاف، والوقت أصبح متأخرًاً جدًاً واليعازر لم يعرف كيف يتصرف؟ لا يستطيع فعل شيء سوى الإتصال بالإسعاف أكثر وأكثر.
بدأ القلق على وجهه وفي صوته وهو يصرخ ويستغيث. لا أحد بجانبه ولم يعد يفكر كيف يتصرف.
وفي وقتٍ متأخر من هذه الليلة ومثل العادة تأتينا مكالمة فيها فزع كبير، ونتأهب بسرعة البرق فنحن لا يهزمنا قدر الوجع ولا قدر الموت ولا قدر الخوف رغم أننا تجرعنا الخوف والبرد.
وركبنا سيارة الاسعاف وانطلقنا لبيت معيان واليعازر حسب العنوان الذي أعطانا إياه في مكالمته السريعة.
لقد تأخرنا بسبب حالات مختلفة للإسعاف في تلك الليلة. وشارع أيالون جنوب كان مكتظًاً للغاية!
دخلنا وصاح اليعازر بأعلى صوته!
"لماذا كل هذا التأخر؟ لماذا تأخرتم ! أنتم لا تشعرون بالآخرين ! معيان تموت وأنتم لا تكترثون !
وانفجر يصرخ وهو لا يزال في ثيابه العسكرية ! ولم يتمالك اليعازر نفسه وأكمل في صراخه!
لم أتمالك نفسي، كنت بقمة عنفواني وشبابي لأصرخ في وجه اليعازر ورفضتُ أن أفحصها!
- ستفحصها!
- لن أفحصها ! واخفض صوتك !
- ستفحصها رغماً عنك!
- لا يوجد شيء يرغمني أن أفحصها !
لقد كانت المرة الأولى في حياتي التي أرفض بها أن أفحص مريضًاً أمامي! لا أدري لماذا تجمد الدم في شراييني وأصبحتُ غير قادر على فعل أي شيءٍ! وكدتُ أتركها كما هي !
معيان كانت فاتنة في فستناها الأسود المثير ورائحة عطرها تفوح في الغرفة تشعل الرغبة ومع ذلك تجمدتُ مكاني وكل حواسي أصبحت كقطعة ثلج.
تناول اليعازر بندقيته ولم يتردد في أن يضغط عليها بقوة ليخيفني أكثر !
كيف يمكن أن يجتمع الخوف والإحساس بإنقاذ الحياة !
وهل تتكافأ قوة المُسيطر على المسيطر عليه؟ هل نستطيع أن نمنح المساعدة بينما نعاني لحظة الخوف ومصير حياتنا معلق بزناد عاصفة إن هبت لأقل من لحظة يمكن أن تقتلعنا من الحياة فلا يعود لنا أي علاقة بالحياة؟؟ من الذي لا رحمة في قلبه؟ الطبيب أم رجل الجيش؟؟؟
سيطر الخوف على جوارحي وشدني لأتابع فحص السيدة الملقاة على السرير بانهيار تامٍ!
ولكن الخوف من هذه البندقية المصوّبة نحوي جعلني أتشبتُ بالحياة أكثر. شعرتُ بقيمة الحياة وهي ترتجف!
"صرخ اليعازر في وجهي : أمعقول ألا أموت في الحرب وسلاحي معي وأعود لأجد زوجتي تواجه الموت بدون أسلحة؟"
فحصتُ معيان وأعطيتها حقنة في العضل مع بعض المسكنات. فحصت الحرارة والضغط وقدمت لها كل المساعدة وعدتُ تقريباً لإنسانيتي !
لقد كانت منهارة وضغط الدم منخفض ومستوى السكري في الدم لم يكن متوازن بالإضافة الى اضطرابات في نبضات القلب.
- ما أفظعك أيها الخوف ! جعلتني أتمرد علي وجعلتني أخضع الي !
كيف لك أن تقلب كياني هكذا في لحظة. كل هذا ولا تزال بندقية اليعازر تلاحقني كظلي أينما تحركتُ، إن وقفت تتوقف معي وإن تحركتُ تتحرك معي وإن عالجتها تحرس أصابعي كيلا أخطئ قصداً أو عن غير قصد. ولم يكن أي خيار آخر أمامي، سوى أن أخضع لسيطرة صراعي مع الحياة وأنا ألبس ملابسي البيضاء التي تتكلل بالرحمة والمساعدة وأنا احمل بين يدي سماعتي وجهاز الضغط وإبرة الدواء، واليعازر يلبس بدلة الجيش والدفاع عن الدولة ويحمل بندقيته بيديه.
أنا أشبه اليعازر الى حدٍ ما ... هو يدافع عن دولته بالسلاح وأنا أدافع عن زوجته بالإبرة والدواء. كلانا متعادلان.
وهذا ما شجعني أن أرفع صوتي عليه وأصرخ في وجهه. وبقيت عقدة البندقية وأصابع اليعزار في مخيلتي..
شاؤول سائق سيارة الاسعاف رافقني كل الوقت منذ اللحظة التي خرجنا بها من مركز نجمة داوود الحمراء ، والذي شاركني في المهاجمة اللفظية على اليعازر في الوقت الذي دخلنا به الى بيته . شاؤول هو مغربي الأصل ورث صفات شمال افريقيا ولا يزال يتصرف بعقلية اليعازر المندفعة! المثير للدهشة ان اليعازر ايضا انحدر من اصول مغربية وملامح الدم الشرقي الثائر كانت ترافقه ! كان منفعلاً وجسده يتحدث أكثر من لسانه. وبقي شاؤول صامتاً في البداية الى أن إنتهى الفحص ولقد راقب بكلتا عينيه ماذا حصل في بيت معيان واليعازر. وقرر في النهاية أن يتخذ موقفاً ! اما أن يتماهى معي كطبيب مُهان ومعنف أختلف معه في القومية أو يخضع لمشاعر اليعازر لأنه يهودي. ومع ذلك فضلّ ان ينقاد الى مشاعره وأن يكون جريئًاً بدلاً مني لأني خضعت للخوف من الموت المحتم.
ذهب الى مركز الشرطة في تل أبيب كي يبلغ عن الحادثة التي كانت في بيت اليعازر وقدم بلاغاً ضده بدلاً مني.
عدتُ الى عملي في صباح اليوم التالي كنتُ مخنوقًا للغاية فلم أتحرر من عقدة السلاح في هذا الليل الأسود وما أن اختفت النجمات وأطل الصباح حتى زاولتُ عملي في المستشفى.
كنت خائفاً كلما تقدمت عقارب الساعة فلم أتحرر بسهولة من شعور العمل تحت تهديد السلاح !
هل يمكن أن يعيش الإنسان هارباً من الخوف؟
والخوف يلاحقه من كل مكان؟ قزّم الخوف شعوري بالأشياء، لكن هذا لم يكن كما اعتقدت!
فجأةً أصبحُت أهم انسان في المستشفى وأصبحت الشخص الأكثر أهمية وتحفني القداسة والاهتمام من كل اتجاه.
دعاني مدير المستشفى إلى غرفته. للحظة أخرى مستمرة بما حدث أمس ازداد خوفي وقلت في نفسي: لا بد أن كارثة وقعت!
ليس هناك شيء آخر يمكن للمدير أن يستدعيني وبهذه السرعة والاهتمام.
طرقت بابه وقلبي يخفق في قدمي خلافاً لكل ثقتي بنفسي وجرأتي التي يعرفها الآخرون عني!
في لحظات أصبحتُ محاطاً بالأهمية ، وأن المستشفى وأروقته تدور في شراييني وقلبي ينبض كأنه لم ينبض من قبل...
دخلت لغرفة المدير د. دانيئل. استقبلني بفنجان قوة وقال لي..
وبعدما شرح لي الوضع وقال:
- ما رأيك ان تسحب الشكوى التي قدمتها بحق الرجل الذي أشهر بندقيته فوق رأسك كي تفحص زوجته!
- هل تقبل أن يهدد طبيب يعمل معك؟ أي رسالة انسانية هذه التي تمارس بالعنف؟؟
- لقد اتصلوا علي اشخاص مهمين رفيعوا المستوى يطالبونك بسحب القضية.
" وأنا أتمزق خيبة وخوفاً وعطفاً وقهراً في آن واحد" واخبرني المدير أن الملائكة تحمل لي حظاً على أكف بيضاء لأني لا زلت على قيد الحياة حتى هذه اللحظة.
