على كل ديمقراطي، عربيًا كان ام يهودي، أن يقف إلى جانب عضو الكنيست أحمد الطيبي الذي تجرأ على التصدي لأقوال الحاخام شموئيل الياهو شليطا بأن "على المسلم الحقيقي أن يعرف بأن أرض إسرائيل هي ملك لشعب إسرائيل". وردًا على الطيبي الذي تصدّى لهذه المقولة، أوضح عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش، الذي قد يكون حزبه جزءًا من حكومة نتنياهو القادمة، أن "العرب أمثالك الذين لا يعترفون بذلك لن يبقوا هنا". وفي نهاية تغريدته على تويتر، طمأن سموتريتش "الحاخام شموئيلوعشرات الآلاف من طلابه، بمن فيهم نحن، سوف نهتم بذلك".
لقد واجه الطيبي معضلة معقدة- إذا كان "مسلما حقيقيا"، كما طلب الحاخام الياهو، فإن ذلك يعني التسليم بطرده من البلاد على اعتبار أنها ليست له، وإذا رفض أن يكون"مسلمًا حقيقيًا"، وفقًا لتفسير الحاخام، فسيهتم سموطريتش بطرده. الطيبي اختار خيارًا ثالثًا- التصدي لأقوال الحاخام العنصري، وإفهام سموطريتش، الذي تمت ترقيته من منصب أحد زعران المستوطنين إلى أحد مهندسي حكومة نتنياهو العتيدة، بمكانته الحقيقية.
قد يبدو الأمر مثيرًا للملل، ولكني لا أجد هنا من خيار سوى إعادة مقولة القس الألماني مارتن نيملر الذي كتب: "ثم أخذوا اليهود، ولم أرفع صوتي، لأني لم أكن يهوديًا". كل ما يجب فعله الآن هو استبدال كلمة يهودي بالعربي. ومع ذلك ليس صحيحًا أن نقول إن التعسف سيستمر ليصل اليهود، لأنهم بالفعل بدأوا بمهاجمة اليهود الذين يعارضون مواقفهم. ها هي شبكات التواصل الاجتماعي تبث مقاطع فيديو مروّعة لزعران يمينيين يهاجمون يهود آخرين لأنهم تجرأوا على المطالبة باستقالة نتنياهو. بالذات في يوم ذكرى المحرقة تنطلق الشتائم المقززة المعادية للسامية ضد يهود. و"الخير لقدام"، مع صعود الدوائر الفاشية إلى السلطة.
نحن نعيش أيامًا قاسية، إنها أيام انعطاف في حياة المجتمع الإسرائيلي، وهناك العديد من الدلائل تشير إلى أن الحديث يجري عن بداية عهد جديد. لقد أوكل رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، بعد معاناة، مهمة تشكيل الحكومة على بنيامين نتنياهو، وفي هذه المناسبة لم ينس أن يقول بأن القرار لم يكن سهلاً "على المستوى الأخلاقي والقيميّ". دموع! هذا هو الحد الأقصى الذي يمكن أن نتوقعه من ريفلين. ولكن ماذا يجدي البكاء بعد هذا القرار؟
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });قال لي أحد المواطنين العرب، الذي بدا أنه "عربي جيد"، بأنه كان على الطيبي عدم اثارة نرفزة سموطريتش، وإلا لما رد هذا الأخير عليه كما رد. أجبته: سموطريتش وأمثاله يصيبهم التشنج في كل مرة يرون فيها عربيًا - فهل علينا الاختباء كلما مرّ في الشارع، أم علينا المشي على رؤوس الأصابع حتى لا نوقظه؟ آنذاك سيكون حالنا كحال الفتى العربي، "غريب الوجه واليد واللسان"، كما قال المتنبي.
باستطاعة أعضاء الكنيست في القائمة الموحدة أن يصدوا هذا الخطر. يجب تذكيرهم بأن الفاشية تبدأ بالطيبي، ولكن رحلتها لا تتوقف هناك- بل ستستمر في مهاجمة كل ملمح عربي أو ديمقراطي. والافتراض بأن كل اليهود هم نفس الشيء هو افتراض خاطئ. وإذا كان هذا الافتراض صحيحًا فالقائمة الموحدة مطالبة بمقاطعتهم جميعًا، وعدم اختيار الفاشيين بالذات.
في المقابل، من المهم أن نتذكر أنه حتى نفتالي بينيت،اليمنيّ المتطرف، رفض إدراج إيتامار بن غفير في قائمته، وذلك لأن صورة السفاح باروخ غولدشتاين كان معلقة على الحائط في منزله. فقط نتنياهو منح بن غفير الشرعية. وهنا، يجب الإقرار بأننا لا نملك الامتياز باختيار الأفضل. نحن في وضع مطلوب منا اختيار الأقل سوءًا، وخاصة إذا كان الأسوأ يسعى لطردنا من وطننا، وفي أحسن الأحوال يطالبنا بأن نقرّ بأن الأرض التي نعيش عليها ليست أرضنا.
الكرامة الوطنية والمصلحة الوجودية لشعبنا، تتطلبان من نواب الموحدة مغادرة سفينة نتنياهو الغارقة بالفساد والتحريض والفتنة. أكثر من ذلك، ماذا ستقولون لأبنائكم؟ هل ستخبرونهم بأنه عندما هاجت البلاد وماجت، فإنكم وقفتم إلى جانب المعادين للعرب والمسلمين والبشرية جمعاء؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio