الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

العلاقة بين صحة الفم والصحة العامة

د. ناشد برانسي

د. ناشد برانسي
نُشر: 22/02/21 14:06,  حُتلن: 22:41

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 د. ناشد برانسي: 

 يعد الفم نافذة على ما يحدث في باقي أجزاء الجسم وهناك علاقة ثنائية الاتجاه بين صحة الفم وصحة الجسم.

العديد من الحالات المرضية مثل مرض السكري, امراض سرطانية, هشاشة العظام, امراض الكبد وامراض أخرى مختلفة قد تظهر علامات في الفم 

في العقود الأخيرة، أصبحت اللثة وأمراض اللثة موضوع دراسات مختلفة. تحدث العملية الالتهابية عندما يستقر التكلس حول الأسنان ولا يعالج، ويكون بمثابة ركيزة ملائمة للبكتيريا والسموم التي تفرزها. يقوم الجسم بمحاولة إزالة الآفة وهذا يسبب في حدوث التهاب موضعي. عادة ما يكون الالتهاب مصحوبًا بشعور بعدم الراحة, تورم واحمرار في اللثة, نزيف من اللثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو أثناء قضم الطعام الصلب, رائحة كريهة من الفم, ظهور جذور الاسنان, تخلخل الاسنان وحتى فقدان الاسنان. التدخين والضغط النفسي وحتى توازن الهرمونات أثناء الحمل تشكل عاملا أساسيا لالتهاب اللثة وتفاقمها، إلى جانب عدم نظافة الفم وإزالة الطبقة البكتيرية.


صورة توضيحية -  iStockphoto

جمع اللعاب والكشف عن المواد المحتوية داخله ممكن أن يدل على امراض متعددة في أجزاء الجسم المختلفة. للعاب وظيفة أساسية في الحفاظ على صحة الفم. فهو يعد احد دفاعات الجسم الرئيسية ضد الكائنات الحية المسببة للامراض فهو يحتوي على اجسام مضادة وينظف اللعاب الأطعمة ويعمل على تحييد الأحماض التي تفرزها البكتيريا في الفم، ويساعد على الوقاية من غزو الميكروبات أو فرط نمو البكتيريا الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض. على سبيل المثال, يحتوي اللعاب على بروتينات الهستاتين والتي تلعب دورا في منع نمو الفطريات وعلى انزيمات تقوم بتدمير البكتيريا من خلال تدمير أغشيتها وتعطيل أنظمة الانزيمات البكتيرية الحيوية. يمكن أن تعمل أدوية معينة مثل مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين ومسكنات الألم ومدرات البول على تقليل تدفق اللعاب مما يشكل عاملا محفزا لتفاقم الامراض في الفم مثل التسوس وامراض اللثة. كما ويزداد تسوس الاسنان عند كبار السن نتيجة لتراجع اللثة ولظهور جذور الاسنان وبسبب كثرة الترميمات القديمة والغير صحيحة وبعد العلاج الكيماوي والاشعة.
هناك مئات الأنواع من البكتيريا تعيش في الفم ومعظم هذه البكتيريا ضار. عدم تنظيف الأسنان يسبب ترسبات بكتيرية على الأسنان وتكوين طبقة لزجة تلتصق بالاسنان وهذا يؤدي الى التهاب اللثة وفي مرحلة أكثر تقدما وخطورة يسبب الى أمراض اللثة.
مع تقدم أمراض اللثة ممكن لهذه البكتيريا الدخول الى مجرى الدم والوصول لأجزاء مختلفة بالجسم وعند ضعف جهاز المناعة لا يستطيع الجسم التغلب على هذه البكتيريا والأمر يؤدي لإلتهابات بأجزاء مختلفة في الجسم مثل إلتصاق هذه البكتيريا ببطانة صمامات القلب.
عدوى اللثة طويلة الأمد قد تؤدي لفقدان الأسنان لكن العواقب قد لا تنتهي الى هذا الحد. هناك العديد من الأبحاث التي تشير الى علاقة وطيدة بين العدوى الفموية وأمراض مختلفة بالجسم:
مرض السكري يقلل داء السكري من مقاومة الجسم للعدوى، ويعرّض اللثة لخطر الإصابة بالأمراض. تظهر أمراض اللثة على نحو متكرر وشديد للغاية وسط الأشخاص المصابين بداء السكري. وأظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذي يعانون من أمراض اللثة يصعب عليهم السيطرة على معدلات السكر في الدم.
التهاب بطانة القلب التهاب بطانة القلب عبارة عن عدوى تصيب بطانة القلب الداخلية. ويحدث التهاب بطانة القلب عادة عندما تنتشر البكتيريا أو جراثيم أخرى آتية من منطقة أخرى في الجسم مثل الفم في مجرى الدم وتلتصق بالأجزاء التالفة في القلب.
أمراض القلب والأوعية الدموية التهاب الفم وخاصة التهابات اللثة قد يسبب أيضا إنسداد بالشرايين مما يؤدي الى الجلطات الدموية. فالبكتيريا بالفم قد تسبب التهابا في جميع أنحاء الجسم ومنها الشرايين وهذا يشكل قاعدة لتطوير تصلب وإنسداد الشرايين فلذلك الأشخاص المصابين بعدوى اللثة معرضون أيضا لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. ولاحظت بعض الدراسات، ارتفاعاً بنسبة 70 بالمئة في نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب بين الأفراد الذين يهملون نظافة الفم، مقارنة بالفئة التي تغسل أسنانها مرتين يومياً.

