الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 12 / مايو 12:02

حماس في مأزق اللا حلول

جريس بولس
نُشر: 10/08/09 15:10,  حُتلن: 15:12

كنا نقول أن الرئيس جورج دبليو بوش لا يرى من الديموقراطية سوى صندوقة اقتراع. حيث توجد صندوقة الاقتراع توجد الديموقراطية. وهو كثيراً ما يتغنى بأن أميركا إستطاعت ان تُدخل الديموقراطية إلى العراق وفلسطين, لمجرد ان صندوقة الاقتراع شقت طريقها الى البلدين العربيين. وكنا نقول ان هذا هراء. فلبنان عرف صندوقة الاقتراع منذ الاستقلال, ومع ذلك زلنا نردد ان في لبنان كثيرا من الحرية وانما قليل من الديموقراطية.
فصندوقة الاقتراع شرط ضروري, وانما غير كافٍ لوجود الديموقراطية
فالديموقراطية تتلازم والتمثيل الصحيح وفاعلية المساءلة والمحاسبة وحياه سياسيه تتميز بالحوار الوطني المنتظم عبر المؤسسات كما عبر وسائل الإعلام. والديموقراطية نظام وثقافة, كما هي نمط حياة.
وكان تعليقنا على قول الرئيس الاميركي تساؤلاً: كيف تكون الديموقراطية من غير حرية, وأين هي الحرية في ظل الاحتلال, سواءً في العراق أم في فلسطين؟
جرت إنتخابات تشريعيه في كل من العراق, حيث تهيمن أميركا, وفي فلسطين, حيثُ إسرائيل, وهي إمتداد أميركي في المنطقة, تحتل الارض.
كانت الانتخابات في كلا البلدين حره ونزيهه, فقد كان الرئيس الاميركي الاسبق كارتر مشرفاً على الانتخابات في فلسطين, وجاءت النتيجه في الحالتين على غير خاطر الاميركان, فإذا بالدوله العظمى, داعية الديموقراطية, تتخبط وتتبلبل في العراق, وترفض نتائج الانتخابات في فلسطين فتهدد بقطع المساعدات المالية وتدفع اوروبا الى سلوك طريق مماثل.
وُضعت حماس في مأزق شديد: إن تسلمت الحكم وشكلت حكومه بإسم الديموقراطية فإنها ستواجه المقاطعه من اميركا واوروبا, لا بل والحصار الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي, ووقف كل المعونات التي كان الغرب يقدمها للسلطة الفلسطينية كما للمؤسسات الفلسطينية.
هكذا يعاقب الشعب الفلسطيني على ممارسة الديموقراطية, التي يدعى اليها بلا هوادة, فيدفع الثمن من هنائه ومعيشته واستقراره, أو ما تبقى له من كل ذلك في كنفِ إحتلال إسرائيل لارضه وعسفها المزمن والمتمادي في التعاطي معه على كل صعيد.
إذا نفذت الدوله العظمى, ومعها دول اوروبا, تهديدها, فإن ذلك سيؤدي الى فشل محتم لحركة حماس في الحكم منذ اللحظة الاولى. فهي ستكون معزولة عن العالم, وليس من يتعامل معها, ثم انها ستكون غير قادرة على الوفاء بأدنى متطلبات إدارة الدوله, إذ ستكون عاجزه حتى عن دفع رواتب موظفي السلطة وعن وضع موازنة حتى بأبسط أشكالها. حتى الرسوم والضرائب التي تجبيها إسرائيل لحساب فلسطين ستكون محجوبه عنها. الإفلاس سيكون محتماً, كما سيكون شبه محتم ألاّ  تسارع الدول العربيه الى نجدتها بفعل الضغط الاميركي والاوروبي.

فما هي خيارات حركة حماس والحال هذه؟
الخيار الوحيد امامها هو نقض الديموقراطية في النتائج التي أسفرت عنها. وهذا يكون بالاستنكاف عن النزول عند ارادة الشعب, عند حكم الديموقراطية, فلا تتسلم حركه حماس الحكم. ويكون ذلك بإحدى طريقتين: إما بالاصرار على حكومة إئتلاف مع سائر الفصائل الفلسطينية تذوب فيه حركة حماس ارضاءً لدعاة الديمقراطية في اميركا واوروبا, أو بالتخلي عن الحكم إطلاقاً وترك الحرية لرئيس السلطة السيد محمود عباس (أبو مازن) لتشكيل حكومه يرضى عنها دعاة الديموقراطية في الغرب. هكذا ترد دعوى حكام الغرب الى نحرهم.

عاشت الديمقراطية
حجة حكومات الغرب في رفض حركة حماس في الحكم إنها تمارس العنف (الارهاب في مصطلحهم) ولا تعترف بالدوله العبرية.
العجب ان حكام الغرب لا يجدوا ما يطالبون اسرائيل به في المقابل. انهم لا يطالبونها بتنفيذ القرارات الدوليه أو إنهاء احتلالها لأرض عربية تغتصبها او السماح للاجئين الفلسطينيين بالعوده الى ديارهم التي هُجَّروا منها منذ أجيال او الكف عن التنكيل بالشعب الفلسطيني بشتى الأساليب اللا حضارية واللا انسانية.
يطالبون حركة حماس بالاعتراف باسرائيل في الوقت الذي لا تعترف اسرائيل حتى بوجود شعب فلسطيني له حقوق مشروعة هي من بديهيات حقوق الانسان التي ينادي بها حُكام الغرب رياءً ونفاقاً.
هكذا يجب ان يكون رد حركة حماس: فلتعترف اسرائيل أولاً بوجود شعب فلسطيني. والتعبير عن هذا الاعتراف إنما يكون بقبول القرار 194 الصادر عن الهيئه العامه للامم المتحده قبل اكثر من نصف القرن, وهو القرار الذي يحفظ للاجئين الفلسطينيين, كل اللاجئين, حق العوده الى ديارهم في فلسطين, كل فلسطين, في امتدادها التاريخي من البحر الى النهر.
هذا هو مفتاح الحل لقضية فلسطين, كونها قضية وجود وليس مجرد قضية حدود. الاصرار على القرار 242 محوراً في كل مشاريع الحل المطروحه لقضية فلسطين جعل من قضية فلسطين قضية حدود. والاصرار على القرار 194 سيعيد للقضية وجهها الحقيقي, كونها قضية وجود, وجود الشعب الفلسطيني متمتعاً ببديهيات حقوق الانسان على ارضه, وأولها العودة الى أرضه.
الرد الحاسم من حركة حماس كان يجب ان يكون برد مطلب الديموقراطية الى دعاتها المنافقين في الغرب والاستنكاف عن تسلم الحكم على الرغم من نتائج العملية الديموقراطية. هكذا يُكشف نفاقهم.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
4.02
EUR
4.65
GBP
228333.75
BTC
0.52
CNY