- عبد الرحمن كيال لموقع العرب:

* اهم معوقات الدعوة في جيل الشبيبة والناس عامة بأنها تتلخص في الفهم الخاطئ لبعض النصوص الشرعية

* إمام المسجد يحتاج للعلم والتقى والنشاط وترك الكسل والصبر والإخلاص والثبات على المبدأ وتحمل المشاق إقتداء بالرسول الكريم

* المسجد ليس فقط مكاناً للصلاة المحددة فحسب بل هو مكان للعبادة وهو مكان للتربية وهو مكان لتعليم السلوك وهو مكان للألفة والإقناع والوحدة وهو أيضا مؤسسة دينية، اجتماعية، سياسية، تربوية، اقتصادية

* على الطبيب أن يحافظ على الأسرار التي علم بها عن طريق مهنته ولا يجوز له إفشاء السر، وان لا يكون همه الاول والآخر هو الامر المادي كون ان الناس منهم من يستطيع ومنهم من لا يستطيع بدفع مقابل العلاج

عمر عبد الرحمن كيال من سكان بلدة الجديدة في الجليل الغربي يبلغ من العمر 40 عاماً متزوج وله ابنين وابنتين بدأ مشواره الدراسي في رومانيا بموضوع الطب عام 1991 وعند عودته للبلاد في السنة الثانية لدراسته وفي خضم ما يراه الطالب العربي من مغريات في الغربة وحفاظاً منه على دينه وخلقه قرر الزواج وقام بالبحث عن فتاة ترضى به زوجاً تقاسمه سعادة الدنيا وترضى بصعوباته كون انه ما زال في السنة الثانية لدراسته التي ستستمر لسبع سنوات واعتماده الكلي على ما يمنحه به والديه فقام بزيارة 13 عائلة من القرى العربية في الشمال وجميعهم رفضوا ان يزوجوه إحدى بناتهم كون ان مستقبله مجهول وأخيراً قرر الزواج من إحدى فتيات البلدة والتي عرف عنها دماثة الأخلاق والحشمة وأهلها من أهل دين وميسوري الحال ومن بيت كريم وتوافق ذلك مع توجهه الديني ولم يلتفتوا لوضعه المادي وجل اهتمامهم الدين.

ويقول عمر كيال انه انهى دراسته في العام 1998 وفي العام 2000 وفي ظل غياب إمام للمسجد في البلدة قررت لجنة المسجد ووالده احد افرادها بالبحث عن شيخ أو إمام للمسجد وبالتالي قرر أن يخوض غمار تلك الخدمة لوجه الله تعالى وتقدم الى اللجنة التي وافقت على ذلك وعندها كان يحفظ من كتاب الله ستة أجزاء من القرآن الكريم وشعر في تلك الفترة أنه أقرب للناس وخاصة للمصلين الذين تعلم منهم الكثير.

عمر عبد الرحمن كيال

ويقول في حديث لموقع العرب: كنت لهم خير الإبن والمعين وشعرت بالدفئ معهم واتخذتهم بمقام الوالد وفي كل مناسبة أقدمهم على نفسي وارافقهم في كل زيارة او مشوار ينوون به ويشاورونني في كل صغيرة وكبيرة وهو أمر افتخر به. وفي العام 2001 تقدمت لإمتحان وزارة الصحة ونجحت به وقد بدأت الأمور تأخذ منحى جديا وتقاطع الاوقات الا ان الله عز وجل كان هو من يسيرني واستطعت خلال فترة قصيرة التأقلم ما بين عملي كطبيب والتمرن على ذلك في مستشفى بيتح تكفا وما بين التزامي واعتكافي في المسجد والقاء الدروس الدينية وزيارة المدارس والمؤسسات الخيرية والثقافية ومشاركة اهل البلد في افراحهم واتراحهم وتقديم الروح الاسلامية الحقة التي تقرب للدين بعيداً عن النفاق وطرح رأي الدين بدون مداهنة.

الدعوة في جيل الشبيبة
ويشير الشيخ عمر كيال الى اهم معوقات الدعوة في جيل الشبيبة والناس عامة بأنها تتلخص في الفهم الخاطئ لبعض النصوص الشرعية وضعف الإيمان بالله وضعف جانب العبادة عند الإنسان والجهل وعدم المعرفة والانعزال وعدم مخالطة الناس إذ أنه يستطيع إمام المسجد أن يؤدي دوره إذا استطاع إقناع الجمهور بأن المسجد ليس فقط مكاناً للصلاة المحددة فحسب بل هو مكان للعبادة وهو مكان للتربية وهو مكان لتعليم السلوك وهو مكان للألفة والإقناع والوحدة وهو أيضا مؤسسة دينية، اجتماعية، سياسية، تربوية، اقتصادية.
ويرى الشيخ كيال أن إمام المسجد يحتاج للعلم والتقى والنشاط وترك الكسل والصبر والإخلاص والثبات على المبدأ وتحمل المشاق إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام في سبيل نشر الدعوة دون كلل أو ملل.

