الرقابة الداخلية مصطلحا يطرح على ساحات الإعلام والمطبوعات بأنواعها المختلفة ويأتي ها الطرح عندما تكون هناك أصوات لإلغاء الرقابة كليا. هل الرقابة الداخلية تمنع تسرب ووصول ألوان عديدة من الأفكار والأعمال التي تخل بالمجتمع الوفي لقيمه وعاداته وتقاليده؟، هل نلقي الحبل على الغارب لمن هب ودب ليكتب ما يشاء؟،هل بهذا نصل إلى مجتمع حر وديمقراطي؟. الإبداع والكتابة شيء مقدس ولكن في إطارها الصحيح، الذي تراعي فيه بعض القضايا التي هي بمثابة الخطوط الحمراء التي لا يجوز تجاوزها بأي حال من الأحوال.
إن كانت منعت كتابات الصادق النيهوم أو سلمان رشدي او نعمت الله الجزائري او غيرهم من الكتاب, إن كانت منعت بعض أفلام الخلاعة أو الأفلام التي تزيف الحضارة العربية بشقها الإسلامي والمسيحي, فهل هذا مس بالديموقراطية؟، لذلك فان الرقابة على الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، والرقابة على المطبوعات هي قضية مصيرية للمجتمع الذي يريد الحفاظ على وشائج العلاقات الدقيقة بين شرائح المجتمع المختلفة, لكن من جهة أخرى فان الرقابة في الدول العربية، تكون ظالمة خاصة حين تكون بوقا لهيئات ومؤسسات خاضعة للسلطة، وبمجرد قرار من هذه الهيئات نرى الرقابة تعمل جاهده على تكميم الأفواه, وإلغاء ما لا يسبب أي ضرر للمجتمع أو لشخص أو لهيئة.
جلد الذات عند ألامة العربية مستفحل جدا, الانتقاص من قدرات العقلية العربية نهج الكثير منا, التقدم والتطور يعزي بشكل دائم إلى غير العرب وكان الأمم التي أنجبت نيوتن واينشتاين والكثير من العلماء مميزه عن العقل العربي. ومع الزمن نصدق للأسف الشديد غيرنا في هذا الصدد، والأدهى والأمر إننا نصدق أنفسنا في الكثير من الأمور التي تفرضها علينا ثقافات ومجتمعات أخرى, نصدق أنفسنا إننا لن يكون لدينا شأن كبير في مصاف الحضارات, نصدق إن قدراتنا محدودة, نصدق إن عقليتنا فيها شوائب عديدة, نصدق إن البيئة العربية عامل من عوامل التأخر, نصدق إن الإنسان لدينا لا يساوي شيئا, ومع الزمن فان هذه الأمور تكون جزء من شخصيتنا. وإذا أردنا تغيير هذه المعتقدات وهذه التصورات يتطلبنا ذلك كثير من المعاناة وتكثيف الهجود ومصارعه الكم الهائل من الكتابات التي تتناول هذه القضية أحيانا بصورة صارخة ونقرأها بين السطور أحيانا.
لا نريد التغني بماضينا ولكن المجتمع والامة التي أنجبت ابن سينا, ابن رشد .....الخ, باستطاعتها إنجاب نوابغ في ظل التقدم والتكنولوجيا في هذا العصر, ولكن على ما يبدو فان المراه التي ننظر إليها لا تعكس الصورة الصحيحة وإنما تشوه فقط. واختتم بالمثل العربي القائل:" عز نفسك تجدها, هينها بتنهان ".