معاناة بلا حدود هو العنوان الذي يمكن لأي قارئ ان يقرأه عن الحياة التي يعيشها المواطنون العرب في البلدة القديمة في عكا، وهذه المرة لا يمكن تخيل الوضع المأساوي الذي تعيشه السيدة إخلاص فاعور (39 عاما ) وهي ام لخمسة اطفال  في منزل لا يتعدى 50 متراً ضمن من حصلوا على منازل من شركة عميدار لتطوير عكا والتي منحتها هذا المنزل لإيواء اطفالها بعد جهد متواصل امتد لسنوات.

وبعد المعاناة تلك بدأت معاناة من نوع آخر حيث اصبح المنزل غير صالح للسكن باعتراف من قبل المهندسين التابعين لشركة عميدار واللذين عاينوا المنزل واطلعوا على الخطورة التي تكمن بسبب الرطوبة التي لا تطاق، ولا يقتصر الامر عند هذا بل يمتد لان تسيل المياه من عدة جوانب من سطح المنزل الى جدرانه ليلاً ونهاراً.

وفي حديث لمراسل موقع العرب مع السيدة اخلاص فاعور ربة المنزل قالت: "معاناتي يومية وقد توجهت مرات عدة لشركة عميدار وبالتالي بعثوا لنا لجنة مهندسين ومختصين في مجال البناء وقرروا ان المنزل لا يصلح للسكن ويشكل خطرا على أفراد العائلة التي تقطن فيه ومن ثم توجهت مرة اخرى بهدف ان يجدوا الحلول المناسبة والتي تخرجنا من دائرة الخطر، الا ان كل تلك الطلبات باءت بالفشل وكان الادعاء باني مدينة لشركة عميدار بمبلغ مالي يزيد عن 27 الف شاقل، وكان توجهي ان عميدار مطالبة اولاً ان تجد حلاً لنا واخراجنا من الخطر ومن ثم نرى كيف الإمكانية لتسديد المبلغ باقساط يمكنني تحملها".

وأضافت اخلاص فاعور بانها توجهت للنائب الشيخ عباس زكور لمساعدتها في الموضوع الا ان الشيخ عاد اليها بالجواب ان عميدار لا يمكنها الآن مساعدتها بسبب الديون المترتبة علينا وتوجهت الى اسامة غزاوي نائب رئيس البلدية الا انه كان مشغولا ولم اتلقَ المساعدة من أحد حتى الآن .

وتؤكد إخلاص فاعور انها تتقاضى من التأمين الوطني مبلغ 2000 شاقل وتضيف: "هذا كل الدخل الشهري الى جيبي وانا لا يمكنني ان ادفع المبالغ التي يقولون عنها، وهل اذا ما لم اتمكن من دفع المبلغ سيبقون على أطفالي في دائرة الخطر ويتعرض البيت للحريق بعدما وقع عدة مرات تماسات كهربائية وتسببت الى احتراق مفاتيح الكهرباء ، فهذا امر لا يمكن تحمله وعلى المسؤولين ان يجدوا الحلول المناسبة".



وفي اتصال لنا مع النائب الشيخ عباس زكور ابن مدينة عكا وسألناه عن قضية المواطنة إخلاص فاعور قال انه قد عالج القضية وقدمت جمعية الترميم العكية والتي تقوم على مساعدة المواطنين في ترميم منازلهم بمساعدة العائلة المذكورة الا ان تلك المساعدة لا يمكنها الارتقاء الى حل المشكلة من جذورها . وأضاف زكور ان المواطنة عليها ان تتخذ قرارا، اما بالبقاء على الوضع الحالي وتنتظر حلول ليست جذرية، او ان تخرج من المنزل بما ان لديها وثائق بان الحياة في المنزل مستيحلة، وهذا الامر قد يطيل فترة انتظارها لانها ستكون احدى العائلات التي تقدم طلباً من جديد بالحصول على منزل ولا اخفي عليكم انها ستنتظر عندها كثيراً كما علمت من ادارة الشركة لان المتسجلين للحصول على منزل في البلدة القديمة هم كثر وكلا الحلين مر .

اما اسامة غزاوي الذي عاين المنزل بعد توجه موقع العرب له، قال لمراسل موقع العرب انه يعمل جاهداً من اجل إيجاد السبل الكفيلة بالمساعدة وسأقوم بالتوجه الجاد للمسؤولين عن وزارة الصحة والعاملة الاجتماعية وشركة عميدار من اجل إخلاء المنزل ومنح هذة العائلة منزل آخر بمواصفات صحية جيدة. واضاف غزاوي ان هذة القضية لا يمكن التساهل معها وهي قضية تخص عائلات عربية كثيرة تقطن في البلدة القديمة في عكا.



وفي حديث لمراسل موقع العرب مع زيدان صالح مركز عمل شركة عميدار في عكا قال: "ان البيت المذكور فيه نواقص عديدة واسمه مدرج ضمن المنازل التي سنعمل على ترميمها قريباً مع الأخذ بعين الاعتبار ان هناك تقصير من حيث دفع المستحقات المترتبة على العائلة التي تسكن فيه، الا انني سأراجع المسؤولين واقوم بمعاينة المنزل وتقديم المساعدة المستعجلة قدر الامكان".