ما هي اسباب ودوافع العنف وجرائم القتل المتكررة في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني؟
هنالك اكثر من 270 جريمة قتل في الداخل الفلسطيني في الثلاث سنوات الأخيرة.
إن حقَّ الإنسان في الحياة هو أغلى الحقوق وأقدسها على الإطلاق لأن الحياة هي أثمن ما وهبه الله، وبدونها فإنه لا قيمة لأي شيء آخر يملكه مهما كان عظيماً. ولهذا فقد اعتبر الإسلام أن الاعتداء على هذا الحقِّ بالقتل هو أفظع جريمة يرتكبها الإنسان في حقِّ أخيه الإنسان وتعتبر من كبائر الذنوب، وقد أغلظ الله تعالى العقوبة عليها، وشدَّد في التحذير منها في قوله تعالى :{ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} سورة النساء الآية 93.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });رغم الحزن والأسى الشديد لجرائم العنف وجرائم القتل التي تقشعر لها النفوس وتدمي القلوب والتي لا تُغتفر في مجتمعنا العربي وتخطت كل الحدود وخرقت كل الروادع الفطرية والاجتماعية ...
هل سيبقى الأمل مزروعا فينا! .... نعم ان المجرمين والعنيفين شرذمة قليله خرجت عن المسار ولكنهم سببوا سوء العيش والمآسي الكثيرة لسائر مجتمعنا الطيب والكريم ...
ولكن حتما بمشيئة الله سنكون يومًا ما نُريد ... لكن متى وما هي التكلفة!!!!!
العنف مُعرف لغويا "ك سلوك عمدي وإيذائي موجه نحو هدف، سواء لفظي أو غير لفظي ويتضمن مواجهة الآخرين مادياً أو معنوياً ومصحوباً بتعبيرات تهديدية في الحقل التصادمي مع الآخر، وله أساس غريزي". ولا فرق في ذلك بين أن يكون فعل العنف والإيذاء على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي.
هنالك عدة نظريات تطرقت الى محاولة شرح وفهم ظواهر العنف, واهما:
نظرية التوجه النفسي أو نظرية الغريزة: هذه النظرية ترى ان العنف والعدوانية ومشاكل السلوك صفة مولودة تنبع من غرائز. وبحسب هذا التوجه, العدوانية هي محفز موروث هدفه المحافظة على الحياة وتفجره غير قابل للمنع بل هو مرغوب (نظرية فرويد).
نظرية الإحباط: يشعر المرء بالإحباط عندما تسد طريقه نحو الهدف وهذا يدفعه الى حالة غضب ودافعية الى سلوك عنيف.
النظرية الاجتماعية: تستند النظرية الاجتماعية على الشروط الاجتماعية مثل الحالة الاقتصادية المتدنية، والفقر كعوامل تسبب أنماط سلوكية عدوانية.
نظرية التعلم الاجتماعي: لهذه النظرية عدة جوانب واهما تعلم العنف من برامج وافلام وشخصيات تعتبر "مثاليه ومشهورة", ومن اهم استنتاجات هذه النظرية هو أن العقاب الذي عادة يعتقد أنه رادع وكابح للسلوك العنيف يمكن أن يؤججه بالذات لأن منفذ العقاب يتحول لقدوة يحتذى بها.
نظرية الضغط الجماعي وطاعة عمياء لأصحاب الصلاحية: تندرج تحت هذه النظرية اشخاص, مليشيات, وزعماء متمردين على المستوى الدولي, وايضا على مستوى العائلات والعشائر. من حين للأخر نرى نتيجة هذا العنف بأحد أنواعه القاسية جدا والنابع من ضغط جماعي وطاعة عمياء للصلاحية العليا.
اما هنا نعرض اليكم ملخص اسباب العنف والقتل, ومستنتجة من عدة دراسات:
أسباب خارجية غير متعلقة بمجتمعنا العربي , بل متعلقة بشكل مباشر بسياسات وممارسات المؤسسات الحكومية.
ما هو ملحوظ ان هنالك سياسات مبرمجة, وان وقايا ومكافحة الجريمة لدى المجتمع العربي في إسرائيل لا تحتل مكانا متقدما في سلم الأولويات القومية لدولة إسرائيل. وبلا شك نرى ان المؤسسات الإسرائيلية نفسها مارست وتمارس ضدّنا سياسة مُمَنهجه لإقصاء هويتنا وتهجين شخصيتنا وتحويلنا من مجتمع متماسك وذات عادات طيبه تنبذ العدوانية إلى أشلاء من مجموعات منفردة (من طوائف، قبائل وحمائل) تهتم بمصالحها المؤقتة ضمن برامج ومسارات خططتها تلك المؤسسات, وغاب الرادع المؤسساتي المتعمد الذي من شائنه ان يعاقب بشدة وحزم لكي يمنع تكرار العنف والجريمة في المجتمع العربي.
اما الأسباب المتعلقة بمجتمعنا العربي فهي كتالي: بلا شك من لا يخشى ولا يخاف الله ولا يتبع هدي الاسلام لا تندرج عليه المفاهيم الطبيعية .... فانه انزلق في الهاوية وأخطئ في اختيار المسار الدنيوي ولربما اﻷﺧﺮاوي.
تفكك الخلية الحمائلية المتماسكة والانتقال لأسرة نووية منفرده: هذا سبب لضعف صلاحية رئيس العائلة الموسعة (وجهاء العائلات) وضعف صلاحية المديرين والمربين في المؤسسات التعليمية ... واصبح لا يوجد عنوان مجتمعي رادع وحلقه وصل بين العائلة الكبيرة نفسها, وبين وجهاء العائلة والمؤسسات التربوية في البلدان لعربيه.
حياة التمدن : ما هو معلوم بشكل عام ان العنف الاجتماعي يزداد مع تطور التمدّن والمديَنة، وهي ليست مقصورة على مجتمعنا بل نشهدها في مجتمعات أخرى. لكن على وجه الخصوص نرى ان الانتقال الى التمدن في مجتمعنا زاد من العنف الاجتماعي والمشاحنات العائلية على قضايا الأراضي السكنية. كما أن غياب الحيز العام في الحياة التمدنية; مثل الساحات العامة، الحدائق العامة والملاعب تدفع السكان في بعض الأحيان مكرهين لاستخدام الطرق، وساحات المدارس رغم ضيقها ولغايات لم تعد لها واتخاذها كمنشئ للأعراس والأتراح وتصبح مرصد لخلافات بين العائلات المجاورة. العلاقة بين ظواهر التمدن والمَديَنة كشفت عنها دراسات كثيرة وأظهرت الدراسات أن الجريمة والعنف داخل المدن له أنماط ومسببات، لا يمكن القضاء عليها بشكل تام بل من الممكن تخفيفها.
الضائقة الاقتصادية والانتقال من نظام قروي بسيط الى نظام مدني مُكلف: أصبحت الكثير من الأسر والافراد في الداخل تعاني من فرص اقتصادية محدودة ونظام استهلاك وتكاليف حياة مَدينيّة عالية ولا يوجد مصادر دخل كافية متوفرة في البلدة التي أصبحت مدينة. ايضا الانتقال السريع من نظام اقتصادي قروي ويشمل مصاريف محدودة، إلى نظام اقتصاد مديني استهلاكي وَلّدَ صراع بقاء من نوع جيد، به توفير متطلبات الحياة تتطلب جهدا كبيرا، خلق توترات كثيرة داخل الأسرة وبين أشخاص يتنافسون على فرص عمل محدودة داخل البلدة، وايضا ادى هذا الأمر إلى انشغالات أرباب الأسر عن أبنائهم لكي يوفروا لهم لقمة العيش، ومتطلبات الحياة العصرية مقللين أهمية الإشراف عليهم وبذل الوقت الكافي في تربيتهم. ايضا ازدياد البطالة في الفئة الشبابية والتي تأتي مع الحاجة الى استهلاك ما تفرضه الحياة اليوم من كماليات ومغريات يقف الشباب والشابات أمامها عرضة للانزلاق للجنوح. ايضا هنالك دراسات كثيرة تثبت وجود صلة قوية بين الارتفاع في نسبة الفقر وبين ارتفاع نسبة العنف والجريمة.
السراع والتنافس على السلطات المحلية وغياب الإدارة السليمة في السلطات المحلية : من احد اهم الأسباب العنف الاجتماعي في مجتمعنا العربي هو الصراع على السلطة المحلية وعلى الموارد التي تديرها والفرص التي يمكن أن نفتحها وتوزعها. الهدف من السلطات المحلية هو ليس ابراز عائله مسيطرة ذات هيبة ونفوذ عدواني, وايضا ليس من اهم مهامها ان تكون فقط منشغله في توزيع الموارد والمصالح على مقربيها ومعونيها!!!! من المؤسف ان معظم الشخصيات السياسية المحلية يغيب عنها الرؤية الاجتماعية الشاملة ومفهوم الحيز العام وإدارة شؤون مواطنيها بلا استياء ... ولا تعرف كيف تدير سلطاتها المحلية.
الانتماء الى الإجرام المنظم والعنف الجماعي: اصبح في المجتمع العربي عائلات إجرام تبني نفوذها على تجارة المخدرات والسلاح وتستغل ثرواتها المختلسة والغير شرعية والغير انسانية لكي تلقي بسيطرتها وإرهابها على الجمهور العام, او كل من يحاول التعرض لها ولمصالحها.
سهولة الحيازة على السلاح: بلا شك المجتمع العربي غارق بالسلاح, وكونه متوفر وسهل المنال فيسهل استخدامه وقت الغضب و في ابسط الصراعات والخلافات.
غياب وقلة نشاط القيادات المثالية الدينية والاجتماعية والسياسية: اصبح المجتمع العربي في الداخل مجتمع مقطوع الرأس, واصبح في هامش مزدوج : تهميش مدني سياسي مبرمج في دولته, وتهميش وطني / ديني / اجتماعي في داخله. فاصبح مجتمع يتيم الأب المسؤول (الدولة) وترفض التعامل معه كابن (ولو حتى كابن غير شرعي), ويتيم الأم الحنونة التي تهتم لشائنه داخليا. فهذا ادخل البعض في احباط نفسي وحيرة تخبطيه ادت الى انزواء مسارهم الى العنف والجريمة.
غياب الأطر التربوية في المجتمع العربي: مجتمعنا تنقصه برامج تربوية رسمية نابذة للعنف وداعية للتسامح في المدارس, ولأطر تربوية غير رسمية كمثل ورشات عمل بناءة لتعزيز مفهوم الحوار والتعاون وحب الغير، وتفعيل متواصل ومكثف للمراكز الجماهرية واهتمامها الخاص بالشباب.
غياب دور الأهل والتربية البيتية: غاب دور الآباء التربوي في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية عند الأبناء, وغابت المراقبة البناءة للوالدين عن أبنائهم. وللأسف ترى احيانا اباء يدفعون ابنائهم ويشجعونهم على العنف لكي لا يكون ضعيف في عين زملائه, ولكن مقياس الأبناء وردة فعلهم تختلف وغير موزونه وكثيرا ما رئينا الكوارث وجرائم قتل بدت من اختلافات بسيطة بين اولاد كان للوالدين علما بها. واحيانا الاب او الام ترى مع ابنهما السلاح ولا يلقوا للأمر اي حوار او جدل ... فما شيمة الابن الى الافتخار بالرجولة!!! وكم من الاهالي يعلمون ويغمضون اعينهم عن ابنائهم الذين كانا في حوم البطالة وفي يوم وليله اصبحا اثرياء ويملكون السيارات الفاخرة والاموال الكثيرة ... طبعا يعترفون انها تجارة رابحه ... ولكن اي تجارة هذه! مثل هؤلاء الاهل لربما "ربحوا" القليل ولكن القوا بأنفسهم وابنائهم الى التهلكة والعنف والدمار ... ولو بعد حين!!! والقصص والعبر التي سطرها الماضي والحاضر فهي كثيرة لمن يريد ان يعتبر.
ظاهرة العنف المدرسي ( النفسي والجسدي والمادي): كم رائينا في السنوات الاخيرة من خلافات عائلية اصلها عنف مدرسي بين الطلاب وانتهت بجرائم قتل وترحيل, وكان من الممكن حلها بطرق سلميه ومحبة. ظاهرة العنف المدرسي اصبحت ظاهرة عالمية انتشرت وتفشت في العقود الأخيرة وهي ظاهرة حديثة العهد، لم يشهدها آباؤنا وأجدادنا من قبل في مدارسهم وتعليمهم كما يشهدها الكثير من أبناء المدارس اليوم, وهي نتيجة طبيعية للظواهر التي تشهدها المجتمعات الحديثة والمعاصرة. ايضا, الغيرة والحسد والتنافس العلمي بين الطلاب بعضهم البعض يؤدي لا محالة لتفشي العنف المدرسي. مرافقة الآباء لأبنائهم لها أثرها الواضح في التقليل من ظاهرة العنف المدرسي، وبالتدريج ممكن احتواء هذه الظاهرة في المدارس الفعالة والمشاركة مع اولياء الامور.
غياب دور وتأثير الصحافة الايجابية (سوءا المكتوبة, المسموعة والمرئية, وايضا شبكات التواصل الاجتماعي): غياب الدور الايجابي للصحافة والشبكات التواصل الاجتماعي بحيث نرى تكرارا نشر اخبار جزئية ومثيرة للمشاعر, وتكون غير صحيحة او تظهر فقط جزئ صغير استفزازي من مشاحنة او حوار غاضب طويل. من المؤسف ان الكثير من الصحفيين والكثير من الناس ينقلون الأخبار من غير ان يعوا ويراعوا الابعاد الاجتماعية والمشاعرية لذلك.
الشعور بالضعف والدونية: يعتبر الشعور بالنقص والدونية من اهم اسباب اللجوء الى استخدام العنف ضد الاخرين بكل الاساليب المتاحة, وبذلك يقنع نفسه انه ذات اهمية وهيمنه في مجتمعه.
ما هي الحلول والطرق الممكنة لتخفيف ظواهر العنف وجرائم القتل التي نقضت مضاجعنا وهزت قلوبنا في الداخل الفلسطيني؟
لا يمكن بشكل تام القضاء ومحي قضايا العنف والجرائم المدميه بل من الممكن تخفيفها, وليس هنالك وصفة سريعة فعالة.
مؤسسات الدولة والشرطة : بات واضحا ان الجريمة لدى المجتمع العربي في إسرائيل لا تحتل مكانا متقدما في سلم الأولويات القومي لدولة إسرائيل. نرى من حين لأخر ترتفع الأصوات التي تطالب تدخل الدولة والشرطة لحفظ النظام العام في بلداتنا العربية. نقول نعم للدولة والشرطة دور كبير واساسي ومهم في ردع الجريمة وتكثيف العقوبات, وحل النزاعات, واعلان الحرب على تجار السلاح ... ولكن هذا جزء من الحلول!
نحن جميعا في المجتمع العربي في الداخل فشلنا في توفير الأدوات التي تقاوم العنف الاجتماعي. ولكي نعتبر ونتعلم من الدروس القاسية والمأساوية التي راح ضحيتها عشرات الابرياء اناثا وذكورا شبابا وشيبا, اصبح الان واجب على المجتمع ككل ان يشارك بدور فعال وتقع المسؤولية على كاهلنا جميعًا وان نأخذ مصيرنا بأيدينا لنبذ ودرئ ظاهرة العنف, ويجب ان يتمحور نبذ هذه الظاهرة في حياتنا اليومية في البيوت, وفي المدارس, وفي المساجد, وفي كل المؤسسات المحلية والقطرية.
اننا نعيش عصر حديث كثرة فيه الأوبئة والجرائم وقل في الحوار المداخلات الاجتماعية ... واصبح مجتمعنا يعاني من تصرفات وانزواء الشباب الى الحطيط والعنف والرذيلة. وصدق علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما قال “اعدوا أبنائكم إلى زمان غير زمانكم”. وهذا يعني أننا نحن جميعا مطالبون بأخذ المسؤولية وزمام الامور بأيدينا, وبلا شك الاشخاص ذات النخب الثقافية والأكاديمية ورجال السياسية ومشايخ الدين واهل الصلح وذوي المراكز الاجتماعية والاقتصادية تقع عليهم مسؤولية اكثر من غيرهم في توجيه وخلق فرص نجاح لشبابنا وابنائنا ودرء دخولهم إلى مأزق العنف والجرائم والرذيلة. وان مسؤوليتنا جميعا تنطلق من قاعدة أنهم أبناء شعبنا وبلدنا وأهلنا وليس فقط من هم أبناء عشيرتنا أو حمولتنا.
دور المجتمع ككل: على المجتمع ان ينتفض بصورة واضحه وصارمة على النداء بالتسامح ونبذ العنف بكل أشكاله. يجب ان ننشر وندعم القدوات التي اختارت التسامح في ارض الواقع وتركت امر الظالم الى الله … وليس المتنازل عن حقه بضعيف بل اقوى من القوي في عين الله ... فمن ترك شيء لله ابدله خيرا منه. في الوقت نفسة يجب على المجتمع ان يحترم ويعزز من قدر الانسان الذي يختار طريق التسامح والعفو, وليس العكس. الظالم سياتي يومه … ونتركه لله. لكن على المجتمع ان لا يعطي للظالم هيبه او احترام مفرط, وكذألك الامر على المجتمع ان ينبذ ولا يعطي احترام وتقدير لمن يعملون ويتاجرون بحياة الناس في ظلام الليل.
دورك انت/ي: اجتهد على ان تكون قدوة حسنه يعتز بك اهلك, ولا تضعهم يوما في موقف محرج واستفزازي. اسعى جاهدا على مشاركة الاهل في حل نزعاتك وهي في اول مراحلها وصغرها وليكن الحل بشكل جذري. لا تكن في اي حال من الاحوال عنيفا او ضاربا لأنثى فان لها اخوة واهل فلا تضع نفسك في موقف محرج وتستفز عاطفة اهلها ...فليس ضرب النساء من شيمة الرجال بل من شيمة الانذال. ان كرهت تصرف من زوجتك فاشكها لأهلها وان لزم الامر ارجعها لأهلها حتى يحل النزاع ولكن ليس لأي لرجل اي حق ان يتعدى على انثى بالضرب. وانتي ايها الانثى الكريمة التي تتعرضين للضرب والعنف الزوجي يجب عليكي ان تأخذي زمام امورك وتنهضي من سباتك وتطرحي قضيتك بشكل رسمي ومشهود على اهلك واهل الاصلاح ... فان اعتاد تكرار العنف الزوجي بلا جدوى فالطلاق افضل من الإهانة والطلاق افضل من القتل ... نعم الطلاق ابغض الحلال عند الله لكنه حل شرعي ان احتاج الامر. فمن لا يجيد معاملة الانثى بكرامة فليس بحاجة لأنثى في حياته.
دور الآباء والاهل: يجب على الاباء تعزيز القيم الدينية والأخلاقية عند الأبناء وتوجيههم ومتابعتهم نحو المسار السليم، وغرس القيم النبيلة والمبادئ الصالحة في نفوس الأبناء و تشجيع القيم الجميلة مثل: التسامح والإيثار وحب الغير وترك اصحاب السوء والرذيلة. يجب على الأهالي متابعة سلوك ابنائهم الاخلاقي والدراسي بشكل متواصل والانتباه الجيد لأحوالهم السلوكية ومن هم اصدقاءهم من حولهم. يجب على كل اب مسؤول ان يشجع ويختار لأبنائه الرفقة الصالحة, وان يحدد لهم مساحة حرية محدودة ويجعلهم تحت الرقابة ولكن بتفاهم ... وان لا يسمح بالسهر لساعات متأخرة ليلا خارج البيت. يجب ان تفرض هيبة احترام للاب والام في البيت.
