الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:02

إِنَّ ٱلغَريبَ إِلى ٱلغَريبِ حَبيبُ

سافِرْ شَمالَ الرِّيحِ إِنْ عَزَفَتْ صَبا

وَٱسْتَفْتِ ذاكِرَةً حَمَتْكَ مِنِ ٱنْغِلاقِ ٱلـمُسْتَحيلِ

عَلى الدَّليلِ وَقَدْ أَضاءَ لَكَ الطَّريقْ

هَلْ جازَ قَبْلَكَ عاصِبٌ لِلْغَيْمِ عَصْبَ عِمامَةٍ

في ٱلعَتْمِ فَوْقَ كَثيبِ مُنْعَرَجِ ٱليَقينِ إِلى خِباءِ ٱلعامِرِيَّهْ

حَيَّيْتَ ساكِنَةَ ٱلخِباءِ فَأَشْرَقَتْ خَلْفَ السُّتورِ نُبوءَةً

كانَتْ هُتافَكَ في ٱلـمَدى ٱلـمَمْتَدِّ مِنْ عَدَمِ ٱلوُجودِ إِلى حُضورِكْ

وَرَنَتْ إِلَيْكَ بِلَحْظِها، وَهَذَيْتَ مُحْتَرِقًا بِلَهْفَتِها وَقَدْ غَلَبَتْ تَماسُكَ صَبْرِها في حَضْرَتِكْ،

ثُمَّ ٱخْتَفَتْ كَٱلحُلْمِ أَوْ كَٱلوَهْمِ وَاللَّا شَيْءِ،

وَٱلإِدْراكُ قَدْ خَذَلَكْ،

وَاللَّيْلُ قَدْ أَرْخى السُّدولْ

وَبَقيتَ وَحْدَكَ في عَراءِ الصَّمْتِ مُنْقَطِعَ ٱلكَلامِ يَنوشُكَ ٱلهَذَيانُ،

وَٱلوَقْتُ كانَ غَرائِبِيَّ السُّخْرِيَهْ

وَالنَّبْضُ كانَ حِكايَةَ الصَّحْراءِ وَالرَّبْعِ ٱلخَرابْ

وَلَـمَحْتَ ناهِدَةً عَلى نَهْداءَ غازَلَهَا الرَّبيعْ

فَهَتَفْتَ يا لي مِنْكِ، يا لَكِ مِنِّي

وَنَدَهْتَ لَيْلاكَ ٱلغَريبَةَ يا غَريبْ

وَأَتاكَ ضِلِّيلُ ٱلقَوافي ضاحِكًا

قالَ: ٱلغَريبُ إِلى ٱلغَريبِ نَسيبُ

قُلْتَ: ٱلغَريبُ إِلى ٱلغَريبِ حَبيبُ

ضِلِّيلُ ٱلقَوافي هُوَ الشَّاعِرُ ٱلجاهِلِيُّ ٱمْرُؤُ ٱلقَيْسِ، وَكانَ يُلَقَّبُ بِٱلـمَلِكِ الضِّلِّيلِ.

تَناصٌّ مَعَ قَوْلِ ٱمْرِئِ ٱلقَيْسِ:

«أَجَارَتَنَا إِنَّا غَرِيبَانِ هَا هُنَا
 

وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلغَريبِ نَسِيبُ»
 

مقالات متعلقة