الولادة المبكرة قد يزيد مرض اللثة من خطر الولادة المبكرة وولادة طفل منخفض الوزن عند الولادة. النظرية هي أن بكتيريا الفم تفرز سموما تصل المشيمة عبر مجرى دم الام وتتداخل مع نمو وتطور الجنين وفي الوقت نفسه تتسبب العدوى الفموية في أن تنتج مواد تحفز المخاض بسرعة كبيرة مما قد يؤدي الى الولادة المبكرة.
هشاشة العظام قد تكون هشاشة العظام - التي تتسبب في أن تصبح العظام ضعيفة وممزقة - مرتبطة بفقدان العظام وفقدان الأسنان الناشئين عن التهاب دواعم الأسنان.
مرض الخرف Dementia قد يكون فقدان الأسنان قبل سن 35 عاماً عاملاً خطيراً للإصابة بمرض الخرف. دراسة جديدة ومثيرة للاهتمام تظهر علاقة بين التهاب اللثة وتطور الخرف في الشيخوخة. نُشرت الدراسة، التي أجراها المعهد الوطني للشيخوخة في المركز الوطني للصحة في الولايات المتحدة، في يوليو 2020 في مجلة مرض الزهايمر. في الدراسة والتي فحصت 6000 امرأة ورجل من مختلف الأعمار، تم فحص عينات دم من المشاركين وأجريت متابعة فسيولوجية ومتابعة لصحة الأسنان لمدة 26 عامًا.
في اختبارات الدم، بحث الباحثون عن أجسام مضادة لبكتيريا محددة مرتبطة بالتهاب اللثة. كانت النتائج مفاجئة. فقد زاد خطر الإصابة بمرض الزهايمر في الشيخوخة لدى أولئك الذين تم العثور على أجسام مضادة لهذا النوع المحدد من البكتيريا في دمهم. علاوة على ذلك، الأشخاص الذين تم العثور على هذا النوع من البكتيريا في دمهم معرضون لخطر الموت في المراحل المبكرة من المرض. تنضم الدراسة إلى دراسة مماثلة أجريت في تايوان وأثبتت أيضًا الصلة بين التهاب اللثة وزيادة خطر الإصابة بمرض الازهايمر، تابعت هذه الدراسة 9000 امرأة ورجل لمدة 16 عامًا وحققت نتائج مماثلة.
تظهر بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية أن 10٪ من جميع النساء والرجال في الدولة سيصابون بالخرف فوق سن 65. الخرف هو الاسم العام للأمراض المستعصية التي تضعف وظائف المخ، بما في ذلك مرض الازهايمر. يشكل مرضى الازهايمر أكثر من 60٪ من مرضى الخرف واليوم لا توجد طريقة لمعرفة ما الذي يسبب المرض وما إذا كان سينشأ.
حاليا، يحاول الباحثون شرح الصلة بصحة الدماغ. تزعم إحدى النظريات المحتملة، التي لم يتم إثباتها بعد، أن محاربة البكتيريا للجهاز المناعي تُطلق في الجسم مادة بروتينية تُدعى أميلويد بيتا Amyloid Beta يمكن أن تكون مدمرة لخلايا الدماغ وهي عنصر بارز في تطور مرض الازهايمر.
وثمة حالات مرضية أخرى قد تكون مرتبطة بصحة الفم منها متلازمة شيوغرن، وهي بمثابة اضطراب في الجهاز المناعي يسبب جفافاً في الفم، إضافة إلى الإصابة باضطرابات في تناول الطعام. وكذلك مرض اللوبوس والذي يؤتي بالضرر بجهاز المناعة ويسبب لتقحنات متفشية في تجويف الفم
فقدان الأسنان يضعف القدرة على استهلاك قائمة غذائية متنوعة والامتناع عن الماكولات الصلبة وقد أظهرت أبحاث عن قيام علاقة وطيدة بين هذا الامر وبين الصحة العامة وارتفاع نسبة الدهون بالدم.
وبسبب هذه الارتباطات المحتملة، تأكد من أن تخبر طبيب الأسنان إذا كنت تتناول أي أدوية أو حدثت أي تغيرات في صحتك العامة، وخصوصاً إذا أُصبت بأي أمراض مؤخراً أو تعاني من حالة مرضية مزمنة مثل داء السكري. كما وترتبط صحة اللثة ارتباطًا وثيقًا بأنظمة الجسم المختلفة ويجب استشارة طبيب الأسنان في أقرب وقت ممكن عند ظهور مشكلة في اللثة. اتباع عادات صحيحة مثل تنظيف الاسنان بشكل سليم, تناول الغذاء الصحي ومتابعة منتظمة لطبيب واخصائية الاسنان يساعدك على الحفاظ على الاسنان الطبيعية السليمة وبذلك الحفاظ على أداء يومي صحيح, منع الالام والشعور بعدم الارتياح, النطق السليم وبذلك الحفاظ على جودة حياة سليمة.
عند التقدم بالسن, من الممكن ان تكون هناك صعوبة لدى البعض بالقيام بتنظيف الفم بشكل سليم وذلك نتيجة مشاكل في الصحة العامة والحركة المحدودة في اليدين وفي هذه الحالة على المرضى الاستعانة بفرشاة اسنان كهربائية.
 

مقالات متعلقة