الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 14:01

مقال بعنوان- لا حياة مع اليأس - بقلم: محمد عواودة

كل العرب
نُشر: 07/12/09 11:20,  حُتلن: 07:54

- محمد عواودة:

* هذا لم يكن بيدي بيد ان في بعض الاوقات حاولت ان اعود الى طبيعتي لكني فشلت

* العائلة ثم العائلة ثم العائلة وهي اهم ما يكون واقرب ما يكون لاي شخص كان شاب ام بنت


* لحسن حظي وجدت طوق النجاة واستطعت ان اخرج من حالتي تلك لكن اذا فكرت بها مجدداً وماذا جرى لي في تلك الفترة اجد نفسي اني خرجت منها لكن بصعوبة بالغة

بعد مرور خمسة اشهر ونصف لم تلمس اناملي القلم ولم يذرف أي كلمة وحتى فكري لم يكن غزيرا بالكلمات والافكار التي تتوافق وتتقارب مع بعضها البعض لتنجز مقالا او حتى سطرا واحدا , ولم تسلم ايضا الروايات التي تنتظرني لاقلب صفحاتها بعمق لم تعد تستهويني الهواية التي اقضي اسعد اوقاتي بممارستها لكن في بعض الاحيان كنت افتح رواية ما كتاب ما ابدأ في التقرب اليه التصفح قليلا لكن لا اكمله اغلق الكتاب واضعه الى جانب اخوانه على المكتبة ودون العودة اليه وهذا ما ياسفني انه لم يعد لدي ذاك الشوق والحنين للكتاب الذي كان الوقت الاهم والاسعد لدي عند مثول كتاب بين يدي لكي استشعر كلماته وصفحاته , هذا الشعور انعدم لدي ولم اجد الكتاب مصدر فرح وسعادة بالنسبة لي بل اصبح مثله كمثل باقي الامور العادية .... يا للاسف ...

لكن هذا لم يكن بيدي بيد ان في بعض الاوقات حاولت ان اعود الى طبيعتي لكني فشلت , واعرف سبب فشلي وهو لاني كنت اعيش فترة صعبة جدا لم تمر علي دقائق وساعات وايام منذ ولادتي كهذه التي انقضت والحمد لله اني استطعت ان اخرج منها دون أي اصابات وهنا لا اقصد بالاصبات الجسدية بل النفسية , شعرت نفسي وحيدا وكنت وحيدا بالفعل فالوحدة لا تقتصر على ان يكون الانسان وحيدا دون اشخاص حوله لكن ممكن ان يكون وحيدا وسط هالة من الاصحاب وافراد العائلة الا انه لا يجد مقعده الحقيقي الذي يستطيع ان يجلس عليه ويرى ويتكلم مع الجميع دون ان يشعر نفسه بعيدا عنهم , دون ان يشعر نفسه غريبا وسط عائلته او حتى غريبا بين اغراضه , ان يفتح باب بيته كانه اول مرة يستشعر خشبه , ان يضيء الانوار ولكن دون جدوى يرى كل شيء اسود البيت يدب فيه السواد وسط الانوار المشتعلة , سريره الذي ينام عليه منذ سنين وسنين لكن الان لا يراه بسريره الذي كان مكان الراحة الوحيد عند الارهاق , حتى حتى انه يرى نفسه ببساطة شخص لربما غير مرغوب به وسط مجتمعه دون سماع ما يدل على ذلك , احيانا الشعور بانه غريب بين اغراض بيته وكتبه وسريره الاقرب له من أي شيء احيانا هذا الشعور يفي بالغرض اكثر من سماع كلمة (انت غير مغوب بك بيننا ) او سماع ما يشابهها لكن بشكل غير مباشر . لربما انسان لا يستحق ان يحيى ما دام لا يرى بنفسه انه يستحق , لربما هي الثقة نعم الثقة كانت متارجحة بين الكاملة والمعدومة وليس الناقصة التي تحتاج الى دعم صغير لتعود الى موقعها وتكف عن التارجح لانه بذلك تقضي على صاحبها . دعونا نقول كنت اعيش ايام كئابة صعبه جدا جدا , وانا الذي كنت من اشد البعد عنها ( هكذا كان يبدو لي ) كنت اتكلم عنها كانها لا تستطيع الاقتراب مني كنت اعتقد اني محصن كحصانة نائب البرلمان كنت سعيدا جدا في حياتي الى حد هذه الفترة والتي لا اعرف سبب انكساري هكذا , لكن اعترف اني خضعت لها ووجدت نفسي غارقا لا استطيع الخروج ولا اجد من يقدم لي طوق النجاة لربما لم يسمعوا من صامت هكذا يقال ولكن يا لها من مقولة ظالمة , حين يكون الانسان غارقا في المشاكل ايخرج للبشر ويعلن عنها لكي تقدم له المساعده او ان يخرج ويصرح انه يعيش حالة يأس او انا اغرق في وحدتي لكي يجد طوق النجاة , اليست هذه المهمة تقتصر على المقربين منه كالاصحاب او العائلة بان يقدموا الاراء والنصائح لانهم اعلم بحالته , اعلم ان هناك من يقول انت تنتظر من يقول لك انا اريد مساعدتك ... لا بل هو لا ينتظر هذا بمعناه التقليدي بل بالعنى الاخر المعنوي لانه يكون انسان منكسر مهزوم ممكن ان يصل الى ان يكون محطم وليس بمقدوره التفكير بشيء او أي طوق نجاة او أي طريقة تخرجه مما هو في بل يستغرق في التفكير بما هو يدر عليه المزيد المزيد من الكئابة والضيق النفسي دون ان يعلم دون ان يشعر بنفسه , فلذلك يحتاج لمن يقول له هذا طوق النجاة هذا الطريق الصواب , او حتى يعلم انه يحتاج لطبيب نفسي لكن لا يستطع الوصول اليه لانه ببساطة يشعر ان الطبيب النفسي لا يستطيع اخراجه مما هو فيه فلا يجد امامه سوى الموت او نهاية الحياة او حتى قد يفكر بالانتحار.

لكن لحسن حظي وجدت طوق النجاة واستطعت ان اخرج من حالتي تلك لكن اذا فكرت بها مجدداً وماذا جرى لي في تلك الفترة اجد نفسي اني خرجت منها لكن بصعوبة بالغة , كمن يسبح بعيداً عن الشاطئ وبدأ يشعر بالارهاق والتعب وانقطاع الهواء والاعياء ويستحيل الوصول الى بر الامانلكنه يحاول ويحتفظ بالقليل القليل من الاوكسجين الذي يبقيه حيا لكي يصل وفي النهاية يصل نعم لكن السؤال هنا كبف باي حالة وصل ؟؟؟؟

خرجت منها لكن بمساعدة العائلة بمساعدة الطبيب النفسي وفي الاساس بمساعدة نفسي , نعم هناك من سيقول ان كلامي هنا يتناقض مع ذكرته في الاعلى , ان الذي يعاني من كل هذا لا يستطع مساعدة نفسه وهنا اقول العكس انه بالاساس بهمتي وانفاسي تحررت من كل القيود التي قيدت نفسي بها او الظروف التي ساعدتني على تقييد نفسي , لكن اذا نظرنا لهذه العملية من جانب اخر لعلنا نجد اجابة لما يحيرنا , انه بمساعدة العائلة والطبيب النفسي ولولا ان الانسان نفسه لا يريد العلاج فبالتاكيد لن يفلح احد بمساعدته, لكن انا وجدت الارشاد من الطبيب النفسي والدعم العائلي ووافقت عليه ودعمت نفسي للخروج من عزلتي ووحدتي .

وها انا الان الحمد لله اعود طبيعتي عدت لمكتبتي لحاسوبي الشخصي ووتصفح النترنت لكن لا اجد سوى القتل والحوادث القاتلة والتحرش كلها اخبارٌ تهدم العزيمة لكن هذا حال المجتمع هناك الخبر السيء وليس هناك السار بل هناك ما يقابله اصبح الخبر الاسوء وانعدم الخبر السار ليس بسبب لا وجود امل لدي لا هناك الكم الهائل من الامل بلا لا يوجد امل لدي في مجتمع كهذا ....

ما اود قوله هو من الممكن ان لا يراه احد مقالي هذا بالمهم او لا يعنيه بشيء لكن ما اردت ان اصل اليه اولاً هو ان أفتحت شهيتي على الكتابة واطلق العنان لكلمات لكي تنهمر مع شتاء مع امطارٍ غزيرة كامطار شتاءِ قادم , كنت احتاج الى مثل هذا المقال لكي ابوح واسرد ما كان لدي مكتومُ داخلي قاطع انفاسي احياناً ولكي لا ابقيه عثرة امامي ولا استطيع لاحقا الخروج من حفرة قد حفرتها بنفسي لنفسي .

وثانيا لاثبت للجميع ولاي شاب او فتاة انه مهما وصلنا الى طريق مسدود هناك بقعة ضوء هناك مركب وطوق نجاة ينتظرنا , علينا ان لا نضع كلمة المستحيل في حياتنا ان نخرجها من قاموسنا ومن حياتنا اليومية , علينا بالتحلي بالصبر والايمان والتغيير يكون حليفنا في كل شيء , وعدم التنازل عن أي شيء كان حتى لو كان صغيراً لان البدأ بالصغير يفتح الطريق للاكبر اقصد بالتنازل أي التنازل عن حق نفسك في عيش الفرحة في وقتها وكاملةً , ان لا تدع الايام تمر وترى ما يسعدك يهرب منك وانت تنتظر وقت اخر .... لا بل عليك ان لا تترك الدنيا لا بثوانيها ولا دقائقها ان تمر عبثاً دون انتاج انت نفسك تفخر به حتى لو كان صغيرا المهم ان تكون انت نفسك راضٍ عن ما تفعله وليس ان تنتظر راي الناس فيما فعلته , ففعل الخير لنفسك او لغيرك لا يُنتَظَر عليه اطراء ولا تاجيل , فمن هنا نقول لا تؤجل ليس فقط عمل اليوم الى غد , بل لا تؤجل فرحة اليوم الى الغد لانك ممكن ان لا تجدها في غدٍ لا يعلمه الا الله .

وثالثاً العائلة ثم العائلة ثم العائلة وهي اهم ما يكون واقرب ما يكون لاي شخص كان شاب ام بنت , فالمساعدة الكبرى تاتي منها والهدم الاكبر ايضاً منها , وهي اقرب لنا من الصديق والحبيب لانه بالتاكيد تفهمنا وتراعي ظروفنا والاهم انها تكون بالقريب القريب منا في كل الاوقات وهذا ما لا نجده في أي شخص اخر , فعلينا دوما ان نفكر بان المصدر الوحيد الذي يتلقانا عند الصقوط او الذي يدفعنا للاعلى هي في الاول والاخر العائلة .

لعلنا نعلم ونعلم الغير اننا ليس بغنى عن العائلة الام والاب والاخ والاخت هم اقرب الاقربين الينا بعد رب العالمين . 

مقالات متعلقة