عبد الله جبارين في مقاله:
وجودنا في خيمة الاعتصام ونُصرة إخوتنا هناك هو أقلّ الواجب، وضرورة تُحتّمها المرحلة الحالية، كثورة ضد الاضطهاد والقمع والظلم
لعل الأيام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت؟ وتكون الضربة القادمة قادرة أن تقصم ظهر الجمل إذا لم نكن مُوَحّدين متآلفين صفّا واحداّ وعلى قلب رجل واحد، وصفٍّ واحد وقِبلَةٍ واحده ؟؟
لا نُنكِر حقيقة إدماننا في غالب الأمر على بعض الظواهر والعادات والأكَلات والّلباس، ومتابعة كأس العالم والتواصل الافتراضي (على الفيسبوك)، وأحيانا كثيرةً إدماننا على مُسَلّماتٍ وعقائد وفِكرٍ وعادات، لا نسأل أنفسنا بالغالبِ عن حقائقها أو ضرورتها وتَبِعاتها وكيف تورِّثها الأجيال جيلا بعد جيل، وكل ذلك خوفا من أن نكتشف (أحيانا) سذاجتنا مع أنفسنا في مُتابَعَتِها والوقت الذي نَحرِقُه ونحن نُمارِسُها، فَنَحكُمَ حينها على أنفُسِنا بِتَركِها (أو على الأقل مراجعة حساباتنا)...
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });نحرق من وقتنا الكثير بين العمل والتسّوق
وبين سَهَرٍ ومشاهدة تلفازٍ وكرة قدمٍ وكأس العالم، ونحرق أكثر على مواقع التواصل الاجتماعيّ وننام بعدها من شدّة التعب مُرهَقين، في ساعة متأخرة من الليل، وسِجِلّنا حينها نظيف كالثلج من عملٍ يُحسَبُ لنا، أو لبعضنا، لوجه الله.
أنا لا أُحَرّمُ شَيئاً لم يحرّمه الله بشكل معلوم بالضرورة، ولا أطالب أحداً بتقييده وأسرِهِ ومنعِهِ من العيش بحُرّيّة وراحة وحقهّ الشخصيّ بالعيش كما يحبّ والتعبير عن رغباته كما يريد ....
ولذلك، تخيّل معي لو كنتُ سأقيّدُك وأُحلّل وأحرّم عليك كما أحب أنا وباللون الذي أريد حين تُمارِسُ حرّيّتك الشخصيّة وليس فيها المقصود إساءة لأحد !!
سأسألك الان كيف تَشعُرُ وقد تمّ مَنعُ الحركة الإسلامية وطَردِها خارجَ القانون وتَعطيلِها وتحريمها، وقد كانت منذ سنين طويلة مضت لا تغادر حياتنا اليومية وبيوتنا المستورة والمقدسات والإعلام النظيف وطُلّابنا ومؤسساتنا وروضات الأطفال والعيادات وكفالة اليتيم والقدس والأقصى والثورة على الظلم من أجلنا والدفاع عَنّا وربطنا مع عالمنا العربي والإسلامي وقضايانا العالقة والمعسكرات التطوعية وصيانة المقدسات ورفع الأذى عنها وبيوتاً كثيرة للمُكافحين فيها من عُمّال ومُوظّفين وإدارِيّين هم الان خارج دائرة مَصدَر الرّزق ولُقمةِ العَيش النّظيفة وأداء الواجب، وغير ذلك وأكثر ؟؟؟
ولذلك، ولِأنّ الحركة الإسلامية ظاهرة صحيّة ورواسب فكرية وعقائدية ووطنية عالية الجَودَة، فقد وجب الإدمان عليها، لأن فَرضَ تَركِها بِالقُوّة والعنف والتّسلّطِ، كان مِن باب أولى أن يخلِقَ حالةً جماهيريّةً من الرفض لتركها والتّشبّث بها والتلاحم حولها أكثر من ذي قَبل ...
وما علاقة التشبّث "بالحركة الإسلامية"
مع خيمة الاعتصام ؟؟؟
ولأن ما خَفِيَ ضِدّنا أخطر مما كان، فوجودنا في خيمة الاعتصام ونُصرة إخوتنا هناك هو أقلّ الواجب، وضرورة تُحتّمها المرحلة الحالية، كثورة ضد الاضطهاد والقمع والظلم، وكحدّ أدنى من أداء الواجب وسداد الدّين، وتكثير سواد المسلمين، أكثر مما نستثمر في متابعة كأس العالم وعلى شبكات التواصل الاجتماعي أو أمام شاشات التلفاز (ثم نقوم بعدها مُرهَقين مُحطّمين إلى النوم)
ومَن يدري ؟؟
لعل الأيام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت؟ وتكون الضربة القادمة قادرة أن تقصم ظهر الجمل إذا لم نكن مُوَحّدين متآلفين صفّا واحداّ وعلى قلب رجل واحد، وصفٍّ واحد وقِبلَةٍ واحده ؟؟
وحينها
سنفتقد وقت الفراغ ...ثم لا تكون الحركة الإسلامية ....ولا غيرها .....ولا تكون "الخيمة"!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio