الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 23:02

تحت قناع الاوراق/ مصطفى قبلاوي

كل العرب
نُشر: 20/07/09 16:09

(الخربشة السابعة)

قد لا تعرفون كم من مرة بدأت بكتابة هذه الخربشة وشطبت محاولتي في ثورة تردد كانت دوما تنجح في هزم عزيمتي وحبري , وصدقاً أقول بأنني لم أتخيل بأنه من الممكن أن يرتديني الجبن ويحتل أصابعي لدرجة أن يحولني من فارس للحبر إلى فارس من ورق !!

وبما أن خربشتي السابعة لن تحتمل كذبة واحدة ترتدي قناعاً نسميه نحن أهل القلم "خيالا" !! فإنني سأقول خلال سطورها كل شيء عنه !!

سأخبركم قصته من "طق طق" حتى "الدمار الشامل" !!

سأقول ..

وأقول ..

وأقول ..

علني إن بحت بحقيقته سأجد ذاتي قليلاً .. وألغيه !!

 وبما أنني أُعتبرُ حتى هذه اللحظة مقرباً منه وعائلته ,, فأنني أَعتبر نفسي مؤهلاً للكتابة عنه وعن حياته بتفاصيلها !!

لقد أخبرتني والدته , ذات ليل , عن تلك اللحظة الذهبية التي لامست أكفّها يديه الصغيرتين للمرة الأولى !! , وعن تلك الزغاريد التي احتلت قلوب كل من سمع الخبر !

لم تكن لفرحتهم بوصوله نشوة عادية كما اعتاد شرقنا أن ينتشي كلما أزهرت أرحامه بالذكور!! ,, بل كانت نشوتهم تفوق كل نشوة .. !

فإن ذلك المتأخر عن موعده خمسة أعوام كاملة قد وصل أخيرا ..

ولي عهد العائلة .. وكبيرها القادم !! أتى بعد طول قلق وانتظار !!

فأهلاً به ..

أهلاً بالليل الخالي من النوم ..

أهلاً بالبراءة والطفولة .. والأحلام !!

وأهلاً بالحياة !!

ومنذ ذلك اليوم العظيم , وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً , وبطل خربشتي يعيش برفاهية الأمراء !!

يأمر وينهي وهم ينفذون !!

يحلُم ويطلُب .. وهم يحققون !!

يكذب .. ينافق .. وهم يصدقون !!

كان يلعب بأقدار الجميع .. وأحلام الجميع دونما خجل أو شعور بالذنب !!

فقد اعتاد هذا "المقنّع" أن يمارس كل خطايا الأرض ويخرج إلى نورهم مرتدياً طهارة الأنبياء!!

ويبقونه , رغم خيباته وسقطاته وسخافاته , في قمة أولوياتهم !!

قبيل أيام قليلة ..

كنا جالسين سوية قرب قدح من الشاي الساخن ..

نظرت إليه ..

وشعرتُ وللمرة الأولى أن باستطاعتي أن اكسر حاجز زيفه !!

أن اعترف أمامه بما أشعره تجاهه تحديداً ..

شعرتُ بأنني الإنسان الوحيد القادر على تحريره من سجن أنانيته ونرجسيته !!

فطلبت منه حينها أن يأتيني بقلم ..

وأخرجت من حقيبتي ورقة بيضاء تتسع لغضبي !!

وبدأت اكتب عنه .. واليه !!

صديقي مصطفى عاطف قبلاوي ..

كفاك نفاقاً ..

كفاكَ فشلاً ..

وكفاكَ اختباءً تحت قناع الأوراق !!

انتهت الخربشه !!

مقالات متعلقة