الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 15:02

المذبحة في العراق تجاهلها الغرب والحجة الاخلاقية لبلير الاطاحة بصدام

اماني حصاديه مراسلة
نُشر: 18/01/10 12:19,  حُتلن: 12:55

- بيستون:

 * فشل الغرب باتخاذ رد فعل مناسب على تلك الأحداث جعل من الصعوبة على جورج بوش وتوني بلير إقامة الحجة الأخلاقية القوية للإطاحة بصدام حسين

* لقد كان جليا أن ثمة جريمة فظيعة قد ارتُكبت ضد سكان حلبجة، وذلك كجزء من حملة صدام حسين وقادته لتلقين الأكراد درسا حول كلفة وقوفهم في صف الأعداء، أي الإيرانيين في ذلك الوقت

* من الجدير بنا أن نتذكر أولئك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأكراد الأبرياء الذي قضوا في أكثر الهجمات دموية، والتي تمَّ تنفيذها بالأسلحة الكيماوية على المدنيين عبر التاريخ

الأرض جثث عدة، إحداها لطفلة وكأنها راحت تغط في سبات أبدي عميق. أما الواقفون، فهم مجموعة من الصحفيين الذين جاؤوا ليرصدوا عن قرب آثار المجزرة التي شهدتها تلك البلدة الكردية الواقعة في شمال العراق، حلبجة، ويكونوا شهود عيان على فظاعة وهول ما شاهدوه. بين أولئك كان صحفي بريطاني شاب وقف على سرير بجانب الجثث وراح يدوِّن ملاحظاته عمَّا يراه، وقد علت وجهه علامات التأثر والصدمة البالغتين. إنه ريتشارد بيستون الذي يعود بنا بعد ٢٢ عاما من وقوع مجزرة الأكراد في مدينة حلبجة لينشر مقالا نقديا على صفحة الرأي والتحليل في صحيفة التايمز البريطانية الصادرة اليوم جاء بعنوان "حلبجة: المذبحة التي حاول الغرب تجاهلها." يبدأ بيستون مقاله، الذي تنشره الصحيفة إلى جانب خبر إصدار محكمة عراقية الحكم الرابع بالإعدام على علي حسن المجيد، ابن عم الرئيس العراقي السابق صدام حسين والمتهم بالمسؤولية عن مجزرة حلبجة ، بالقول إن الأمر استغرق العراقيين ٢٢ عاما لكي يحاكموا المجيد الذي "اقترفت يداه واحدة من أسوأ المجازر في التاريخ الحديث."


صورة توضيحية

من نافذة الطائرة
ومن هذا اصدار الحكم بالاعدام يعود بيستون بنا إلى تلك اللحظة التي قال إنه أخذ فيها ينظر من نافذة طائرة الهليوكبتر الإيرانية التي أقلته وزملاءه إلى المدينة، إذ يصف المشهد بقوله: "لقد كان جليا أن ثمة جريمة فظيعة قد ارتُكبت ضد سكان حلبجة، وذلك كجزء من حملة صدام حسين وقادته لتلقين الأكراد درسا حول كلفة وقوفهم في صف الأعداء، أي الإيرانيين في ذلك الوقت." يقول بيستون إن استهداف المجيد للمدينة بالأسلحة الكيماوية، الأمر الذي أسبغ عليه منذئذ لقب "علي الكيماوي"، جعله يتجاوز حتى حدود "الفظائع" السابقة التي كان نظام صدام قد ارتكبها. وبعد أن يعيد الكاتب تركيب إطار تلك الصورة القاتمة للواقع المظلم على الأرض ويروي لنا بعض مشاهداته للفظائع التي ارتكبت بحق تلك المدينة المنكوبة، والتي يُقال إنها فقدت خمسة آلاف من أهلها في ذلك اليوم، ينتقل بنا مباشرة ليحدثنا عن "جريمة" أخرى ذات صلة، ألا وهي رد فعل الغرب على تلك المجزرة. يقول الكاتب: "ومع ذلك، كان هنالك ثمة رد فعل من الغرب يسبِّب قدرا أكبر من الصدمة ويبعث على السخرية والتشاؤم. فقد حاولت الولايات المتحدة أن تنحي باللائمة في الجريمة على إيران، بينما تابعت بريطانيا علاقاتها مع النظام في بغداد كالمعتاد وكأن شيئا لم يكن." ويضيف بقوله: "لقد تمَّت حماية صدام من أي عقوبة ذات معنى، وهكذا مضى إلى غزو الكويت بعد عامين، وأمر بقتل آلاف العراقيين من المسلمين الشيعة في عام ١٩٩١."


صورة توضيحية

 فشل غربي
وفي مسعاه لربط سلسلة الأحداث تلك بموقف الغرب مما شهده العراق لاحقا، يقول بيستون: "إن فشل الغرب باتخاذ رد فعل مناسب على تلك الأحداث جعل من الصعوبة على جورج بوش وتوني بلير إقامة الحجة الأخلاقية القوية للإطاحة بصدام حسين لاحقا في عام ٢٠٠٣."
وفي ختام مقاله، يرى الكاتب أنه "من الجدير بنا أن نتذكر أولئك الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأكراد الأبرياء الذي قضوا في أكثر الهجمات دموية، والتي تمَّ تنفيذها بالأسلحة الكيماوية على المدنيين عبر التاريخ، لا سيما وأنه يجرى الآن التحقيق بحرب العراق وتعلو أصوات تجادل بالقول إنه كان يتعين إبقاء صدام على كرسي الحكم في العراق".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
238545.46
BTC
0.51
CNY