تُصارع بجهد مضاعف وزاخر كي تحظى بتقدير وفرصة تتناسب مع كيان وجود ما تطمح اليه، كما نبتة اخترقت الصدع لتنتزع مسار النور، تنمو وتتفاعل مع البيئة بعطاء لا ترصد له سبيلا.
على مدار التاريخ، لم ينصف السلوك الانساني النصف الذي نشأ منه واليه العالم. فمنذ الولادة يصبغ الفكر في التنشئة منحى التمييز في التعامل والتوقعات بوعي او بلا وعي، لكنه سلسلة متوارثة رسخت فروقًا، لها ما لها من اجحاف واغتيال للعدالة.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });كما تفاوتت صور الاضطهاد والتعسف في حقها، ففي الادب، وبالتحديد أدب الأطفال، والذي يتمثل بنافذة الطفولة الى العالم ومن خلاله نساهم في صياغة شخصية الاطفال ونسيجها، بالإضافة الى قيمته العلاجية المستحدثة.
ومن خلال النظرة النقدية والبحثية في عدد من المستويات والمعايير القياسية للشخصيات والادوار في القصص والتي تتمثل بمدى فاعلية الشخصية، خصائصها ومظهرها في القصص الكلاسيكية للأطفال، تبرز بشكل صارخ الصفات الخارجية والشكلية كقيمة عليا لدى الانثى، مغيّبة إياها من الاشتراك في اتخاذ القرارات. وتظهر ضعيفة وساذجة، بعكس الرجل المتمثل بصفات الشجاعة والسيطرة والتحكم والبطولة. من جهة اخرى، حين تُصوَّر المرأة قوية تزج بمناحٍ سلبية واقرانها بصفات ذكورية قاسية وغير مقبولة، وان عليها ان تكون ضعيفة ناعمة وساذجة من اجل ان تلاقى الاستحسان والقبول (انظروا قصص: بيضاء الثلج، الاميرة النائمة، الاميرة شمس الشموس).
وعلى صعيد العمل والاقتصاد ايضًا، لا زالت تقبع في جبّ التمييز والتفريق في الاجور وفرص العمل. فعلى مدار عقود، وبرغم عصر ما بعد الحداثة والتطور الهائل،فان اجور النساء في حقول العمل المختلفة اقل من الرجل بمعدل 12%-18% في دول اوروبا. وتزيد الفروقات كلما زادت الدرجة الاكاديمية. اما على مستوى السياسة فالحالة جلية بما يكفي، ولا تحتاج الى تكبير الصورة.
لا ارغب بالخوض في الأسباب والمسببات، لأننا جميعا نتشارك في مخرجات ما نحن عليه من حال. وفي خضم كل ذلك، وبين ثنايا صورة شائكة اختلطت فيها مفاهيم الحداثة والتطور، الحقوق والعدالة، الشعارات والحقائق، الافعال والنوايا، القيم والسفاهة، وبين عالم يغرق في حجر الوباء.. تطفو على السطح نجاحاتها الاستثنائية. فقد أجري بحث تطرق الى مقارنة اداء قادة السياسة، ذكورًا واناثًا. ودلت نتائجه على ان ادارة ازمة الوباء كانت اكثر نجاحًا ونجاعة لدى الدول التي تقودها سيدات، مثل نيوزلندا، تايوان، فنلندا، ايسلندا والمانيا. وبحسب تفسيرات الباحثين، فإن القيادة النسائية كانت أكثر تجنبًا للمخاطرة بأرواح بشرية مقابل النتائج الاقتصادية. بالإضافة الى اسلوب القيادة الذي تميز بفتح مصراعيه لنظرة أكثر تشاركية وديموقراطية في اتخاذ القرارات، مرتكزة على التواصل المتبادل، الشخصي والاجتماعي، سواء كان من مؤتمرات توعوية او خطوط امامية للتحاور. واستخلصوا ان القيادة بالرحمة تفيد بنتائج أفضل، مقارنة بقيادات عالمية اخرى من الجنس الآخر، والتي طرحت ردود فعل ازدواجية ومربكة فحصدت ثمنًا بشريًا باهظًا.
ومع الفوقية الذكورية المتأصلة عبر التاريخ، يسترشدني هنا التوازن بين الجنسين دون التعالي لطرف من الاطراف على الآخر. ويوازي ذلك، ويستحضر موقفي هذا مرة أخرى، أن المرأة تثبت على صعيد العلم انها - وبالتوازي مع الرجل - في آخر مستجدات الاحداث لإنقاذ العالم من الوباء الشرس. فالزوجان أوجور ساهين (Ugur Sahin) وزوجته ازليم توريسي (Özlem Türeci) هما من طوّرا لقاح كوفيد 19، وهو انجاز سيشهد لهما به التاريخ والانسانية.
وإذا ما عدنا وراجعنا واقتبسنا زواج الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، من السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها - وهي كانت امرأة تاجرة، مستقلة، عاملة، منتجة، فعالة، وصاحبة مكانة اجتماعية رفيعة - فإننا نشهد حالة من دحض لأي فكر او ايديولوجية تسعى لتغييب وتحقير وتهميش دور المرأة في نهضة المجتمعات، وسمو الاوطان، وبناء الحضارات، والتعامل معها كعنصر تابع مبنيّ للمجهول.. هي وخزة لاستفاقة ملزمة نحو مستقبل أفضل، يسمو بقيم العدالة الإنسانية..!!
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio