أمنون بئيري سوليتسانو في مقاله:
من حق الجمهور التعبير على نحو تام عن احتياجاته ومطالبه ومواقفه أمام الشرطة
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });من المجدي مكافحة الجريمة بنجاعة وعلى الشرطة الحصول على الشرعيّة والثقة من قبل الجمهور
خصصت الحكومة مؤخرًا مبلع 2 مليار شاقلًا لمواجهة التدهور الخطير خلال العقدين الأخيرين في ظاهرة الجريمة والعنف في المجتمع العربيّ في إسرائيل. تخصيص الموارد لمكافحة الجريمة هو أمر مبارك. وتعريف المهمة بأنها "تعزيز الأمن الشخصيّ في البلدات العربية" مبارك هو الآخر، لما يتضمنه من اعتراف إسرائيل، وللمرة الأولى، بأنّ العرب يستحقون خدمات شرطيّة أفضل تعمل لصالحهم، كجزء من مفهوم الحقوق المدنيّة. وخاصة أنه وعلى مدار عشرات السنين ساد في الشرطة التصوّر بأنّ المواطنين العرب هم أولًا وقبل كل شيء تهديدًا أمنيّا يجب حماية المجتمع الإسرائيليّ منهم.
وكانت لجنة أور التي حققت في أحداث أكتوبر 2000، قد تطرقت إلى هذا الأمر على نحو تفصيلي في تقريرها. أما المجتمع العربيّ، من ناحيته هو، فقد تعلم التعامل مع الشرطة بالريبة والشك، ورفض أي تعاون معها – إلى درجة انعدام شبه تام للقانون والنظام في البلدات العربيّة.
منذ أكثر من عقد، تقود جمعيّة صندوق إبراهيم عملية مزدوجة، والتي تشمل نشاطات عميقه وشاملة في المجتمع العربيّ من جهة، ونشاطات موازية في صفوف الشرطة من الجهة الأخرى. تهدف هذه العملية إلى تغيير تعامل الشرطة مع المجتمع العربيّ على أنه "متهم فوريّ"، والتوصل إلى تحسين جذريّ في الخدمات التي تقدمها الشرطة للمجتمع العربيّ، وتعزيز ثقة الجماهير العربيّة في الشرطة، بحيث تبدأ في مطالبة الشرطة في توفير خدمات منصفة وناجعة. فكل شرطة تحتاج إلى الثقة والتعاون من قبل الجمهور المسؤوله عن أمنه.
وبالفعل، يمكن اليوم ملاحظة التغيير الكبير الحاصل في وعي الشرطة، والذي يتجسد في قرار تعزيز التواجد الدائم للشرطة في البلدات العربيّة (على عكس "حملات ضبط الأمن" التي يعتبرها المجتمع العربيّ كنوع من عمليات العقاب العينيّة). ضمن هذا التوجه يمكن التطرق إلى التحاق شباب عرب في سلك الشرطة، وإقامة مراكز جديدة للشرطة وتوسيع المراكز القائمة؛ وكذلك ترقية ضابط شرطة عربي مسلم إلى درجة لواء، وتعينه مسؤولًا عن مديريّة الخدمات الشرطيّة بغية تخطيط إقامة وحدة للخدمات الشرطيّة في المجتمع العربيّ.
التغيير الحاصل في تعامل المجتمع العربيّ وقياداته مع الشرطة ليس أقل أهميّة. فهم يعترفون أنّه "لا توجد شرطة أخرى"، وأنّ الخدمات الشرطيّة هي حق أساسيّ يجب المطالبة به والحصول عليه، وهو حق وليس منة من أحد. هذا إضافة إلى الاعتراف بأنّ المكافحة الناجعة للجريمة تتطلب توحيد القوى وتحمل المسؤولية من قبل المجتمع.
مع ذلك، ورغم الخطوات الهامة، ما زالت القطيعة ومشاعر الاغتراب سائدة بين الطرفين، والتي يعبر عنها بوجود "روايات موازية"، الكثير الكثير من الاتهامات والاتهامات المعاكسة بين الشرطة والمجتمع العربيّ، والتي لا تسمح بمكافحة العنف بطريقة ناجعة.
في شمال أيرلندا ساد، كما في إسرائيل، عداء طويل المدى بين الأقليّة (الكاثوليكيّة) والشرطة. وهناك جرى تطوير نموذج للحوار والمسؤولية والمساءلة (accountability) بين مراكز الشرطة ومواطني البلدات التي تخدمها هذه المراكز. الحديث عن نوع من "الستارت أب" المجتمعيّ، الذي يتيح التعاون البنيويّ الدائم والمتساوي. في هذا الإطار تم إقامة "لجنة مدنية استشارية" إلى جانب كل مركز للشرطة، والمؤلفة من منتخبي الجمهور وأصحاب الوظائف الجماهيريّة.
يستند هذا النموذج إلى فرضيتين أساسيتين: الأولى، من المجدي مكافحة الجريمة بنجاعة، وعلى الشرطة الحصول على الشرعيّة والثقة من قبل الجمهور؛ الثانية، من حق الجمهور التعبير على نحو تام عن احتياجاته، ومطالبه ومواقفه أمام الشرطة. العمليّات التي تقوم بها الشرطة من طرف واحد، بما فيها تفضيل مهمات معينة دون التشاور مع السكان حول المشاكل التي تقلقهم ومراعاة احتياجاتهم – تؤدي إلى خصومة، وعدم الثقة وانعدام امكانية للتعاون.
ترافق هذه اللجان المقترحة عمل قائد مركز الشرطة وطواقم العمل، وتعكس احتياجات وتوقعات السكان في البلدات العربية. كما تملك صلاحية ومكانة يتيحان لها التوجه إلى السكان ومطالبتهم القيام بدورهم في مكافحة المخاطر والآفات. الحديث عن آلية بنيويّة وثابتة وثنائيّة الاتجاه، تتضمن فوائد هائلة على مستوى الثقة المتبادلة: فائدة للشرطة من أجل القيام بدورها، وفائدة للمجتمع من أجل تعزيز البيئة الآمنة والمتحررة من العنف.
مشروع تجريبيّ يستند إلى نموذج شمال أيرلندا عمل بنجاح لا يستهان به وخلال عامين بين محطة شرطة وادي عارة وسكان بلدة كفرقرع. تجربة هذا النموذج في الشارع الإسرائيليّ هو مرحلة ضروريّة، التي تستكمل المشوار الطويل للشرطة والمجتمع العربيّ جنبًا إلى جنب، ويضمن الشراكة والتعاون المتبادلين.
قد يبدو هذا المشروع بمثابة سيناريو نهاية العالم! لكننا نذكر أنّه وحتى توقيع اتفاقية "يوم الجمعة العظيمة" عام 1998، الذي تمت في إطاره مأسسة اللجان المدنيّة الاستشاريّة، عانت شمال أيرلندا من واقع دموي، بما فيه معارك فعلية في الشوارع بين الشرطة ومجموعات من الأقلية. هذه مرحلة يمكن ويجب تخطيها هنا في إسرائيل.
مدير عام مشارك في صندوق ابراهيم
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio