د. عز الدين أبو عيشة

لم ارغب في رفع قضية امام المحاكم وحاولت بنية حسنة انهاء الموضوع دون الحاجة للقضاء لكنهم لم يتركوا امامي مجالا

فقد الطبيب الفلسطيني عز الدين ابو العيش ثلاثة من بناته بعد ان استهدفت قوات الاحتلال اثناء الحرب على غزة منزلة بقذيفة دبابة ما اثار حينها غضبا واحتجاجا واسعيين بما في ذلك في الاوساط الاعلامية والطبية الاسرائيلية التي عرفت ابو العيش طبيبا متميزا وانسانا لا يعرف بمهنته التمييز او الكراهية وسبق له ان عمل في مستشفيات اسرائيلية .



هذه بداية الفاجعه ليس الا اذ بدا ابو العيش رحلة العذاب ومحاولة العيش مع جرحه الغائر فبادر الى ترك قطاع غزة متوجها الى كندا هربا من واقع لم يرحمه او اطفاله الثلاثة ومن هناك بدأ نضاله ضد سلطات الاحتلال لاجبارها على الاعتراف بجريمتها ودفع التعوضيات لكنها ماطلت ورفضت الامر برمته ما اجبره على التفكير برفع الامر للقضاء .
واضافت صحيفة يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية والتي نشرت اليوم " الخميس" مقاطع منتقاه من مقابلة خاصة اجرتها مع الطبيب ابو العيش في مكان اقامته بمدينة تورنتو الكندية ان محامي ابو العيش يقدم الاحد القادم اوراق الدعوى للمحكمة .
ونقلت الصحيفة عن ابو العيش قوله " لم ارغب في رفع قضية امام المحاكم وحاولت بنية حسنة انهاء الموضوع دون الحاجة للقضاء لكنهم لم يتركوا امامي مجالا او خيارا ووفقا للقانون بعد عدة اسابيع سيشمل قانون التقادم القضية لكن دم بناتي لا يمكن ان يتقادم وهو يعيش معي الى الابد ما حدث مصيبة لا يمكن نسيانها ".
وجاء قرار ابو العيش التوجه للقضاء بعد الحكم القاطع الذي اصدره المستشار القضائي لوزارة الجيش الاسرائيلية " احاز بن اري" هذا الاسبوع وقع فيه بعدم احقية ابو العيش بالتعويض رغم المعاناة الانسانية .
وجاء في نص الفتوى القضائية للمستشار المذكور " رغم النتائج الانسانية القاسية فان موقفنا القانوني يؤكد بان عائلة ابو العيش اصيبت خلال اعمال حربية ولهذا فان دولة اسرائيل لا تتجمل المسؤولية عن الاضرار الجانبية".