أبعاد نفسية واجتماعية وعقلية
ويعتقد كيال ان الشخصية تعني في مفهومها العام ملامح الإنسان وصفاته التي تميزه عن غيره، ولا يقتصر هذا المفهوم على الصفات البدنية، إنما يتعداها إلى الصفات النفسية والاجتماعية والعقلية، وقد صارت الشخصية علماً على السمات الخاصة التي يتميز بها كل إنسان عن الآخر في عقيدته وعواطفه ومشاعره وسلوكه وعلاقته الاجتماعية وطرق تفكيره وسائر تصرفاته الإرادية، لأن هذه هي المقومات الشخصية للإنسان ومحار الحكم على شخصيته، وعلاقته مع ابناء الطائفة النصرانية في البلدة تبنى على الاحترام للغير وتوقير كبارهم والعطف على صغارهم واحترام مشاعرهم وشعائرهم الدينية كما يحترم مشاعر وشعائر المسلمين ويتجلى ذلك في اللقاءات الحميمة بينه كإمام احد مساجد البلدة مع قدس الاب جريس قسيس (ابو الياس) الامر الذي يعطي صبغة التواصل بين اهل البلد ككل كون ان الجميع مسلمين ومسيحيين في وطن ولغة واحدة في بلد واحد وبيت واحد ولا يفرق بينهم أحد.
أما شخصيته كطبيب فهو قادر على استشعار الحقائق الإيمانية وقادر أكثر على تلمسها في نفس المريض.. ليس هذا فحسب لكن الإيمان بأن الله كما أنزل الداء فقد أنزل معه الدواء والإيمان هذا قادر على أن يجعله أكثر قناعة بعلمه وأكثر ارتباطا بالمتغيرات العلمية المذهلة ومواكبة أي متطورات بنفس خالصة كون أن مرجع الطبيب المسلم في كل أموره مرتبط بالعقيدة وهو في هذا يؤمن "أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" لذا تجد الضمير الإنساني للمسلم ضميراً يقظا في مجمله يعطي الصنعة حقها طلباً للأجر عند الله، وقد اتخذ قراراً منذ اول يوم تسلم شهادة الطب وحتى يومنا هذا ان لا يمد يده لتلقي أجرة معالجته للناس ويقوم بعيادتهم للمنازل واعطائهم حتى الدواء بدون مقابل.

مسؤولية الشيخ والامام
ويقول الشيخ عمر كيال أن مستوى البشر في التعلم والانفتاح أكبر وبما ان مسؤولية الشيخ والامام عن دين الناس فمن الاهمية للإمام والشيخ أن يطور نفسه ومجاراته للعلوم وكل هذه التكنولوجيا والانفتاح وعليه ان يطور معلوماته وان يرتقي بمستوى الدين الذي يحمله كونه يقف امام جمهور كبير من الاختصاصات.
ويطالب الدكتور عمر عبد الرحمن جمهور الأطباء ان يدرك كل طبيب أنه انسان قبل كل شيء وأن كتمان السر مهم لقوله صلى الله عليه وسلم "المستشار مؤتمن" فيجب على الطبيب أن يحافظ على الأسرار التي علم بها عن طريق مهنته ولا يجوز له إفشاء السر، وان لا يكون همه الاول والآخر هو الامر المادي كون ان الناس منهم من يستطيع ومنهم من لا يستطيع بدفع مقابل العلاج وأن يكون رحيماً بهم لأن "ما عندكم ينفد وما عند الله باق"، ولذلك فإن حقيبة العلاج دائماً تلازمه في المسجد وقد حدثت معه الكثير من الحالات التي قام بمعالجة المصلين في المسجد وقام بنقلهم بسيارته الخاصة لمنازلهم وعيادتهم مرة أو أكثر للإطمئنان على صحتهم، وبإمكان الطبيب أن يكون داعياً لله من خلال تجربته كإمام وشيخ وهو سر نجاح كون انه يتحدث عن الدين للمرضى كونه طبيب ويلمس لدى الناس القبول.
ويخلص الدكتور عمر عبد الرحمن انه وبعد عشر سنوات من عمله المزدوج حتى تمكن من اقامة منزل لعائلته علماً انه وخلال السنوات الـ 14 الماضية كان يتنقل من منزل مستأجر لآخر وما يكاد ان يركب أثاث وفرش منزله حتى يضطر للتنقل ومن ثم يقوم مرة اخرى بتفكيكه لينتقل لمنزل مستأجر آخر.