الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

كل الطرق تؤدي الى فشل المفاوضات- بقلم: بهاء رحال

كل العرب
نُشر: 21/09/10 22:20,  حُتلن: 07:43

بهاء رحال:

لدى حكومة إسرائيل النية الحقيقية للسلام

لا يخفى على أحد أن تشاؤم السيد الرئيس محمود عباس من هذه المفاوضات وقد ظهر جلياً في تصريحاته الأخيرة

حكومة اليمين في إسرائيل بدأت تستخدك أسلوب المراوغة وعادت الى التصريحات المبهمة لتضليل الرأي العام خاصة في موضوع تجديد قرار وقف الأستيطان

هناك مثل بالعامية يقول " كل الطرق تؤدي الى روما " وهو مثل يستخدمه الناس في إشارة منهم الى القضايا المتشابهة في نتائجها أو تلك التي تؤدي الى نتيجه واحدة مهما أختلفت الطرق التي تسير بها ، وهذا المثل يتطابق مع حالة المفاوضات التي عادت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والاجتهادات الكثيرة التي حدثت سواء تلك التي كانت تريدها مفاوضات غير مباشرة أو تلك التي تريدها مباشرة مع وقف الاستيطان أو بدون وقف الاستيطان ، مع حكومة نتنياهو اليمينية أو أي حكومة أخرى تتشكل في إسرائيل ، في الزمن الحالي أو في المستقبل ، قريبة من الأعلام أو بعيده عن كاميرات و أقلام الصحافيين فلن يختلف الحال كثيراً ، ولن تجد أي إختلاف في النتائج لأن الأستراتيجيات والأهداف والإسرائيلية لا تختلف بأختلاف الوجوه ولا بأختلاف الطرق والوسائل والمصير في النهاية واحد ،وهو إستحالة عقد إتفاق سلام دائم مع هذا الكيان لأنه قائم على فكرة الإستيطان والإحتلال ولا يؤمن بطريق آخر غيره للحفاظ على كيانه الهزيل ، وبالتالي فمهما إختلفت صور التفاوض فالنتيجة في النهاية واحدة وهي الفشل وما يحدث الآن هو محاولات قد تثمر عن بعض التفاهمات ولكن لن تفضي الى إبرام اتفاقية سلام شامل وعادل .

تشاؤم السيد الرئيس محمود عباس

لا يخفى على أحد أن تشاؤم السيد الرئيس محمود عباس من هذه المفاوضات وقد ظهر جلياً في تصريحاته الأخيرة يدل على حجم التعنت والتمادي الإسرائيلي والذي تسوقه حكومة نتنياهو في كل المحافل الدولية والأممية ومن واشنطن الى شرم الشيخ ثم الى القدس ، موقف واحد مبني على المراوغة في كل القضايا والمماطلة وصولاً الى عدم التقدم في المفاوضات تماشياً مع أهدافهم الاستيطانية التوسعية ، وقد بدا واضحاً أن حكومة اليمين في إسرائيل بدأت تستخدك أسلوب المراوغة وعادت الى التصريحات المبهمة لتضليل الرأي العام خاصة في موضوع تجديد قرار وقف الأستيطان المزعوم حيث تركت الباب مفتوحاً ولم تعد تطرق الى هذا الموضوع مع أننا نقترب من نهاية القرار السابق ، وقد عقدت الحكومة الإسرائيلية إجتماعها الأخير الذي كانت تنتظر فيه الاطراف وتترقب ما قد يصدر عنه بخصوص الاستيطان ولكنها لم تطرق الى أي شيء ولم تتحدث عن هذا الموضوع في إشارة منها على ما يبدوا الى أنها ستعود الى تكرار إستخدام أساليبها السابقة بالتضليل والمراوغة .

النية لتحقيق السلام
ليس المهم كيف نتفاوض ولا أين بل المهم أن تكون لدى حكومة إسرائيل النية الحقيقية للسلام وأن تكون قادرة على التعامل مع عملية السلام وتكون مستعدة لتقديم إستحقاقات ومتطلبات عملية السلام ، وليس المهم أن نختلف أو نتفق على شكل المفاوضات بل الأهم أن هذه المفاوضات لها سقف وهذا السقف هو الثوابت الوطنية وأن المفاوض الفلسطيني متمسك بهذه الثوابت ، هذا المفاوض الذي جربناه في أكثر من محطة وعرفنا صلابته وقدرته على الصمود في وجه أعتى الضغوطات التي يمكن أن يتعرض لها ، وما كان منه إلا أنه كان يقاتل بأفضل الحالات والصور في كل جولات التفاوض .

مفاوضات...
وسواء كانت المفاوضات مباشرة أم غير مباشرة ، في واشنطن أو شرم الشيخ ، برعاية أمريكية أو أوروبية أو أممية ما لم تترافق هذه المفاوضات بجدية من قبل حكومة إسرائيل ومرجعية دولية صادقة وقادرة على إلزام إسرائيل بقبول الإرادة الدولية لن تنجح كل المفاوضات وستفشل بكل حالاتها وتكون كل الطرق تؤدي الى فشل المفاوضات.

مقالات متعلقة