الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 03:01

أسيرة ماضي أليم وذكريات مريرة

كل العرب-الناصره
نُشر: 27/05/09 08:27

ها هو العمر يمضي من أمام أعيننا والزمن يمر سريعًا ونحن ما زلنا هنا في أماكننا... 
لا... بل انا وحدي ما زلت هنا عالقة في طيات الماضي أعيش مع ذكرياتنا المؤلمة ومنها السعيدة, إنها ذكريات من الماضي تلح على ذاكرتي الضعيفة, تقاومها جاهدة لتفك قيودها وتتحرر من أسرها, تصحو من سباتها, بعزيمة وإرادة قوية تهدم جدار الماضي لتحيى من جديد في الحاضر والمستقبل...

ذكريات, ما زلت أسرقها من الزمن  وأسترجعها من الماضي وأعيشها في حاضري.

 تذرف عيوني دموعها عندما تشعر بنفس الخوف الذي كانت تشعر به في الايام الماضية, الخوف من عدم رؤيتك لمرة اخرى, لا اعلم لماذا ما زلت خائفة من فقدانك حتى اليوم!!! فأنا قد تعديت هذه المرحله وانت لم تعد موجود  الاَن معي, فلم كل هذا الخوف!! ترى, هل من الممكن ان نفقد شخصًا ما مرتين؟!! وهل من الممكن أن يتألم القلب الميت مرةً اخرى؟! أنا اذكر يوم تخليك عني, لا.. اَسفة, انا لا اذكر بل انا اعيش هذا اليوم, أشعر بالبرد, جسدي يرجف, أخاف من المستقبل, أتوسل اليك... لا تذهب, أرجوك ليس الاَن, ليس بعد أن أحببتك وأصبحت كل شيء بالنسبة لي... نحن قريبون من تحقيق كل ما حلمنا به, وقد حددنا موعد الزفاف, اليوم الذي لطالما حلمنا به, ولطالما انتظرناه, أنا وأنت معًا, يربطنا رباط مقدس في منزل يجمعنا معًا الى الابد.. حبيبي...لقد صبرنا كثيرًا وتحدينا كل الصعاب التي واجهتنا وقمنا بتحطيم كل الحواجز التي وضعوها في طريقنا, ألا تذكر يوم تماسكت أيدينا لنقفز معا من فوق الحفر الموجودة أمام عتبة منزلنا "أنا وأنت"؟! فلم الاَن؟؟! أخبرني..لماذا التسرع في اتخاذ القرار؟! ولماذا حكمت على قلب لم ينبض إلا بحبك بالإعدام؟!! أرجوك إشرح لي ولا تذهب من دون أن تزودني بإجابة لأسإلتي...لكنك ذهبت, إنفصلت عني ثم رحلت...أصبحنا شخصين منفردين, تركتني هنا وحيده, جريحة وباكية, طائر حزين مكسور الجناح, دفنت حبنا الطاهر تحت التراب, لكنك لم تكتفي هنا, بل وأمرت قلبك بحب فتاة أخرى, طويت صفحة الماضي ومحيت كل شيء يذكرك بي, أهنئك على جبروتك وقسوتك, فأنت تستحق التصفيق, لكنك يا سيدي نسيت شيئا قبل أن تذهب, ألا وهو أهم شيء نسيت أن تعلمني كيف أن أحيى بدونك؟!! كيف أتنفس تحت الماء؟! فأنت لم تدربني على النسيان, والشيء الوحيد الذي قمت يتعليمي به هو ان أحبك حتى الموت...

أتعلم  أيها العاشق الكبير, هنالك فترات معينه من حياتنا, أو حتى لحظات لا يمكننا نسيانها مهما حاولنا جاهدين.. فمهما طالت الأيام, وكلما مر الزمان, كانت هذه الذكريات تنمو وتكبر بداخلنا, فهي جزء منا, حتى لو تناسيناها... أتعلم ما الغريب يا سيدي!!! انه لا يمكننا التعايش مع ذكرياتنا, ولا يمكن ان نحيى بدونها, سواء كانت هذه الذكريات مؤلمة أو حتى كلها فرح. فتجدنا نستقبلها بذاكرتنا, أحيانا بدموعنا ومرارة قلبنا, وحسرة على الماضي, وأحيانا اخرى نستقبلها بإبتسامة خفيفة, او ضحكة مؤلمة متمنين أن يعود بنا الزمن الى أيام مضت لنعيش هذه اللحظات مرة أخرى, فعلى الرغم من اننا دفعنا ثمنًا غاليًا لهذه اللحظات, إلا أنها كانت تستحق ذلك...لكن أتعلم ما هو الأصعب في الأمر, أن يسخر من حولنا بذكرياتنا, أن لا يستوعب الأخرون مشاعرنا أن ينزف جرحنا ويسبب لنا ألمًا مزمنًا ولا نجد من يداويه, أن ننظر حولنا باحثين عن الحب والحنان فنجد أجسادًا هامده وقلوبًا متحجرة ونسمع كلامًا قاسيًا, تحاول ان تتمسك ببصيص من أمل لكي تستطيع الإستمرار بحياتك فتجد نفسك وحيدًا في هذا الليل المظلم والكئيب, تصرخ بأعلى صوتك لكن لا أحد يسمع إستغاثاتك ولا أحد يلبي ندائك, تتمرد دموعك على كبريائك فتسيل جمرات حارقة كلهيب الشمس في صبف حار. أي نعم انا أحلم بالسعادة وأتمنى أن أتحرر من عبوديتك لأحلق مرة اخرى في سماء الحب وتحت عباءة الامل  انا اسأل نفسي دائما لماذا انا؟؟ ولماذا كل هذه الاَلام وكل هذا العذاب؟؟ ما هو دنبي؟؟!

ترى هل يستحق حبي له؟؟ وهل يستحق مني كل هذا الاخلاص؟؟

لكن ماذا عسانا نفعل؟؟ ففي الحياة أفراح وأحزان, ضحكات وصرخات, أيام كئيبة موحشة وأخرى مليئة بالسعادة والمرح, قلوب محبة وقلوب تملأها الكراهية والحقد, وجوه كلها زيف وتجمل وأخرى صدق لا يوصف.. الحياة مليئة بالمفارقات.. هناك الجميل وهنالك القبيح والسيء.. الإيجابي والسلبي.. وها أنا اليوم اتحدى دموعي وأداوي جروحي, أتحلى بالشجاعة وأتسلح بالايمان لأواجه الحياة بدونك,  فتعالوا نستجمع قوانا ونسير نحو الجميل فنختار كل ما هو ايجابي وان لا نلتفت نحو ما لا نطيق ونحو ما لا نشعر به ولا يمت لنا بصلة.. لنسير نحو الأمل والنور, لنتطلع لشمس الحياة الدافئة, لنطير كالعصافير في سماء الأمل والتفاؤل ونقطف ثمار المحبة والالفة.. تعالوا نحو حياة أفضل وعالم ذاخر بالعطاء والطمانينة..

 

 

مقالات متعلقة