الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 07:01

آن الأوان لإيقاف هذا المسلسل!

عودة بشارات
نُشر: 24/10/09 16:10,  حُتلن: 15:27

ماذا سيكون حال الدبلوماسية الإسرائيلية في السنوات القادمة؟ هذا هو القلق الذي يساور الجهاز السياسي في إسرائيل، في ظل تعاظم الاحتمالات بتوقيع اتفاق يمكن، وبدون تردد، إطلاق صفة التاريخي عليه، بين إيران والغرب بشأن المشروع النووي في إيران.
الحكومة الإسرائيلية تعتبر الاتفاق مع إيران، بشأن نقل تخصيب اليورانيوم خارج إيران، قنبلة موقوتة قد تنفجر في كل لحظة. يصف أليكس فيشمان- "يديعوت أحرونوت"، الخميس الفائت- البرادعي، رئيس الوكالة النووية للطاقة بالمخادع، وباللغة الدارجة والأكثر تعبيرا، بالنصاب. وأكثر من ذلك فيكتب فيشمان: "لا يوجد أي احتمال أن يغير (البرادعي) جلده عشية إنهاء عمله. (حيث) سيُسَر البرادعي كثيرًا بتحقيق حلم وطنه، مصر، والعالم العربي كله بخصي ما يُعتبر القدرة النووية لإسرائيل".
لو كانت هنالك يقظة ديمقراطية، للمظاهر المعادية للسامية بشقها العربي، لوجب قول الكثير حول ملاحظة المعلق العسكري المعروف لـ"يديعوت أحرونوت". لو تم استبدال اسم البرادعي في الجملة أعلاه، ووُضع بدلها اسم "رام عمانوئيل"، مدير المكتب الأبيض واتُّهم بأنه يحقق حلم وطنه إسرائيل، أي باللغة المقيتة الدارجة "يعود لأصله"، من قبل كاتب أمريكي مرموق، بحجم أليكس فيشمان، لقامت الدنيا ولم تقعد.
ولكن بعيدًا عن هذه اللغة المقيتة، يمكن القول لمن يتهم البرادعي بعدم موضوعيته، وبموضوعية هذه المرة، إن ما صرح به البرادعي، رئيس الوكالة الذرية للطاقة، أيام صدام حسين وعشية الغزو الأمريكي للعراق، بأنه لا دليل لامتلاك العراق لأسلحة نووية، كان هو الصحيح، مئة بالمئة. في المقابل، وذكّر إن نفعت الذكرى، فإن الخطاب الهولوودي لوزير الخارجية الأمريكي، كولين باول، في مجلس الأمن، وهو يلوح بالصور الإستخباراتية، حول أسلحة نووية في إيران، بالرغم من الحشد الإعلامي الهائل المصادق للخطاب، كان كله كذب في كذب.
وأكثر من هذا يمكن القول، بتواضع أنه لو تم الإصغاء لتقييمات البرادعي، لارتاح الشعب العراقي وشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، من الآثار الوحشية لغزو العراق. على كل حال منذ ظهور فضائح الاستخبارات الأمريكية في توريط العالم بهذه الحرب في العراق، فقد اختفى هذا الكولين باول، ولم نعد نراه، لا حاملاً الصور ولا بدون صور. يظهر أن في وجهه بعض الدم، فتراجع واختفى، ولكن.. بعد أن أُريقت أنهر من دماء في العراق.
لا بأس. الصراخ على قدر الوجع.
هنالك توقف، نأمل أن لا يكون مؤقتًا، في المسلسل المستمر عشرات السنين:
في الأربعينات، تحدثوا عن العرب الذين حشدوا جيوشهم الجرارة ليقتحموا المستوطنات اليهودية، القشة في مهب الريح. وتم تحت هذه "التهديد" تشريد شعب بأكمله، تحت السماء والطارق. ليس فقط أنهم دافعوا عن حدود دولتهم، المهددة، بموجب قرار التقسيم، فقد صادروا دولة الشعب الفلسطينية الذي كانت من المفروض أن تقوم إلى جانب إسرائيل.
وفيما بعد "طقطقوا" على خطابات أحمد سعيد، و"طقطقوا" على مقولة لا أعرف مصدرها، "سنرميهم في البحر، فهنيئًا لك يا سمك". وليس فقط أنهم منعوا العرب من ابتلاع دولة إسرائيل ورمي سكانها في البحر، ففي هذه المنسابة السعيدة، ابتلعوا أراضٍ لثلاث دول عربية، مصر وسوريا والأردن، و"تحلّوا"، على 22% الباقية من مساحة فلسطين التاريخية. يذرفون الدموع ويتوسعون في الاحتلال.
وبين بين، كان احتلال لبنان وتدمير بنيته التحتية والفوقية، وهذه المرة "دفاعًا عن النفس" في مواجهة "الإرهاب الفلسطيني". وفيما بعد، كان وقود دعايتهم التي طبقت آفاق العالم تصريحات صدام حسين "سألهطهم بالكيماوي". ومن أجل تفادي هذا الكيماوي، أُنزل بالشعب العراقي أبشع كارثة شهدها شعب في العصر الحديث.
والدور، كما يظهر، كان من المفترض أن يكون على إيران، وخاصة بعد صولات وجولات أحمدي نجاد- الذي لا يجد شغلا شاغلاً له، سوى الدفاع عن سيء الذكر، هتلر، في إنكار المحرقة، بينما أهل الدار أنفسهم، الألمان، يقولون كانت هنالك محرقة- فهل يتم الآن إنقاذ إيران في اللحظة الأخيرة، وهل وصلت الدبلوماسية الإسرائيلية إلى الحائط المسدود؟
آن لهذه المسلسل الرهيب أن يتوقف. آن لهذه الدبلوماسية الخبيثة والمجنونة أن تفشل. والأهم أن ما يقض مضاجع هذه الدبلوماسية، أن إسرائيل مطالبة اليوم مطالبة بفتح منشآتها النووية، للمراقبة. لا تستطيع الحكومة الإسرائيلية، التي تريد من إيران أن تلتزم بقواعد النظام العالمي، أن تكون فوق العالم.. أجاك يا بلوط مين يعرفك. 

مقالات متعلقة