ساورتني الشكوك وبقيت متسمراً مكاني ولم أفهم ماذا يدور حولي. وشعرت أن رسالتي الانسانية قد طالها رصاصة من سلاح اليعازر، وبدلاً من تتغمد الرصاصة في قلبي لتقتلني ويا ليتها قتلتني، تتغمد في أحاسيسي وتصيب رسالتي الانسانية فأنزف عليها حزناً... اليس صعباً ان تقتل رسالة رفيعة في الحياة وتبقى الأجساد على قيد الحياة؟؟؟
وانتظرتُ ليخبرني بالحقيقة لأفهم سر تحولي من طبيب عادي الى طبيب مهم لدرجة أن الخوف أصبح يدخل مع الاوكسجين الى رئتي و يمشي مع كريات دمي الحمراء.
قال المدير:
- اليعازر يعمل مستشاراً ومساعداً شخصياً لأحد الوزراء المهمين في البرلمان الإسرائيلي ولقد عاد من مهمة رسمية مع وفد من الوزراء وضباط كبار في الجيش.
لم أحتج حينها الكثير من الكلام الإضافي لأفهم ماذا حدث ليلة الامس في بيت معيان عندما أغمي عليها وما هو تفسير غضب اليعازر علي وصراخه وتهديدي بالسلاح.
لم أحتج لتفسير أن حياتي كانت رخيصة جداً مقابل حياة لزوجة رجل جيش مهم يضاهي بين حبه لدولته وحبه لزوجته وينفس البندقية التي يستعملها للدفاع عن دولته وقوانيها يدافع عن حبه لزوجته وحياتها.
ووقعتُ أنا ضحية إنسانية مجردة كحجر نرد. أرتفع في الهواء لأسقط مرة أخرى فيتقاذفني القدر.
- إن الشكوى التي قدمها شاؤول سائق سيارة الإسعاف الذي رافقك وحاول أن يفعل شيئاً ليؤدب اليعازر قد تسلبك حياتك ومهنتك ورسالتك وربما يلحق الدمار النفسي بعائلتك التي انتظرت طويلاً لتكون طبيباً ! ليس سهلاً أن تخيب آمال عائلتك بعد طول انتظار لتصبح طبيباً ناجحاً يحمل لقب دكتور لكل العائلة والحمولة. قال المدير.
وعليك ان تخرج لإجازة لترتاح.
- أصبحتُ أقف خلف قضبان الخوف المحتم والموت وأنا حي.
شاكسني القدر عندما اندفعت بمشاعري .. فبدلاً من ان يعاقب الشخص الذي يهدد الطبيب ، يعاقب الطبيب الذي يهدد رجل أمن الدولة والعلاقة بينهما الزوجة الحسناء.
وافقت على سحب الشكوى من الشرطة بعدما علمت أن اليعازر بات ليلته في السجن وأنا وشاؤول عدنا الى نجمة داود الحمراء.
وافقت بعدما مر في رأسي سيناريو مرتقب في حال أصررت على عنادي الغبي.
أمام الحب
وأمام الأمن والدولة
لا عناد !!!!
في تلك الحظات أدركت أن الأطباء وكل من يعمل في المجال الطبي عليه أن يكون لديه متسع أكبر من الصبر وأنه لا يستطيع أن يكون مثل أي إنسان آخر! كان لزاماً علينا أن نتعامل مع كل مريضٍ دون أن نتعرف على هويته أولاً وأن الواجب الانساني يحتم علينا تقديم المساعدة قبل كل شيء.
- كان علينا ان نتعامل مع مرضهم ومعانتهم كأنها جزء من معاناتنا وأوجاعنا.
وإن غضب أقارب المريض وأن أساءوا التصرف أمامنا أو علينا واسمعونا شتائم وصراخ علينا علينا أن نحتويهم وأن نتفهم مشاعرهم وإنا مجندون لخدمتهم. قال المدير.
- ههذا ليس طبًاً، هذا استعباداً ربما او ما يشابهه! معقول؟
- ويتوقع منا أحيانًا ما يفوق قدرتنا على المساعدة وبما يتوازى مع القدرة الإلهية على أحياء المريض.... قال المدير
- أي معادلة هذه التي لا يتكافأ بها قيمة مجهول القدر في دالة الحياة؟
اكمل د. دانيئل وقال، أخبرني ذات مرة صديقي الذي يعمل في مستشفى سوروكا حيث كان مسؤولاً عن إخبار عائلة الضباط الذين يقتلون في الجيش بموتهم.
وهو يخرج من قسم العلاج ليلاقيهم بأخبار قاسية موجعة.
لا أدري يكف سأواجه الموقف؟
ونحن نحاول احتواء الغضب المتواصل والمحتوم امامنا لعائلات المرضى والقتلى والجرحى. والكثير من حالات العنف الكلامي الذي يحدث في المستشفيات وعادة ما تنتهي بإهانة الاطباء والممرضين.
- في الحقيقة أنا لست نادمًاً على سحب الشكوى من الشرطة حول تهديد اليعازر لي بالسلاح ورفع بندقيته فوق راسي وتهديدي لتصبح لحظة انقاذ حياة زوجته بإنهاء حياتي. وانا اسف لاقدام شاوول لاستعداء الشرطة وتقديم البلاغ.
- تخيل ماذا يمكن ان يحدث لو لم تتنازل؟ وتحتوي غضب اليعازر؟ وإلى أين يمكن أن ينتهي غضبه منك؟ ستمتنع عن المواجهة اللفظية وستكتفي بتذكر البندقية وأصبعه فوق الزناد لتفهم أن الحياة والموت لعبة يجيد التلاعب بها رجال السياسة فقط !
ومن كانت له زوجة حسناء فحبها يوازي حب الوطن. لأنها الأمان الحقيقي للرجل. يشتهيها وهي ملاذه ويصب بها شغفه وحبه ويخاف عليها ويدافع عنها.
بعد اسبوع استدعاني د. دانيئل مدير المستشفى مرة ثانية بعد عودتي من إلاجازة التي سرحها لي لأرتب أوراقي الفكرية، والنفسية والمهنية.
- هل تعلمت الدرس؟ سألني
- ومن فوهة البندقية. أجبت
- في يوم من الأيام جاءت عائلة للمستشفى برفقة أحد أفراد الأسرة مع ألم حاد في عضلة القلب وعلى الرغم من العلاج الفوري للمريض ومحاولات المساعدة خرج الطبيب ليعلن لهم الصدمة الكبرى على مسامعهم وهو يحمل في كفه الموت المحتم كما يحمل الأوراق الطبية ونتائج الفحوصات بانه توفي بسبب سكتة قلبية . حيث لم يتمالك شقيق المريض شمعون وقام بصفع الدكتور على خده سمع كل الموجودين في القسم صوت الكف والأصابع الخمس التي حفرت على وجهه.
هذا هو مصير طبيب يخرج من قسم الطوارئ والعلاج المكثف ليواجه الواقع المحتم ويواجه نظرات الاخرين التي تتعقبه بكل حركة وتتوقع منه إعلان الحياة بدل الموت. ولم يكن من الدكتور سوى أن يتقدم لشقيقه وعانقه وبدأ في البكاء كلً واحد على كتف الآخر.
أنهى المدير كلامه. وخرجت من غرفته وعنفواني محاصر في عنق زجاجة.
بندقية اليعازر التي كانت فوق راسي لأمارس مهنتي بإنسانية وخوفي من القتل وعنفواني الشبابي ورسالتي الانسانية جعلتني مشوشاً !
أريد أن أشكر البندقية والرصاصة التي لم تقتلني.
بل أحيت داخلي قدرة لمواجهة الحياة والحب لحماية الإنسان وأن الإحتواء والتفهم هي الخطوة الاولى في العلاج وهي مسكن الآم كبير يدخل الى الوريد بدون أي وجع.
وأرغب أن اكتب رسالة شكر الى رصاصة البندقية أقول لها:
- شكراً لك أيتها الرصاصة، التي استطعت أن تتكلمي بدلاً من اليعازر وتأخذي حقه. لولا أنك تأخرت بين أصابعه لكنت أنا الآن ميتًاً.
تذكرتُ كل هذا بعد مرور سبع سنوات عندما طلب مني عميد الكلية إعطاء محاضرة لطلاب الطب في منتصف السنة الرابعة بعنوان "الرأفة " ... وما بقي في ذاكرتي عالقًاً
" أنا آسف أنني تسببت في معاناة اعتقال اليعازر رجل السياسة المهم في تلك الليلة".
من المثير للاهتمام أي أفكار راودت الطلاب حينها؟
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio