* الازمة التي عصفت بين تل ابيب وواشنطن في اعقاب الاعلان عن مشروعها الاستيطاني الجديد تحت السيطرة الان

* ديفيد اكسيلرود وصف اعلان حكومة نتانياهو عن مبتغاها بناء ثكنات استيطانية على انه اهانة مباشرة للادارة الامريكية وانها عقبة "محسوبة ومدروسة"

اتفق مراسل الاندبندنت في القدس المحتل دونالد ماكنتاير ومراسل الجارديان في واشنطن دانيال ناساو على ان منخفضا حراريا يعصف بالعلاقات الاسرائيلية الامريكية, لم يسبق له مثيل في اعقاب اعلان اسرائيل عن مشروعها الاستيطاني الجديد لبناء 1600 وحدة سكنية على اراضي القدس الشرقية, في وقت تزامن مع زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى القدس مؤكدا عزم بلاده بذل الجهود المرتجاة لمباشرة المفاوضات السلمية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني, ذلك دون ان يفوته تأكيد الدعم الامريكي للحليفة الاسرائيلية المعشوقة وتقديم امنها في المنطقة على اي اعتبار اخر.

 
من اليمين: بايدن ونتنياهو

تناول ماكنتاير وناساو كل على حدة, المنعطف الحاد الذي تمر به العلاقات الاسرائيلية الامريكي جراء الاستهتار الاسرائيلي الذي اعرب عنه احد مستشاري الرئيس الامريكي, ديفيد اكسيلرود وصف اعلان حكومة نتانياهو عن مبتغاها بناء ثكنات استيطانية في القدس الشرقية على انه اهانة مباشرة للادارة الامريكية وانها عقبة "محسوبة ومدروسة" من قبل الحكومة الاسرائيلية اليمينية لاعاقة العودة الى طاولة الحوار مع الجانب الفلسطيني.
كما ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية اقوال السفير الاسرائيلي في واشنطن مؤكدا العلاقات بين البلدين في اسوأ حالاتها منذ 35 عاما. تناقضت اقوال السفير, ميخائيل اورين مع مزاعم رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التي افادت ان الازمة التي عصفت بين تل ابيب وواشنطن في اعقاب الاعلان عن مشروعها الاستيطاني الجديد تحت السيطرة الان.
من ناحية اخرى كتبت الاندبندنت على صفحات الرأي مقالة تناولت الإستراتيجية التي وصفتها على انها "محفوفة بالمخاطر" والتي انتهجتها حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل منذ توليها الحكم مارس الماضي. قالت الصحيفة في مقالتها ان الازمة التي الت اليها العلاقات الاسرائيلية الامريكية اثبتت ان ازدواجية النبرة التي اعتمدها رئيس الحكومة الاسرائيلي نتانياهو الى الان في حديثه مع الادارة الامريكية وائتلافه الحكومي فيما يتعلق بالمسيرة السلمية مع الفلسطينيين, اثبتت خطورتها وعدم نجاعتها.

 نبرة غامضة
فقد اتسمت نبرة نتانياهو باللين والغموض في ان واحد في حديثه مع الادارة الامريكية عن حل الدولتين الذي ترمي ادارة اوباما الى تحقيقه كاكبر انجاز لها في الشرق الاوسط. فيما تزامنت هذه النبرة مع تأكيدات نتانياهو لائتلافه الحكومي من الاحزاب اليمينية المتطرفة بان مزيدا من المشاريع الاستيطانية في طريقها الى الخروج الى الضوء.
تتابع الصحيفة بان احتدام النبرة في حديث او توبيخ وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون لنتانياهو حول اعلان حكومته المستفز عن مشروعها يؤكد سوء هذه الاستراتيجية التي اعتمداتها اسرائيل. في تحليل للصحيفة اشارت ان افتراض نتانياهو والاحزاب اليمينية في الولايات المتحدة ان الرئيس الامريكي اوباما لن يمكث في سدة الحكم اكثر من فترة نيابية واحدة قد تفسر الاستخفاف الذي التزمته اسرائيل في تعاملها مع البيت الابيض. واكدت الصحيفة ان مثل هذه الخطوة التي تنحاز بها اسرائيل الى تفضيل الجمهوريين على الديمقراطيين في الملعب السياسي الامريكي محفوفة بالمخاطر. اذ ان ذلك من شأنه ان يجعل الديمقراطيين ينظرون الى اسرائيل ليس على انها! حليفة لامريكا بل للجمهوريين. وان انتظار الحكومة الاسرائيلية رئيسا جمهوريا لا تضطر الى الاعتذار او تبرير مشاريعها الاستيطانية له او لادرته قد يكون سابقا لاوانه. 

من اليمين: بايدن وبيرس