الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 01:01

محمد بكري..يصرخ بصوت عال..أنا إنسان!!

كل العرب
نُشر: 03/01/11 16:16,  حُتلن: 07:52

محمد بكري في مقاله:

هذا التصرّف الوحشي لذلك الجندي اتّجاه مواطنين أبرياء ومسالمين، جعلني أتساءل كيف يتصرّف هذا الجندي داخل مخيّم جنين

أثناء الاجتياح الإسرائيلي العسكري المسمّى بـ"الجدار الواقي" عام 2002، شاركت بمظاهرة حضرها المئات من اليهود والعرب المطالبة بوقف الحرب على حاجز الجلمة شمال شرق جنين

أن الجنود الخمسة المشتكين، لا يظهرون في فيلم "جنين جنين" كليًا، لا بالاسم ولا بالصورة، مما يؤكِّد أن القضية برمّتها هي انتقام لكسر شوكتي ومحاولة ابتزازي وممارسة سياسة الترهيب وكمّ الأفواه

منذ الاجتياح الغاشم لمخيم جنين عام 2002، تواصل وسائل الإعلام الاسرائيلية ملاحقة عدسة محمد بكري في المحاكم وفي الشارع الإسرائيلي، في حملة تحريض عنصرية سافرة، ضمن سياسة كمّ الأفواه التي تمارسها ضد الجماهير العربية وقياداتها.

الجدار الواقي
أثناء الاجتياح الإسرائيلي العسكري المسمّى بـ"الجدار الواقي" عام 2002، شاركت بمظاهرة حضرها المئات من اليهود والعرب المطالبة بوقف الحرب على حاجز الجلمة شمال شرق جنين، فمرّ جندي إسرائيلي وفتح النار عشوائيًا بإتجاهنا، وأصيبت الفنانة فلنتينا أبو عقصة وخضعت للعلاج في المستشفى لفترة طويلة.

التصرّف الوحشي
هذا التصرّف الوحشي لذلك الجندي اتّجاه مواطنين أبرياء ومسالمين، جعلني أتساءل كيف يتصرّف هذا الجندي داخل مخيّم جنين، فقرَّرت دخول المخيم وقمت بتصوير فيلم "جنين جنين"، فقامت الدنيا ولم تقعد ومَنعت الرقابة الإسرائيلية عرض الفيلم لمدّة سنتين، بحجّة "أنه أحاديّْ الجانب ويربك المشاهد ويوهمه بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب بحقّ الفلسطينيين!!". فالتمستُ لمحكمة العدل العليا ضد قرار الرقابة وحصلت على مصادقة بعرض الفيلم ونوّهَتْ المحكمة العليا بالنصّ الحرفي "لا لأحد مونوبول (ملكية مطلقة) على الحقيقة".

قوى الظلام
لم تنته الحكاية هنا، وبإيعاز من قوى الظلام شكاني خمسة من الجنود الإسرائيليين، بتهمة القذف والتشهير بسمعتهم، مطالبين بمبلغ مليونين وسبعمائة ألف شيكل!!. وبعد عدّة جلسات في المحاكم، كان آخرها في المحكمة المركزية في بيتح تكفا، خسر الجنود القضية. وبإيعازٍ مجدّد من المستشار القضائي للحكومة في حينه (مزوز)، لم يرضخ هؤلاء الجنود للقرار واستأنفوا لمحكمة العدل العليا التي ستنظر بإلتماسهم بتاريخ 19-1-2011 أي بعد أسبوعين تقريبًا من اليوم.

 انتقام لكسر شوكتي
الجدير ذكره أن الجنود الخمسة المشتكين، لا يظهرون في فيلم "جنين جنين" كليًا، لا بالاسم ولا بالصورة، مما يؤكِّد أن القضية برمّتها هي انتقام لكسر شوكتي ومحاولة ابتزازي وممارسة سياسة الترهيب وكمّ الأفواه.
إنني فنان ملتزم بقضية الإنسان، أي إنسان، بغضّ النظر عن لونه أو انتمائه القومي والعرقي، فقد شاركت بعدّة أفلام تتعلق بحقوق الإنسان، منها فيلم يتحدّث عن مذبحة ألأرمن عام 1914، من إخراج ألإخوة تافياني. وفيلم آخر عن مذبحة اليهود التي ارتكبها النازيون إبّان الحرب العالمية الثانية. وفيلم آخر عن مذبحة الأكراد عام 2010 ومسرحيات عن الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.

منصّات الكنيست
لقد تردّدت كثيرًا قبل أن أخطّ هذا البيان ولكنني رأيت من واجبي أن أوضّح للقاصي والداني ما يدور، بالرغم من ملاحقتي على كافة الأصعدة منذ عام 2002 من قبل دولة إسرائيل، في وسائل الإعلام ومن على منصّات الكنيست. لن أصمت، ما دام الظلم يسود في عالمنا، فهذا حقّي أولاً كإنسان وواجبي كفنان، وأقول لهم: "كفّوا أيديكم وألسنتكم عني، أنا إنسان".

مقالات متعلقة