أمّي يا بسمة تُجمِّل ثغر البشر وتُدفِّىء الضّلوع حتى في زمن الكورونا والاوبئة .
امّي يا أملا أخضر يُزهر فوق ربوعنا ، فيُعطِّر كياننا بالطمأنينة ، ويصبغ أوقاتنا بلون الفرح .
...أنتِ محبة الإله المُنسكبة بردًا وسلامًا على قلوبنا في وقت الضّيق، بل هديته الأحلى لنا . كيف لا وانت بلسم لجروحنا ، وعزاء في أحزاننا ، وفَرَج في ضيقتنا ، وأمل في ليالينا الحالكة.
تساءلت وما زلتُ أتساءَل : كيف تكون الحياة بدونك ِ؟ أترى كلمة قفر تكفى لتصوير الوضع إيّاه؟ أم تراها صغيرة ، ضئيلة لا تفي بالمطلوب، فهذا طفلكِ الصغير بدونكِ – حتّى ولو فاز بالف عناية- يبقى مُضطربًا ، هائجًا وباكيًا الى أن يسمع صدى صوتك وينعم بدقّات قلبك فيروح يبتسم ثم تراه يغفو والطمأنينة ملء خلاياه.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });وفي الكتاب المقدّس وفي مزاميره يصف داود النبيّ المؤمن الملتجئ الى الإله المُحبّ قائلا : " بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ " ... حقًّا في الامومة هدوء وطمأنينة ، وعطاء لا يفوقه عطاء ، وبذل يعجز قلم الفيلسوف من أن يصوّره ، وريشة الرسّام أن تلوّنه ، وإزميل النحّات البارع من أن يُجسّده.
إنّها جملة عطايا ، وكوكبة من الأحباب ، وأضمامة رياحين ، وحزمة من نور ، وباقات من الأحاسيس جُبلت في مخلوق واحد فكان الامّ، فحريّ بنا أن نجعل ونُخصِّص لكِ عيدًا ، فنجتمع إليكِ لنرنو بنهم ونحن نُقدّم لك الهدايا الحسّيّة والمعنوية ... نرنو ولا نشبع.
حريٌّ بنا أن نعيد لك بعضًا من جميلك ...وأنّى لنا ذلك ، فمهما فعلنا وقدّمنا فلن ننجح، حتى ولو حكنا لكِ من النجوم شالا ومن الأقمار تاجًا ، فسنبقى مُقصِّرين.
فالليالي تشهد كم ساهرتها وأنت تهزّين سرير طفلك حينما يفِرّ من عينيه النوم ويجفوه النعاس ، والديكة تعترف بأنك سبقتها الى الفجر بنغماتك ووقع قدميك الجميلتين ،والشمس تقرّ بأنها تغيب خلف الافق وتتوارى فوق البحار ، في حين يظلّ نورك يشعّ ويشعشع في كل الاوقات.
ونحن نقرّ أنّنا لن نوفيك حقّكِ ولن نستطيع أن نردّ لك جميلك ، لذا نرنو الى السماء في كلّ يوم سائلين ساكن الأعالي أن يُعوّضك ويهبك من لدنه الصحّة وهدأة البال والعمر الطويل ، لتبقي منارة في دروبنا .
أمّي التي غيّبها الردى وما زالت روحها تحوم فوق بيوتنا وربوعنا وتلالنا، وما زال وقع قدميها في ساحة البيت ، أحبّك كما تحبّ الموجة الصغيرة حضن الشاطىء في يوم ربيعيّ من آذار.
أحبّك وأتوق الى عناقك المقدّس ، والى دعاء يصعد بخورًا الى العلاء..والى بسمة حيية ملأى بالطُّهر والنقاء.
أمّي وكلّ أمّ ؛يحلو لي ان أقطف لك في عيدك اضمامة من الأقاحي والوزّال ، مُعطّرة بأريج العرفان ، وملوّنة بلون الشَّفَق ، وأزفّها إليك حالمة، عساها تجدكِ تتسربلين بسربال الصّحة القشيب.
أمّي وكل أمّ.... الله يحبّكنَّ وكذا نحن.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio