ان الناظر المتأمل والدارس الباحث المتعمق والمتعقب في تاريخ وحضارة الأمم والشعوب فانه سيجد دونما عناء انه لا شيء من الممكن ان يضع للأمم هويتها اكثر من التراث، فهو الذي يربط حاضر الامة بماضيها ويعزز حضورها التاريخي .
وليس التراث الثقافي هو بمثابة معالم وصروحا واثارا فحسب، بل انه يحفل بسجل واسع من الروايات والحكم فلم يترك حادثة او مناسبة الا وربطها بقصة او مثل تتناقله وتتوارثها الامة عبر الأجيال والعصور ,
وكغيره من الاحداث والمناسبات.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });ففي هذا البحث لنا كلمات تظهر جلية بما ورثه الفلسطينيون عن اجدادهم من تقسيمات للفصول والأيام وابرزها تراث تقسيم فصل الشتاء الذي يمتد في بلاد الشام ومن جعبتها فلسطين الى تسعين يوما ويقع على قسمين وفقا لما حدده وضبطه اجدادنا فاصبح موروثا شعبيا حضاريا يشهد على هوية المكان والسكان الاصليين
يمتد فصل الشتاء في بلادنا الى تسعين يوما ويقع على قسمين :
القسم الأول – المربعانية ومدتها أربعون يوما , تبدا في يوم الواحد والعشرين من شهر كانون الأول وتنتهي بنهاية كانون الثاني , ويلقبونها بفخل الشتاء لما تحمله من ثلوج وامطار وبرد قارس .
تليها الخماسينية او السعودات ويستدل على طول مدتها من اسمها أي خمسون يوما , تبدا مع نهاية شهر كانون الثاني وتستمر حتى الواحد والعشرين من شهر اذار . وتقسم خمسينية الشتاء الى اربع اقسام او اربع سعود , هم : 1- سعد الذابح, 2- سعد البلع, 3- سعد السعود, 4- سعد الخبايا . ومدة كل سعد 5.12 يوم
1 – سعد الذابح : من 1 شباط الى ظهر يوم 12 شباط , وهي فترة تتسم بالبرد الشديد . ويعود اطلاق مصطلح سعد الذابح الى حكاية شعبية تقول : ان شخصا اسمه سعد عزم على السفر في نهاية الاربعينية في يوم
دافئ فنصحه والده ان يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء البرد المحتمل والمطر , فما سمع نصيحة والده , وكان يظن ان الطقس لن يتغير , بحكم ان الجو في ذلك الوقت كان دافئ , ركب ناقته وسافر وبعد يومين من السفر نظرت والدته شمالا فرات الغيوم الشمالية فخافت على ولدها سعد , فشكت فأجابها ] ان ذبح سعد سلم وان لم يذبح هلك [ وما ان بلغ سعد منتصف الطريق الى حيث يقصد , حتى أكفرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطرا وثلجا غزيرا . فلم يكن امامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك , حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارص والنجاة بنفسه . لذلك ذبح الناقة فسمي سعد الذابح .
2- سعد ابلع : من ظهر يوم
الثاني عشر من شهر شباط ولغاية ظهر يوم الرابع والعشرين من نفس الشهر , وهز كناية عن الأرض في تلك الفترة , تبتلع ما يسقط عليها من امطار نتيجة ابتداء درجات الحرارة .
3- سعد السغود : من ظهر يوم الرابع والعشرين من شهر شباط الى ظهر يوم الثامن من شهر اذار , بعد ان انتهت العاصفة , اشرقت الشمس واصبح الجو دافئا , فشعر سغد بالفرح واحتفل لنجاته من العاصفة ومن البرد .
4- سعد الخبايا : وهو الجزء الأخير من السعوديات , ويمتد من ظهر يوم الثامن من شهر اذار وينتهي يوم الواحد والعشرين من الشهر ذاته . فكما تشير الحكاية التراثية ان سعد قام بصناعة معطف له من فرو الناقة التي ذبحها , كما قام اخذ من لحم الناقة المتبقي وخباه خوفا من ان تتكرر العاصفة مرة أخرى . خلال أيام سعد الخبايا تبدا الزواحف التي كانت تقضي فترة الثبات الشتوي بالظهور .
المستقرضات
ومدتها سبعة أيام , ثلاثة من أواخر شهر شباط وأربعة أيام من أوائل شهر اذار وتمتاز في اغلب الأحيان بالمطر الشديد والفيضانات وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارس.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio