الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 00:01

حضور المئات لخيمة الاعتصام بالبستان

كل العرب
نُشر: 27/02/09 22:12

الشيخ رائد صلاح : الحاضر الإسلامي  والعربي والفلسطيني يعوّل على صمودكم يا أهل سلوان وحي البستان كثبات وصمود غزة ونحن جميعا أمام قضية منتصرة وإحتلال زائل 


رغم هطول المطر الشديد وعواصف الرياح والتضييق الشرطي الذي طوّق مداخل بلدة سلوان بآلاف عناصر الشرطة ، شارك المئات من أهل حي البستان وبلدة سلوان وعموم أهل القدس والداخل الفلسطيني في صلاة الجمعة الحاشدة اليوم الجمعة 27-2-2009م ، والتي أقيمت في خيمة الإعتصام في حي البستان ، والتي دعت إليها لجنة الدفاع عن حي البستان ، كأحد نشاطاتها ضد نية المؤسسة الإسرائيلية هدم حي البستان وتهجير سكانه ، وقد تجمع أكثر من ألف مصلٍ من الرجال في خيمة الإعتصام وفي الشارع المحاذي والتلة القريبة ، اما النساء فتجمعن في البناية السفلى للخيمة للمشاركة في صلاة الجمعة ،  وقد خطب الجمعة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في  الداخل الفلسطيني - ، كما وشارك في الصلاة عدد من القيادات الدينية والسياسية المقدسية ، من أبرزهم فضيلة الشيخ محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى – والسيد حاتم عبد القادر – المستشار لشؤون القدس – والسيد احمد رويضي – رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية - ، كما وكان من ضمن المشاركين الشيخ علي ابو شيخة – مستشار الحركة الإسلامية لشؤون القدس والأقصى – والدكتور سليمان أحمد – رئيس مؤسسة الإسراء للتنمية ، وقد أكد اهالي حي البستان وبلدة سلوان أنهم متمسكين في أرضهم وبيوتهم ، ولن يخرجوا منها مهما كلفهم الأمر ، كما وبرز الحضور الإعلامي المكثف على المستوى العربي والإسلامي والفلسطيني والأجنبي كذلك ، وبثت عدة قنوات فضائية خطبة الجمعة ببث حي ومباشر.



وقد افتتح الشيخ رائد صلاح خطبته بالتطرق الى ما أقدمت عليه القناة العاشرة العبرية من الإساءة الى سيدنا عيسى – عليه السلام – وأمه مريم البتول – عليها السلام ، وسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم -  وقال : "من حي البستان الصامد ، المدافع عن حقه وعن حق المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف ، نودّ ان نؤكد اننا نعيش في هجمة إسرائيلية مجنونة ومتوحشة ، ها نحن في هذه الأيام نسمع الصعاليك من القناة العاشرة العبرية يتطاولون بالأذى والإساءة على سيدنا عيسى بن مريم – عليها السلام – وعلى امه مريم البتول – عليها السلام – وعلى رسول الله محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -  ، وها نحن نشهد في هذه الأيام هذه الحرب التدميرية التي شنّها الإحتلال الإسرائيلي المتوحش على أهلنا في قطاع  غزة ، وها نحن نشهد في هذه الأيام محاولة الإحتلال الإسرائيلي المسعورة على بيوت أهلنا في حي البستان وبلدة سلوان وفرض التطهير العرقي عليهم ، ظنا من الإحتلال الإسرائيلي انه سيصل الى قدس لا وجود فيها لحق اسلامي ولا عربي ولا فلسطيني ، ولأننا نعيش هذه الأجواء بهذا الجنون الإسرائيلي وهذا التوحش والتغول من قبل الإحتلال الإسرائيلي فإننا نعلنها صريحة لكل الدنيا ان هذه المشاهد التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي وبعض أذرعه ليست امرأ ميزاجياً ، بل هي نابعة من ثقافة موروثة تاريخية ، بإسم الدين ، والدين الحق منها براء ، والدين الحق من الإحتلال الإسرائيلي براء ، انهم عندما يتطاولون على سيدنا عيسى ، فإنهم يتطاول عليه من خلال كتاب اسمه التلمود والذي يقول قولا لئيما قبيحا مرفوضا على سيدنا عيسى عليه السلام – وعلى امه مريم البتول – عليها السلام ، وإنهم  عندما يتطاولون على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ،  فإنهم يتوارثون ذلك أيضا من نصوص التلمود ويقولون قولا حاقداً ، الا فلعنة على من يقولون هذا القول في الماضي والحاضر والمستقبل ، انه الحقد الموروث بإسم الدين ، والدين الحق منه براء ، انها الكراهية الموروثة بإسم الدين وبإسم الحق التاريخي المزيف " .



وأكد الشيخ رائد صلاح ان ممارسات الإحتلال الإسرائيلي هذه من تطاول على الأنبياء ، وتدمير في غزة ، وتدمير لوجود أهلنا في القدس الشريف ستقرب من موعد زوال الإحتلال الإسرائيلي ، وقال :" أقول قولا لا تلعثم فيه أبدا ، ليعلم الإحتلال الإسرائيلي انهم  بهذه الممارسة فإنما يقرّبون من نهاية أجلهم ، ويقرّبون من موعد زوال هذا الإحتلال ، فالتاريخ يعلمنا ان من استباح حرمات الله ، مزق الله ملكه ، هي سنة الله كانت ولا زالت تتكرر حتى قيام الساعة ، ومما يقرّب أيضل من قرب زوال هذا الإحتلال ، أن الإحتلال الإسرائيلي إستباح لنفسه ان يدعي البطولة على حساب قتل أطفال غزة وهدم عشرات المنازل" .



وانتقد الشيخ رائد صلاح بشدة الموقف الدولي حيال جرائم الإحتلال الإسرائيلي  بحق المسجد الأقصى والقدس وسلوان وقال :" كما أن يد إعتداء الإحتلال الإسرائيلي امتدت الى المسجد الأقصى ، بحفر أنفاق تحت المسجد الأقصى ، وتحت البلدة القديمة في القدس ، وحفر شبكة أنفاق في سلوان وحي البستان ، ونسأل أي هو الموقف الدولي الذي سارع ليأخذ دوره في مراقبة الأنفاق في قطاع غزة ، أين هذه الرقابة على الأنفاق التي يحفرها الإحتلال الإسرائيلي تحت المسجد الاقصى وتحت سلوان ، أم أنه النفاق السياسي الدولي؟! " .



وعدد الشيخ صلاح خلال خطبته بعضا من جرائم الإحتلال الإسرائيلي وقال :" ومما يؤكد زوال الإحتلال الإسرائيلي أن يده المؤذية تمتد اليوم الى حي سلوان والبستان ، والى أرضهم وبيوتهم ، كما تمتد يد أذى الإحتلال الإسرائيلي ، لهدم بيوت العيسوية والشيخ جراح ورأس العامود في مدينة القدس الشريف ،  واليوم تمتدّ الى بيوت حي البستان في سلوان ، لتعلن عن نيتها إقتحام بستان عين سلوان ، وهدم 88 بيتاً وتشريد 1500 شخصاً ، فكل هذه الهجمة المتوحشة تؤكد قرب زوال الإحتلال الإسرائيلي " .



في خطبته أكد الشيخ رائد صلاح ان أرض سلوان وعين سلوان وحي البستان هي أرض وقف إسلامي أوقفها الخليفة عثمان بن عفان وكل كتب التاريخ الإسلامي تؤكد ذلك ، والذي يقوم به الإحتلال الإسرائيلي اليوم من هجمته على سلوان إنّما هو مثابة إعلان حرب على مليار ونصف مليار مسلم وعربي وفلسطيني ، وأشار الشيخ صلاح ان ما تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية  بحق سلوان وبستانه ومساجدها دوافعه دوافع دينية توراتية كاذبة تحت مسمى  " الحوض المقدس " وهي تسمية تحمل بعداً دينياً وتوراتية ، وهي تستهدف حي البستان ، كما فعلت من قبل وهدمت حي المغاربة وصادرت حي الشرف ، وبنت على وقف حمام العين كنيسا يهودياً ، وكذلك في رأس العامود وبرج اللقلق بإدعاءات كلها باطلة " .



وأكد الشيخ رائد صلاح  في رسالة واضحة للإحتلال الإسرائيلي ، ان الموقف واضح من قضية القدس والمسجد الأقصى وسلوان وبيوتها وأرضها ، وان الجميع عاهد الله ورسوله ، وكذلك عاهد المسجد الأقصى والقدس وبلدة سلوان وبستانها ، عاهد على البقاء والثبات على قاعدة ، إما اني نعيش على أرضنا ، وإما ندفن فيها ، لن نتخلى عنها أبداً ، وسنبقى فيها الى ان نموت وقال : " في القدس باقون ، في المسجد الأقصى باقون ، في سلوان باقون ، في حي البستان باقون " .



كما وحيى الشيخ رائد صلاح ثبات اهل حي البستان على وقفتهم ورباطهم وإعتصامهم في الخيمة وصمودهم في بيوتهم وأرضهم ، وقال ان هذا الثبات هو الذي يعوّل عليه أمام مخططات المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية ، مذكراً أهل سلوان ان الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني ، كله يعوّل على صمود اهل سلوان وحي البستان ، وقال :" نريد منكم ثباتاً وصموداً كصمود أهل غزة ، ونؤكد ان قضيتنا قضية منتصرة بإذن الله رب العالمين " ، وفي نهاية الخطبة تمنى الشيخ رائد صلاح ان يعلن قريبا عن المصالحة الوطنية على إثر المحادثات الجارية في القاهرة .



هذا وقد أمّ الشيخ محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى – بالمصلين صلاة الجمعة ، وألقى كلمة مختصرة امام الحضور شكرهم فيها على حضورهم وتواجدهم في خيمة الإعتصام والمشاركة في صلاة الجمعة الحاشدة رغم الأمطار والرياح والبرد الشديد معتبرا ذلك بمثابة دفع بعض ضريبة الثبات والرباط في القدس والمسجد الأقصى المبارك ، كما وقدم السيد مازن ابو ذياب عضو لجنة الدفاع عن حي سلوان كلمات شكر للجميع ودعا الى المشاركة الدائمة في كل نشاطات خيمة الإعتصام .















مقالات متعلقة