منذ أن تم الإعلان عن فوز رجل القانون البريطاني كريم خان (باكستاني الأصل) بدعم 72 دولة،بمنصب المدعي العام الجديد لمحكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي (هولندا) للسنوات التسع المقبلة، خلفًا للمدّعية العامة الحالية، فاتو بنسودا. تتساءل الجهات المعنية في إسرائيل بحذر عما ستكون سياسة هذا المحامي البريطاني إزاء إسرائيل، خصوصاً بعد قرار قضاة المحكمة، قبل أيام ،بإمكانية فتح تحقيق ضد جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وبالرغعم من أن منصب المدعي العام يعتبر أصعب المناصب في القانون الدولي ورغم صعوبة طبيعة القضايا المعروضة على المحكمة، إلا أن المدعي العام الجديد كريم خان قبل التحدي وأراد أن يخوض غمار هذه التجربة الصعبة في القانون الدولي رغم مخاطرها، حيث نافس على المنصب ثلاثة مرشّحين:إيرلندي وإيطالي وإسباني. ولم يتمكّن خان من الفوز بالجولة الأولى، لكنه بالتالي حصل على أغلبية كبيرة من الأصوات. ويتولى كريم خان حالياً التحقيقات الأممية في جرائم ضد الإنسانيّة ارتكبها "مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في سوريا والعراق.
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });ومن الطبيعي أن يكون لرئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو موقفاً سلبيا من المحكمة لأنها غير راضية عن تصرفات إسرائيل إزاء الفلسطينيين. فقد هاجم نتنياهو المحكمة الجنائيّة الدولية، بعد قرارها بإمكانية فتح تحقيق في جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة عام 1967، ووصفها "بالموجّهة" وقرارها بـ"اللا ساميّة"، ورفض اعتبار الاستيطان في الضفة الغربيّة المحتلة جريمة حرب.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الفلسطينيون يترقب وحذر لما سيفعله المدعي العام الجديد للمحكمة الجنائية الدولية، وهي الكيان الوحيد المنوط به التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بشكل دائم، .إلا أن إسرائيل رحبت بالمدعي العام الجديد مبدئياً. ويرى محللون إسرائيليون أن إسرائيل تنفست الصعداء لعدم فوز القانوني الإيرلندي فيرغال غاينور في المنصب، لأنه كان بالتأكيد سيتابع بقوة التحقيق ضد إسرائيل، فضلا عن التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في أفغانستان.
وكان غاينور قد قدم مذكرة للمحكمة الجنائية الدولية نيابة عن الضحايا الفلسطينيين لحث المحكمة على التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية، كما مثل الضحايا الأفغان أمام المحكمة، بدعوى أن المحكمة الجنائية الدولية لديها اختصاص للنظر في جرائم الحرب المزعومة من قبل أطراف من بينها الولايات المتحدة.
ويبدو أن إسرائيل التي تواجه تحقيقا محتملا في جرائم حرب في لاهاي، والتي رحبت بكريم خان، حسب نشرة تايمز أوف إسرائيل، تعتقد بأن المدعي العام الجديد كريم خان قد يسعى لتغيير توجه المحكمة الجنائية الدولية. وينتاب بعض المحللين الاسرائيليين تفاؤل لفوزر خان ورحيل المدعية العامة المنتهية ولايتها فاتو بنسود
عضو الكنيست ميخال كوتلر فونش، المعنية بالتعامل مع المسائل المتعلقة بالمحكمة الجنائية الدولية، ذكرت استناداً إلى معلومات إسرائيلية:" أن تعيين خان ينطوي على إمكانية أن تفي المحكمة الجنائية الدولية بمهمتها المهمة في دعم وتعزيز وحماية حقوق جميع من يحتاجون إلى تمثيلها كمحكمة الملاذ الأخير”.
بشكل عام يعيش المسؤولون الإسرائيليون حالة من التوتر والقلق فيما يتعلق بالأداء المستقبلي للمدعي العام الجديد كريم خان خصوصاً وأنه باكستاني الأصل مسلم، وتعامل مع أكبر محاكمات جرائم الحرب والقضايا الأخرى، سواء كمدع عام أو في الدفاع. فقد عمل مستشارا للمدعين العامين في محاكم يوغوسلافيا السابقة ورواندا، ودافع أيضا عن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس الليبيري السابق تشارلز تيلور.
على أي حال، المدعي العام الجديد سينولى منصبه في شهر حزيران /يونيو هذا العام، وعندها سيتبين ما إذا كان خان سيستمر في فتح تحقيق في جرائم إسرائيل، أم سيتعرض لضغوط معينة تحول دون مواصلته التحقيق في هذا الملف.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio