بعث مركز عمل شركة عميدار في مدينة عكا السيد صالح زيدان برسالة الى عائلة السيدة اخلاص فاعور يطالبها بها اخلاء المنزل خلال خمسة ايام ، بسبب عدم دفعهم للدين الذي يترتب عليهم والذي يقدر بــ25400 شاقل، وقد ذكر في الرسالة انه "وفي حالة عدم دفع المبلغ سيتم تقديم المستندات الى المستشار القضائي للشركة مع امكانية حقنا بابطال عقد الايجار المبرم بيننا وبينكم والطلب باخراجكم من المنزل".



وكنا في موقع العرب قد نشرنا قبل اسبوعين عن مدى المعاناة التي تعيشها هذة العائلة والتي تتشابه لحد بعيد مع الكثير من العائلات العكية العربية في البلدة القديمة في عكا .
وتعيش السيدة إخلاص فاعور (39 سنة )، ام لخمسة اطفال، في منزل لا يتعدى 50 متراً ضمن من حصلوا على منازل من شركة عميدار لتطوير عكا والتي منحتها هذا المنزل لإيواء اطفالها بعد جهد متواصل امتد لسنوات.
بعد النشر في موقع العرب أتصلت بنا عدة وسائل الاعلام حول امكانية الالتقاء بتلك العائلة وقمنا بتيسير هذا التوجه لها، وكان ضغطاً كبيراً على شركة عميدار من وسائل الاعلام حول تصرفهم مع تلك العائلة، الامر الذي جعل عميدار تتخذ اجراءً فورياً باصدار قرار بامهال العائلة فقط خمسة ايام لترحل عن المنزل علماً ان العائلة تشتكي من أن البيئة التي تعيش فيها بهذا المنزل غير صحية وتعاني من امراض بسبب الرطوبة ، وبالرغم من ذلك لم تكلف شركة عميدار بتصليح الوضع وايجاد المنزل البديل لها خلال السنوات الماضية وتركت العائلة تتخبط .

وكانت المعاناة قد بدأت عندما اصبح المنزل غير صالح للسكن باعتراف من قبل المهندسين التابعين لشركة عميدار الذين عاينوا المنزل واطلعوا على الخطورة التي تكمن بسبب الرطوبة التي لا تطاق، ولا يقتصر الامر على ذلك، بل يمتد لان تسيل المياه من عدة جوانب من سطح المنزل الى جدرانه ليلاً ونهاراً .
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع السيدة اخلاص فاعور ربة المنزل قالت "المعاناة يومية وقد توجهت مرات عدة لشركة عميدار وبالتالي بعثوا لنا لجنة مهندسين ومختصين في مجال البناء وقرروا ان المنزل لا يصلح للسكن ويشكل خطورة على افراد الالعائلة التي تقطن فيه، ومن ثم توجهت مرة اخرى بهدف ان يجدوا الحلول المناسبة والتي تخرجنا من دائرة الخطر، الا ان كل تلك الطلبات باءت بالفشل وكان الادعاء باني مديونة لشركة عميدار بمبلغ مالي يزيد عن 25 الف شاقل، وكان توجهي ان عميدار مطالبة اولاً ان تجد حلاً لافراد العائلة وانهاء معاناتهم واخراجهم من الخطر ومن ثم نرى كيف الامكانية ان ندفع المبلغ باقساط يمكنني تحملها .

وتؤكد اخلاص فاعور انها تتقاضى من التأمين الوطني مبلغ 2000 شاقل وتقول: "هذا كل الدخل الشهري الذى يدخل الى جيبي، وانا لا يمكنني ان ادفع المبالغ التي يقولون عنها ، وهل اذا ما لم اتمكن من دفع المبلغ، سيبقون على اطفالي في دائرة الخطر ويتعرض البيت للحريق بعدما وقع عدة مرات تماسات كهربائية وتسببت الى احتراق مفاتيح الكهرباء ، فهذا امر لا يمكن تحمله وعلى المسؤولين ان يجدوا الحلول المناسبة" .
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع اسامة غزاوي نائب رئيس بلدية عكا قال انه قد ناقش قضية منزل العائلة مع شركة عميدار الا انه لن يسمح باجلاء هذة العائلة عن المنزل بكل الظروف وسيعمل جاهداً من اجل ايجاد السبل الكفيلة بالمساعدة.

وفي حديث لمراسل موقع العرب مع زيدان صالح مركز عمل شركة عميدار في عكا قال: "العائلة لم تدفع مقابل استئجارها للمنزل منذ فترة طويلة، والعائلة ملزمة بدفع المبلغ المذكور بطرق عديدة، هناك مشاكل كثيرة بين الشركة والمستأجرين في البلدة القديمة، ولا يمكن للشركة التساهل مع اشخاص لا يدفعون التزاماتهم لفترات طويلة ، والمطلوب من العائلة ان تتوجه لمحاسب الشركة وان تدفع المبلغ حتى نتمكن من مساعدتها" .