يعتبر مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهم الأحداث التي أثرت في تاريخ البشرية ، ذلك أن مولده صلى الله عليه وسلم كان إيذانا ببزوغ فجر جديد على البشرية ، فجر يغلب فيه النور الظلام ، ويسود فيه العدل والحق والأخلاق الكريمة ، ويقهر الظلم .
إن البرية يوم مبعث أحـــمدٍ *** نظر الإله لــها فبدّل حالها
بل كرَّم الإنسان حين اختار من *** خير البريــة نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائـــد أمةٍ *** جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });لما رآها الله تمشي نـــحوه *** لا تبتـغي إلا رضاه سعى لها
إن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تتلخص بالدعوة إلى توحيد الله تعالى والخصال والأخلاق الحميدة وفي الحديث الذي يرويه أبو سفيان بن حرب عندما سأله هرقل ملك الروم عن الرسول محمد صلى الله علبه وسلم وكان أبو سفيان وقتها على الكفر لم يدخل في الإسلام قال :" مَاذَا يأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ".
وقد لخص القرآن الكريم رسالته صلى الله عليه وسلم بأنها رسالة رحمة فقال تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " (سورة الأنبياء آية 107)
وَقَدْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم أَنَّ سَبَبَ رَحْمَةِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنْ يَرْحَمَ الْإِنْسَانُ خَلْقَ اللهِ-جَلَّ وَعَلَا-فقال عليه الصلاة والسلام : «مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمْهُ اللهُ ». وفي حديث آخر - قَالَ : «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ». وروي عنه في حديث آخر: «لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ».
وقد أمر عليه الصلاة والسلام بالرفق ونهى عن العنف ،فعن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ ، وَما لا يُعْطِي على ما سواه ." وروي عنه في حديث آخر:" إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه " وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر:" يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّروا، وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا." متفقٌ عَلَيْهِ
فَكُلُّ هَذِهِ النُّصُوصِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ تَدُلُّ عَلَى اسْتِقْرَارِ الرَّحْمَةِ فِي نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم ، فَهُوَ نَبِيُّ الرَّحْمَةِ صلى الله عليه وسلم ، وَدِينُهُ دِينُ الرَّحْمَةِ واللطف، لا دين الإرهاب والعنف .
وها هو صلى الله عليه وسلم يضرب لنا مثالا عظيما في العفو والتسامح عندما دخل مكة فاتحا وإذا به يعفو ويصفح عمن آذوه أشد الأذى كوحشي قاتل عمه حمزة ، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم ممن أجرموا بحقه وحق أصحابه ويقول لهم : " لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء " .ولما صاح سعد بن عبادة رضي الله عنه في فتح مكة : " اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا " قال عليه الصلاة والسلام : " اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله فيه قريشا " ليؤكد عليه الصلاة والسلام أن الإسلام هو دين الرحمة وأن من الجهل أن يوصف الإسلام بأنه دين الإرهاب .
ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه أقر حقوق الإنسان الأساسية قبل أن تقرها دساتير فرنسا وبريطانيا وسائر الدول الغربية بمئات السنين ، فهو أول شخص في التاريخ يعلنها بشكل صريح بأنه لا أحد يفوق الآخر بأفضلية العرق والأصل فيقول عليه الصلاة والسلام :" لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" . ويدعو عليه الصلاة والسلام إلى المساواة بين الغني والفقير والحر والعبد فيقول :" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " .
وقد كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا وقد مدحه الله تعالى في كتابه العظيم فقال تعالى :"وإنك لعلى خلق عظيم " (سورة القلم آية 4) فرغم أنه عليه الصلاة والسلام أشرف العرب نسبا ،وأجمل الناس خلقة ،إلا أن الله تعالى مدحه بحسن الأخلاق . وقد بين عليه الصلاة والسلام أهمية حسن الخلق والمعاملة فقد روي عنه أنه قال : "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم ". وروي عنه أنه قال :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".
وعن حسن عشرته مع الخدم يقول أَنَس بْن مَالِك : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ لَمْ يَضْرِبْنِي يَوْمًا قَطُّ وَلا سَبَّنِي وَلا نَهَرَنِي خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشر سنين والله ما قال لي: أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا ".
وعن تواضعه صلى الله عليه وسلم : تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وفي صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت الأمة ( أي الطفلة ) من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت.
هذه لمحة بسيطة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio