في اعقاب توتر العلاقات بين سيادة المطران عطالله حنا، رئيس اساقفة سبسطيه للروم الأرثوذكس في القدس وغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، في اعقاب اجتماع عمان، اصدر سيادة المطران عطاالله حنا بيانا لوسائل الاعلام جاء فيه: "لقد وصل السيل الزُبى مع غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث الذي يبث سمومه شمالاً وجنوباً وفي كل الاتجاهات. وقد كشف وجهه القبيح في تصريحاته الأخيرة التي نشرت في الصحافة اليونانية وفي بعض الصحف المحلية. والتي فيها هاجم بطريقة عنصرية همجية الاكليروس العربي متهماً إيانا باننا نسعى للاستيلاء على البطريركية إذاناً بتعريبها وتهميش الحضور اليوناني فيها. فبعد أن سُحب الاعتراف الاردني من غبطته فَقَدَ صوابه وأخذ يُكيل الاتهامات للطائفة الارثوذكسية ولبعض رجال الدين وخاصةً اولئك الذين شاركوا في اجتماع عمان الاخير. وبصفتي أحد المشاركين في هذا الاجتماع الهام والذي اتخذ قرارات مصيرية أود أن اؤكد لغبطته ولكافة المعنيين بأن التهديد والوعيد لن يخيفنا لا بل سيزيدنا اصراراً وتمسكاً بمواقفنا المبدئية ورغبتنا في اصلاح الاعوجاجات التي ألمت ببطريركيتنا حفاظاً على الحضور المسيحي وكذلك درءً للانشقاقات داخل الكنيسة وحفاظاً على بطريركيتنا العريقة. وإذا ما ظن غبطته ان التهديد سيخيفنا فانني ادعو غبطته أن ينفذ تهديداته لكي يرى ماذا ستكون النتيجة".


سيادة المطران عطالله حنا

ومضى البيان: "من المؤسف حقاً أن يلجأ البطريرك الى اسلوب التهديد والوعيد والتلويح باتخاذ اجراءات كنسية ضد الاكليريكيين الذين شاركوا في اجتماع عمان، فقد كان من المفترض ان يعالج غبطته ما تمخض عن اجتماع عمان من طلبات واحتياجات للطائفة وان يطبق القانون وان يقوم بمبادرات لتلطيف الاجواء ولكنه لم يقم بهذا، وهذا مؤشر يؤكد أن مطالبتنا بتنحيته وابعاده عن السدة البطريركية محقة.

اننا نؤكد تمسكنا بمقرارات اجتماع عمان ونتوجه بشكرنا للاردن ملكاً وحكومةً وشعباً على ما قدموه في سبيل انجاح هذا المؤتمر التاريخي الهام كما ونشكر ايضاً القيادة الاردنية على سحبها الاعتراف من البطريرك ثيوفيلوس وهذا ما سيقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الساعات القادمة. ونعتقد بأنه يجب ايقاف هذا البطريرك المشكوك في شرعيته ومصداقيته عن المهاترات والتحريض والاساءة علماً بأن من يدافعون عنه قليلوا العدد، وانا متأكد بأنهم قريباً وقريباً جداً سيعودون الى رشدهم لانهم سيصطدموا بصخرة الغرور والعنجهية والعنصرية التي يمثلها ثيوفيلوس ضد العناصر العربية في الكنيسة.
ان قرارنا بمقاطعة البطريرك ثيوفيلوس والعمل على تنحيته لم يكن قراراً عشوائياً ومتسرعاً وانما جاء بناءً على معلومات وبعد دراسة مستفيضة واتصالات حثيثة تمت معه ولكنها اصطدمت كلها بالرفض والغرور والاستكبار الذي هو ابعد ما يكون عن القيم والروحانية المسيحية الارثوذكسية. وان هنالك معلومات خطيرة لم يكشف عنها حتى الان سيتم نشرها خلال ايام لكي يقتنع البعض بعدالة موقفنا ولكي يدرك البعض الخطورة الكامنة في استمرارية بقاء ثيوفيلوس على السدة البطريركية. ولكن الاهم من هذا وذاك هو وحدة الطائفة التي يريد لها البعض ان تكون مشرذمة وضعيفة تطبيقا للقول المأثور فرق تسد . ولكن والحمدالله لقد ازداد الوعي والادراك بخطورة الوضع الذي وصلت اليها كنيستنا وهنالك شبه اجماع في الطائفة على ضرورة اجراء اصلاحات جذرية لانقاذ ما يمكن انقاذه من هذه البطريركية العريقة الآيلة للاندثار والانهيار بسبب تراكمات الفساد وسوء الادارة لسنوات طويلة.
وان مشكلتنا ليست مع الشعب اليوناني وليست مع الدولة اليونانية وانما مع اشخاص محددين يحملون الجنسية اليونانية ويسيئون بتصرفاتهم لوطنهم ولكنيستهم ولذلك فاننا نرفض هذا التحريض الارعن الذي يمارسه ثيوفيلوس ضد الاكليروس العربي في بعض وسائل الاعلام متهماً ايانا باننا نريد طرد اليونانيين فهذه معلومات مغلوطة ومزيّفة للحقائق ومحاولة لابعاد الانظار عن الحقيقة وارباك البوصلة في حين ان ثيوفيلوس هو الذي يسعى لتهميشنا كعرب واضعاف حضورنا في الكنيسة. واننا من الان فصاعداً لن نقبل بهذه التجاوزات ولن نقبل باعطاء هالة قدسية للعنصرية والحقد الاعمى لان هذا ابعد ما يكون عن قيم المسيحية الحقة". وتابع البيان: "قبل عامين قامت الدنيا ولم تقعد فقد أُطيح ببطريرك ونودي ببطريرك جديد ولكن السؤال المطروح ما الذي تغير في العهد الجديد؟ لقد كنت من اولئك المعتقدين بانه يجب ان تتاح الفرصة للبطريرك ثيوفيلوس لكي يجري الاصلاحات المنشودة ولكن سرعان ما تبخرت هذه الامال وبدأنا نشعر بان ثيوفيلوس لا يريد ان يفعل شيئاً في الاتجاه الصحيح فبقي الوضع على حاله لابل ازداد سوءً ولم ينفذ ما تعهد به ولم يجري الاصلاحات المطلوبة ولم يتخذ اي اجراءات لابطال الصفقات المشؤومة. فقد كان امامنا خياران لا ثالث لهما اما الصمت ومهادنة هذه الحالة المرضية واما الاقرار بالحقيقة المرّة ومحاولة اصلاح الحالة الكارثية التي وصلنا اليها, وانا شخصياً اخترت الخيار الثاني وانا مستعد لتقديم اي تضحية مطلوبة في سبيل الكنيسة والرعية لانني اعتقد جازماً بان الصمت من الان فصاعداً هو اشتراك في الجريمة وامعان في اضعاف ونسف اعرق كنيسة في هذا الشرق.
وحتى بعد مؤتمر عمان ضيّع البطريرك ثيوفيلوس آخر فرصة كانت متاحة امامه، وبدل من معالجة المشاكل والتحديات التي عصفت بالكنيسة اخذ يهدد بمعاقبة رجال الاكليروس العربي. وهذا مؤشر خطير على سوء نيته وعنصريته وغروره وعدم رغبته باتخاذ اي اجراءات اصلاحية. واني على قناعة بان كل من يدعم ثيوفيلوس الان ويقف الى جانبه سنراه بعد فترة وجيزة يستخلص العبر ويدرك بان ثيوفيلوس ليس جديراً بهذا الدعم وليس مستحقاً لهذه المؤازرة ولكن من سيصل الى هذه النتيجة والى هذه القناعة عليه ان يكون مجرداً من اي مصلحة ذاتية آنية وان يضع نصب عينيه المصلحة العامة للبطريركية والكنيسة والرعية. ان تصرفات ثيوفيلوس الحالية ستؤدي الى الانشقاق في الكنيسة ونحن بدورنا لن نقبل اي انشقاق او تصدع في كنيستنا الارثوكسية. ولكننا في نفس الوقت ندعو المجمع المقدس الى تحمل مسؤوليته التاريخية امام الله والرعية وان يعملوا على تنحية ثيوفيلوس حفاظاً على وحدة الكنيسة ومنعاً لاضعاف وتفتت كنيستنا الارثوذكسية العريقة.

أما تحريضه الشخصي علي وعلى اخوتي الاكليريكيين العرب هو مؤشر على اننا في الاتجاه الصحيح ولم نفقد بوصلتنا، فتحريضه علي لن يزيدني الا اصراراً وتمسكاً بمواقفي ورسالتي ودفاعي عن كنيستي وقدسي ووطني. ولذلك أود ان اؤكد على مايلي:-
1) انني اطالب الطائفة الارثوذكسية ومؤسساتها في ارضنا المقدسة بمقاطعة ثيوفيلوس وعدم التعامل معه والاعتراف به ومقاطعة كل من يتعامل معه.
2) ادعو كافة الآباء الكهنة الى اتخاذ موقف واضح من ثيوفيلوس وعدم مهادنته او مجاملته والعمل على ردع مخططاته التي تستهدف وحدة الطائفة.
3) انني ادعو جميع مؤسساتنا الارثوذكسية الى اعلان تأييدها لمقرارات اجتماع عمان وتقديم الشكر للحكومة الاردنية على موقفها بسحب الاعتراف من ثيوفيلوس ومطالبة السلطة الفلسطينية بموقف مماثل.
4) اعتبار جلسات المجمع المقدس بعد سحب الاعتراف الاردني غير قانونية وغير شرعية وبالتالي اي قرارات تخرج عن المجمع المقدس تكون باطلة وفاقدة لاي وجه قانوني أو شرعي .
5) وكذلك القيام بحملة توعية تهدف الى زيادة ادراك الجميع بخطورة الوضع القائم في البطريركية ووضع البرامج المستقبلية الكفيلة بالنهوض بكنيستنا.
6)  ندعو جميع ابناء طائفتنا للتمسك بحقوقنا المشروعة والدفاع عن مقدساتنا واوقافنا وعقاراتنا وحضور كنيستنا في هذه الارض المقدسة".