دور المؤسسات المحلية ورؤساء السلطات: لرئيس المجلس المحلي دور مهم ومركزي وهو الشخص المحوري في عملية مناهضة العنف, وهو الشخص الذي يجب أن يحرك بلده بكل مؤسساتها واطرها المختلفة وادارتها باتجاه واحد لأحداث تغيير ملموس بموضوع نبذ العنف وحل النزعات العائلية بمشاركه لجان الصلح واهل الخير, والمتابعة المباشرة والمتواصلة وان يجعل هذا المحور في أول سلم افضلياته. انه من واجب رؤساء السلطات المحلية ان يضعوا الحلول السليمة والمنصفة في قضايا الاراضي المتنازع عليها وباتفاق مع العائلات المجاورة, ويجب توطين مفهوم الحيز العام وتشجيع المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
دور المدارس والمراكز الجماهرية: يجب تكثيف الجهود والاتحاد لمواجهة هذه الظاهرة وبلورة خطط تربوية وبناء ورشات عمل مدروسة لنبذ العنف المدرسي والعنف ككل وتشجيع التسامح والمنافسة التربوية البناءة. يجب الاهتمام بنفسية الطلاب ومشاركه الاباء واخبارهم عن سلوكيات غير لائقة او عنفوانيه. دور الاباء والمدراء والمعلمين وتواصلهم ومتابعتهم المشتركة لحل الخلافات بطرق طيبه مهم جدا في اول مراحل خلافات الغيرة ونزعات العنف المدرسي.
دور رجال الدين: يجب على ائمه المساجد واهل المساجد ان يكون لهم دور فعال وايجابي في الاصلاح بين الناس وتبني الخطب والدروس التي تشجع على التسامح وجزائه عند الله في الدنيا والاخرة, ونبذ ظاهرة العنف وعواقبه.
دور رجال الصلح ولجان الخير: الصلح بين الناس عبادة عظيمة يجب أن يتحراها رجال الصلح المخلصين وكل مسلم بشكل عام، وللإصلاح أصول وقواعد يكون أولها باختيار الوقت المناسب لذلك، ويجب ان يذكر محاسن ومحامد كل طرف عند الطرف الآخر، وسمح له الشرع أن يكذب لمصلحة الصلح بين الطرفين إن اضطر إلى ذلك، ويجب عدم السرعة في الحكم، وان يكون تفاهم وقناعه قلبيه من الطرفين على نية الصلح. ومن آداب الصلح المهمة أن يخلص المصلح نيته لله، فلا يتقصد أو يرجو بصلحه شيئًا من مال أو جاه أو سمعة أو رياء، وعليه أيضًا أن يحرص على العدل بين المتخاصمين، وأن يحذر من ظلم أي من الطرفين، وأن يحكم بينهم بعلم شرعي، فإن لم يكن له ذلك، يستشير بذلك العلماء. وان يشجع الاطراف على التسامح ويذكر الناس بقول الله تعالى: {ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ ادفع بالَّتي هي أحسنُ فإذا الَّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنَّه وليٌّ حميم} (41 فصلت آية 34).
دور الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي: يجب تكثيف الجهود الإيجابية للصحافة والشبكات التواصل الاجتماعي وعدم نقل ونشر اخبار جزئية ومثيرة للمشاعر, بل من واجب الصحافة والناس عامه مراعاة الابعاد الاجتماعية والمشاعرية لنشر او نقل اخبار مغيضه ومستفزه لمشاعر بعض الاطراف. فيا ليتنا جميعا نلتزم بحديث رسول الله رسول (صلى الله عليه وسلم): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
يجب ان نعي جيدًا أن المسؤولية تقع على كاهلنا جميعًا لا على طرف محدود ويجب علينا جميعا كلن في ميدانه التعاون للتقليل بل والقضاء على ظاهرة العنف بكل أشكاله في مجتمعنا العربي الكريم. راعانا وايكم الله ودمتم في حفظه.
تقديم واعداد: د. سعيد القريناوي
أخصائي أمراض باطنيه وامراض الرئتين - قسم الرئتين، مستشفى سوروكا وعيادات كلاليت الاستشارية.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio