الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 13:01

مقال: صرخة في واد - بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 02/11/09 16:06,  حُتلن: 15:09

* أصبحنا نحيا وسط حلقة مفرغة، وفي وضع معيشي اجتماعي بائس ومقلق

* اّن الأوان لصحوة شعبية وجماهيرية من اجل قطع دابر القتل والتصدي لكل اذرع الانحراف والأجرام

تعيش جماهيرنا العربية قاطبة أوضاعاً اجتماعية واقتصادية سيئة للغاية ،فالبطالة والفقر والانحرافات الاجتماعية تتفاقم وتتعمق، وظواهر العنف الفردي والجماعي تتصاعد في مجتمعنا يوماً بعد يوم ،ومعظم قرانا ومدننا أصيبت بهذا الوباء الاجتماعي الخطير ،الذي يهدد النسيج الوطني والمجتمعي بين أبناء الشعب الواحد .
حقاً،فقد أصبحنا نحيا وسط حلقة مفرغة، وفي وضع معيشي اجتماعي بائس ومقلق .وأن ما تشهده مدارسنا من أعمال زعرنة واعتداءات على المعلمين وما يتعرض له المواطنون من عمليات نهب وسطو ،بالاضافة الى عمليات القتل على خلفية ما يسمى" شرف العائلة " وتعاطي السموم والمخدرات، وما تشهده بلداتنا وقرانا العربية من أحداث قتل وعنف، لدليل قاطع وأثر موجع ومؤلم بحق وحقيق .
هناك ترابط عضوي بين عوامل انتشار الظواهر الاجتماعية المنحرفة وبين الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة وتزايد الفقر، بسبب السياسة الحكومية الرسمية ،لأن كل منهما يغذي الأخر . كما أن هناك أسباباً أخرى وراء أعمال العنف والجنوح بين الشباب نذكر منها: انعدام التربية الحضارية الصحيحة والسليمة ،وانهيار القيم الأخلاقية ،وهيمنة ثقافة الاستهلاك، وكذلك النقص في المراكز الشبابية ،وشح الفعاليات والنشاطات الثقافية والتربوية، وغياب التثقيف والتوعية السياسية والفكرية نتيجة تراجع وتقهقر عمل ونشاط أحزابنا السياسية .
يجب التأكيد على حقيقة ان تصفية العنف والقضاء على الاحتراب الداخلي في مجتمعنا يتطلب أولا ًوقبل كل شيء القضاء على المسببات، والمعالجة الحقيقية عن طريق التربية السليمة وتعميق روح التسامح والمحبة والانتماء والتطوع والتضحية بين الأجيال الصاعدة ،زد على ذلك تعزيز وتطوير ثقافة الحوار الحضاري والديمقراطي في الخطاب السياسي الراهن واشراك الشباب في النشاط الاجتماعي البناء والهادف وتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي والتطوعي والاجتماعي لخدمة شعبهم ومجتمعهم .
لقد اّن الأوان لصحوة شعبية وجماهيرية من اجل قطع دابر القتل والتصدي لكل اذرع الانحراف والأجرام ،ومواجهة البطالة والضائقة الاجتماعية .واّن للشرطة أن تقوم بدورها المنوط بها بالحفاظ على سلامة وأمن المواطنين والعمل على جمع ومصادرة الأسلحة المرخصة وغير المرخصة من قرانا ومدننا العربية.
 

مقالات متعلقة