* رغم الغضب والنقمة على سياسات الغرب في البلاد الاسلامية الا ان الوضع لم يكن على هذه الحال كل الوقت

* خطاب اوباما الواعد بوردية ستضفو على العلاقة الامريكية بالعالم الاسلامي الذي القاه في القاهرة العام الماضي لم تزد الطين الا بلة

نشرت الجارديان البريطانية صباح اليوم, الجمعة الخامس من فبراير مقالة للمؤلفة والكاتبة, كارين ارمسترونغ, تحت عنوان: "لجنة شيلكوت للتحقيق في -حرب العراق- ستغير نظرة المسلمين للغرب". كتبت فيها مع لمسته من احتدام الغضب في صفوف علماء وائمة الازهر في مؤتمر لاحتضان الاديان تحت مظلة العمل سوية على نشر السلام في المنطقة والعالم الذي عقد في يونيو من العام الماضي, اسابيع قليلة على القاء اوباما خطابه الى العالم الاسلامي من على منصة قاعة في جامعة القاهرة. تقول الكاتبة انها من معها من وفود مندوبة عن دول ومؤسسات ومجتمعات غربية كانت ضيفة في المؤتمر صعقت لما شهدت مما بدى على علماء وائمة الاوعة من غضب استياء ومرارة نتيجة السياسات الغربية في بلدانهم الاسلامية.
فلم يلق الجمهور ولا المضيفين من كبار العلماء في الازهر بالا لمقالاتنا او مواقفنا من موضوع المؤتمر والذي افترض ان يكوت دينيا, فقد تتالى العلماء على خشبة المسرح لالقاء الخطابات الساخنة حول موضوعات سياسية عصرية ومشكلات نزفت لها دماء كثير من المسلمين في ارجاء العالم الاسلامي.

منها مجزرة غزو الاخيرة, القدس المحتل والمسألة الفلسطينية اجمالا, الى جانب الكارثة التي حلت بالعراق مذ احتلت واغتصبت بلادهم وجرائم معتقل غوانتانامو.
تقول الكاتبة ان اكثر ما يثير دهشتها وقلقها هو ان بلغ الغضب بهؤلاء البروفسورات والفلاسفة المسلمين هذا المبلغ, فما بالنا بالذي يجتاح المسلمين العاديين في شوارع القاهرة او اي مدينة اسلامية اخرى في بلدان العالم الاسلامي حيث تمزج هذه المرارة المحتقنة بخروع الحياة الاجدتماعية الاقتصادية والسياسية التي باتت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لهؤلاء.
تسترسل الكاتبة لتقول ان رغم الغضب والنقمة على سياسات الغرب في البلاد الاسلامية الا ان الوضع لم يكن على هذه الحال كل الوقت وان كثيرا من المتعلمين والمتحضرين في هذه البلدان اعجبوا بالغرب وحضارته كل الاعجاب في بدايات القرن الفائت. وعلى رأسهم العلامة الازهري, ومفتي الديار المصرية في وقتها الامام محمد عبدو (1849- 1905), الذي قال بعد زيارة الى باريس انه رأى فيها الاسلام ولم ير المسلمين في حين تعج بلادنا بالمسلمين وتنضب من نفحات الاسلام الحنيف. اشاد المسلمون دوما بما اضفته النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية الغربية من مساواة نادى بها النص القراني الشريف. كما وان دراسة اشارت ان كثيرا من المسلمين ما بين عام 2001-2007 وفي 53 بلدا مسلما ايدوا اعجابا بحرية التعبير الممارسة في الغرب. الا ان الغضب موجودا الى جانب ذلك لما انتهك الغرب من خطوط حمراء في الدول الاسلامية دون اعتبار ومشاركة او انصات لوجهة نظر الاسلام ولا المسلمين.
وتقول الكاتبة ان خطاب اوباما الواعد بوردية ستضفو على العلاقة الامريكية بالعالم الاسلامي الذي القاه في القاهرة العام الماضي لم تزد الطين الا بلة. فبعد رفع الامال والتوقعات اصابت استبدلت تلك بخيبة وحسرة واندحار اثر افتقار السياسة الرئيس الامريكي الى الجهد الملموس لتغيير بعض من واقع مرير تمر فيه بعض الفئات المسلمة في ارجاء العالم وعلى راسها الشعب الفلسطيني. وكما كان خطاب اوباما تكون لجنة شيلكوت للتحقيق في حرب العراق محطا لاعين اسلامية ومسلمة في انحاء العالم. ان ما ستستنتجه اللجنة من دروس تنعكس على النظام السياسي والقضائي البريطاني ليس باهمية ما ستعكسه على العالم الاسلامي الذي علق امالا كثيرة على هذه اللجنة. وان اي علامات! او بوادر لانحياز او تعتيم في تقرير اللجنة الختامي سيسعر نيران استشاط لهيبها.