الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

يجب صقل واعادة بناء شخصية أبنائنا من جديد/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 03/12/21 08:38

اشعر ان الكثير من شبابنا في ضياع وتخبط واهمال تربوي وانتمائهم لمجتمعهم ضعيف، وهم بحاجة الى الارشاد والتوجيه والدعم المعنوي, وللأسف استمرار هذا الوضع يؤدي الى الضياع، ولذا يجب التفكير بإعادة بناء وصقل شخصيات أولادنا وشبابنا من جديد ، والتأكيد على أهمية ثوابت الهوية العربية ،بالرغم من الصعوبات بتحديد ميزات هذه الشخصية العربية المعاصرة، لأنها مليئة بالمتناقضات والمتغيرات نتيجة الانفتاح السريع للعولمة وبدون تمهيد وتحضير مسبق لهذا التغير، رافقه اهمال تربوي ـ فقفزنا السلم مرة واحدة بدون الصعود عليه درجة، درجة وبمراحل ، واليوم اشعر ان شخصيات الكثير من أبنائنا وعقولهم خاوية وخالية نتيجة الإهمال التربوي والاهتمام بالقشور بالرغم من وجود نسبة منهم نجاحهم في القمة , وعلينا ان ندرك تداخل العديد من العوامل والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في تحديد ميزات شخصية أبنائنا ، ولا يمكن تفسير هذه الميزات إلا من خلال تحليل السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي نعيش فيه, فالمسألة ليست سهلة ، بل تحتاج إلى جهود جبارة على جميع الأصعدة ، حتى ننجح في احداث التغيرات التي حصلت لشخصية أبنائنا ، والتي لم تكن إيجابية في أغلبها مما أدى الى العنف والقتل والانفلات والابتعاد عن قيمنا وعاداتنا، وحتى نستطيع التغير وبناء شخصية أبنائنا من جديد وإعادة إحياء قدرتهم على الانسجام مع تطورات العصر المتلاحقة، لابد من تنفيذ برنامج وطني يعتمد على عدة عناصر وعوامل يجب اعدادها والتخطيط لها بشكل جيد من قبل خبراء من عدة تخصصات تربوية واجتماعية وعلم نفس , يدرس هذا البرنامج ابتدأ من الروضة وحتى المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية ودور المعلمين, حيث يهتم بالأخلاق ومنظومة القيم والسلوكيات الحميدة ونبذ العنف والعصبية العائلية مرورا بربط الأطفال والشباب بالموروث الثقافي والاجتماعي للشخصية العربية عبر التاريخ، مع ابراز وتأكيد الجوانب المضيئة والايجابية في هذا الموروث, وكذلك يجب تقوية وتعميق الشعور بالوطنية والانتماء والولاء للمجتمع ، وافساح المجال وإعطاء الفرصة بمشاركة الشباب وزيادة مشاركتهم وتمكينهم من الوصول الى مقود القيادة وتدريبهم من قبل القيادات الحالية من اجل دعمهم وتزويدهم بالتجربة والخبرة , كذلك علينا خوض غمار التكنولوجيا الحديثة وافتتاح مدارس ومعاهد تكنولوجية للتعليم المهني المتطور حتى نلحق بركب الدول المتطورة .
وأخيرا وليس آخرا , يتوجب على لجنة المتابعة تبني هذا البرنامج التربوي المتكامل بدءا من مرحلة الروضة حتى انتهاء المرحلة الثانوية به يتم صقل وهندسة وصياغة بناء شخصية أبنائنا استنادا الى موروثنا الحضاري وصقل هويتهم العربية, ويجب ان يكون هذا البرنامج على رأس سلم أولويات لجنة المتابعة والسلطات المحلية والقيادات الاجتماعية الأخرى , فالتغيير بأنماط التربية ضروري جدا حتى نحسن ظروف مجتمعنا نحو الأفضل ونخرجه من دائرة العنف ونسعى الى مستقبل يضمن النجاح لأجيالنا القادمة .
الدكتور صالح نجيدات 

مقالات متعلقة