رئيس مجلس محلي عسفيا وجيه كيوف:

قضية حرق الكرمل كانت نقطة مفصلية في التعامل مع المؤسسة الإسرائيلية وهذه النقطة كان لابد فيها من وضع النقاط على الحروف

احلم ان ابني جهازاً ثقافياً وجهازاً للتربيه والتعليم وبناء الانسان ووضع الطفل والولد والمرأه والرجل والمسن في مركز الدائره لاعطائه حقه من ناحية خدماته ومن ناحية المواطنه

بعد ان هدأت العاصفة في الكرمل واصبح الحريق من ورائنا توجه مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب لمقابلة رئيس مجلس محلي عسفيا وجيه كيوف لنعود معا الى الوراء ونضع بعض الاستفسارات، وتطرح امامه المشاكل العالقة ونستوضح تطلعاته ورؤيته في مواضيع عديده تهم ابناء بلده وتهم ابناء طائفته فالهموم والمشاكل في ذات الحدود. كيوف تطرق الى جميعها بصراحة رغم حساسيتها احيانا, ورفض ان يتهم بلدته بالتسبب بالحريق ويرفض ان يلقى الاتهام نحو الكرمل ونسيان المشاكل الحقيقية ومن قام بتعميق جذورها على مدى السنين. 



موقع العرب: كيف تلخص الفترة الأولى من فترة رئاستك؟
وجيه كيوف: في الفترة الأولى لرئاستي للمجلس المحلي عسفيا يجب على المواطن ان يدرك بأنني دخلت فقط الى بناية خالية من الموظفين ورؤساء الأقسام وخاليه من الميزانيات والكهرباء والهاتف وكانت هنالك ديون دون نهاية الى جانب اكثر من 173 قضية للمحاكم. قمت بترتيب الأمور من جميع النواحي واستطعت ان أقدم جميع الخدمات التي يحتاجها المواطن خلال فترة قصيرة وفي جميع المجالات. لقد قمت بأغلبية المناقصات وأردنا ان نعيد للمواطن الثقة بينه وبين مؤسسة المجلس – ولم اقصد البناية انما هيئة المجلس المحلي والموظفين لان المجلس هو مجلس خدماتي جاء ليقدم الخدمة، والرئيس والهيئة والموظفون من واجبهم تقديم الخدمة على الوجه الافضل وهذا هو نهجنا.

موقع العرب: تحدثنا عن الجهاز الإداري ولكن حتى ألان لم تنه هذا العمل لماذا ؟
نعمل على تجهيز الجهاز الإداري ونحن في الطريق لإتمامه .

موقع العرب: هنالك من يقول انك أخطأت في التعامل مع الائتلاف في المجلس المحلي مما ادى الى انسحاب بعض الأعضاء من الائتلاف ما هو رأيك وتعقيبك ؟
بالنسبة لي من الخطأ ان نستعمل كلمات الائتلاف والمعارض وذلك بناء على تجربتي في المجالس المحلية. حتى يكون ائتلاف وإدارة يجب ان تكون جلسات إدارة للائتلاف لكي يقوموا بالتنسيق فيما بينهم جميع الأمور التي يجب ان نقوم بتقديمها .لكن حسب رأيي الائتلاف والمعارضة يجب ان يكونان على الموضوع المطروح وليس ائتلاف الرئيس ومعارضة الرئيس.
هنالك قسم من الأعضاء الذين يعارضون قسما اخر منذ اليوم الأول في بعض النقاط مثل الميزانية فهل هذه معارضة ؟ المعارضة هنا على الموضوع ذاته ومن حق عضو المجلس المحلي ان يتصرف وفقا لوجهة نظره ولكن اذا كان هناك جمعاً لقسم من الأعضاء لمحاولة إفشال الرئيس وعمله هذه هي المعارضة العمياء.  حتى الان اشعر انه هناك في مجلس عسفيا معارضة عمياء من اعضاء المجلس تأتي بسبب وجهة نظر خاصة في الموضوع. بالامس كانت جلسة لاعضاء المجلس المحلي وطرحت مواضيع عديدة وجميع المواضيع تم اتخاذ القرار فيها بالاجماع فاين المعارضة التي تتحدثون عنها ؟ بما ان اتخاذ القرار يجب يكون موضوعي فانه ينتسب للموضوع واذا كان الموضوع مهم ولصالح البلدة والجميع فانا اعتقد ان هنالك اعضاء مجلس في عسفيا موضوعيون وعندما يتغير هذا النهج سيكون لكل حادث حديث".

موقع العرب: هنالك من المعارضين من اتهمك بعدم التعامل الصحيح بحرائق الكرمل فماذا تقول له ؟
كنت أود ان يقترح علي ما هو التعامل الصحيح فمن طبيعتي انا أحب ان أتعلم وان استفيد من الأخطاء. ويزداد احترامي للذي يبحث عن المصلحة العامة وليس البحث عن السبق الصحفي .
أقول وبكل تواضع ان قضية حرق الكرمل كانت نقطة مفصلية في التعامل مع المؤسسة الإسرائيلية وهذه النقطة كان لابد فيها من وضع النقاط على الحروف فلا يمكن اتهام مجموعة سكانية بما حصل. حسب رأيي الموجود في قفص الاتهام اليوم هي المؤسسة والسلطة وليس اهالي عسفيا وليس المجتمع العربي في اسرائيل او ابناء الطائفه الدرزية بالذات. فهنالك من حاول ان يضع الامور بهذا الطريق وان يسلط الاضواء لكي يظهر ان من  قام بحرق الكرمل هم اهالي عسفيا والداليه لكنني اقول انه في هذه الحالات يجب ان تسأل الاسئله الكثيرة.

موقع العرب: اي اسئله يجب ان تُسأل ؟
اين الاطفائيات التي كانت من المفروض ان تكون في عسفيا والدالية ومن هو الذي ادخل الباص وفي داخله 44 شابا وشابة الى الحريق, هل نحن مسؤولون عن حريق الباص وما حصل – هل نحن فقط نواطير هنا؟ نحن اصحاب مسؤولية لذلك لا نقبل من اقل من ان نكون اصحاب اتخاذ حق القرار خاصة في بلدتنا وخاصه في احراشنا وفي ارضنا واشجارنا, فالارض ارضنا والشجر شجرنا ومن هنا انا اقول ان التعامل كان من هذا الباب وليس تواطئاً مع اي انسان او مؤسسة.

موقع العرب: اين نجح وجيه كيوف واين فشل من وجهة نظرك؟
في المفهوم السياسي في المجتمع العربي في اسرائيل لا توجد نجاحات ولا يوجد فشل, فهنالك من لن يدعمك حتى لو صنعت المعجزات وفتحت لهُ ابواب الجنة وهنالك من سيدعمك لو لم تفعل شيئاً. والسؤال ما هي الحلقه الموضوعيه في هذا المجتمع والتي تنهج منهج التقييم الموضوعي للامور؟ اذا كانت هذه الحلقة ناجحة في قرية عسفيا فنستطيع ان نقول لقد نجح وجيه كيوف , اما اذا كانت الحلقة ضيقة فقد فشلت لكنني على ثقه ان في بلدي التقييم ليس سياسيا انما هنالك مقيمون موضوعيون للعمل. انا من ناحيتي اعتقد انني نجحت بتغيير المفاهيم والسلوك السياسي وبناء ثقافه سلطه جديدة للتعامل مع المواطنين وانا مستمر بذلك.

موقع العرب: كيف تحلم ان ترى عسفيا بعد ثلاث سنوات؟
نحن نعيش في واقع صعب لكنني احلم ان ابني جهازاً ثقافياً وجهازاً للتربية والتعليم وبناء الانسان ووضع الطفل والولد والمرأة والرجل والمسن في مركز الدائرة لاعطائه حقه من ناحية خدماته ومن ناحية المواطنه. للمواطن حق بان يقرع الباب ويستنكر وان يقول رأيه ويناقش ويحاور وان يعمل لمصلحة البلد من الزاوية التي يراها ويشاهدها, وانا كرئيس مع انهاء فترة رئاستي وانهاء بناء الجهاز الخدماتي مثل المراكز الثقافية ومراكز الخدمات الاجتماعية والملاعب والمدارس والمكتبة والتخطيط وهذه الامور تنقصنا, عندها سأكون راض عن عملي وما قمت به وزملائي في ادارة المجلس المحلي.

موقع العرب: دعمك للملعب البلدي وللرياضه هل هو كافٍ ؟
الملعب اليوم افضل مما كان بكثير , فقد اقمت المدرج للجلوس عليه وبنيت الجدران وزرعنا العشب الاخضر واعطينا رعاية تامة لهذا الموقع وجميع هذه الامور لم تكن حين وصلنا للمجلس المحلي.  اقول وبصراحه ان المجلس المحلي اعطي للرياضه حقها والقسط الوافر من الاهميه في العمل, بقي ان تقوم الادارات بعملها من اجل الاولاد والشباب ومن جهتنا سنستمر بالدعم.

موقع العرب: شاهدناك تحضر لمباريات فريق الكبار في المباراه الاخيره, كيف شعرت وعسفيا تحقق النجاحات؟
كنتُ رياضياً, فقد لعبت لسنوات كرة قدم في مكابي وهبوعيل عسفيا وفي فريق كرة الطائره وانا اعشق الرياضه وارتاح لنجاح بلدي في مجالات عديده خاصةً حينما اشاهد الفرق الرياضيه للصغار, فهذا نوع من الثقافه الاجتماعيه من اجل اعطاء كل ولد المساحه المطلوبه لكي يصل للنجاحات. عسفيا صدرت اللاعبين الجيدين امثال مهران لالا , بركات وهب وايمن ابو صالح وعنان فرو وحسيب ابو ركن والعديد من اللاعبين اللامعين والمدرب احمد وهب وذلك لان عسفيا عندها رغبه وفيها خامات لامعة والتي بامكانها ان تصل الى اعلى المراتب اذا وفرنا لها الظروف اللازمه للنجاح.

موقع العرب: هبوعيل عسفيا بالذات في القمه, هل كنت تدعمهُ مادياً من اجل الصعود للدرجه الاولى؟
بالطبع انا اعمل جاهداً لدعم الفريق بكل قواي وبكل الامكانيات المتوفره في المجلس المحلي واضع موضوع هذا الفريق في مركز اهتمامي واليوم عسفيا تلعب في ملعب عسفيا رغم الامطار الوفيرة وذلك لاننا قمنا بتحضير ملعب جيد ورائع.

موقع العرب: هل ميزانية العام الجديد ستبشر بالخير لعسفيا وماذا تقول لمن يعارضها ؟
اولا لا اعتقد ولا اعرف ان كان هناك من يعارضها فالميزانية لعسفيا ولا ارض شخصيا ان تكون فقيرة فيجب ان تكون وافية لمتطلبات المجتمع وتعطيه حقه وانا لا اقبل ان يدخل المجلس في العجز المادي لكنني ومع مدير اللواء قررنا ان يكون هناك عجزا تقوم بتسديده وزارة الداخلية ويصل حتى 6 مليون شاقل. اعلمت وزارة الداخلية في العام الماضي انني سأجبي ضرائب تصل الى 10 مليون شاقل وفعلا حققت ذلك وقمت بجباية 96 بالمئة من هذا المبلغ وهكذا فان عسفيا قد قامت بواجبها وبقي ان تقوم وزارة الداخلية بواجبها اتجاه عسفيا .
تسديد الضرائب هذا هو التغيير الثقافي في البنية الادارية في عسفيا خاصة وان المواطن يريد نجاح المجلس المحلي من خلال الميزنية الجديدة سندعم الثقافة وسننهي بناء مركز الخدمات الاجتماعية والذي سئم المناقصات وحان الوقت لافتتاحه وسنحسن شبكة المياه وسنبدأ ببناء المدرسة الابتدائية وبناء ملعب عصري نموذجي.
انا اعمل بشفافية تامة بيني وبين الاعضاء والموطن واسير بخطى ثابتة لتحقيق النجاح ولارسم لعسفيا طريقا ناصعا نفتخر ونعتز به .

موقع العرب: هل سيرشح وجيه كيوف نفسه لرئاسة عسفيا مرة اخرى في الانتخابات القادمة ؟
بعد عامين حين تأتي لزيارتي في مكتبي هنا مرة اخرى سأقول لك ان كنت سأرشح نفسي ام لا ‍!!

موقع العرب: في الفترة الاخيرة نسمع عن تصدع في العلاقات بين الرؤساء في منتدى رؤساء المجالس الدرزية وهنالك خلافات واضحة قد تؤدي الى انهياره ماذا يحصل؟
اولا المنتدى يجب ان يستمر بالعمل لكن القضية تبقى ما هو البرنامج. فاذا كان هناك برنامج بان نضع على طاولة الكنيست موضوع ميزانيات السلطات المحلية الدرزية ,برنامج قاموا بوضعه مهندسون ومهنيون ورجال علم وفكر ورؤية فلماذا لا يحصل ذلك .
على سبيل المثال قضية الارض المهمة جدا فعندنا تسمى المنصورة وفي بيت جن تدعى الزابود وقضية التربية والتعليم فذات المشاكل تتواجد في جميع القرى وفي كل مكان عن الحلول وبناء برنامج عمل ومنهجية واضحة لعملنا .

موقع العرب: يتم التحضير لمؤتمر لمناقشة وضع القرى الدرزية في اسرائيل فما موقفك من هذا المؤتمر الذي يعمل على تحضيره عضو الكنيست السابق امل نصرالدين ؟
لقد قلت في الجلسة الاولى التحضيرية بان المؤتمر ليس لشريحة من الناس انما لكل الناس ولكل الطائفة الدرزية ولكل التيارات الموجودة في الطائفة الدرزية ,من اليسار والمركز واليمين ومن حقنا ان نتحاور ومن حقنا نتناقش لكن ليس من حقنا ان ندعي قسما ولا ندعي للاجتماع القسم الاخر، وان نخرج بالقرارت قبل بدء المؤتمر.
انا اعارض وضع قرارات من هذا النوع واعارض منهجية تقول انا سأعمل وغيري يبقى في الخارج –المؤتمر يجب ان تكون له جميع الافكار والاطر ومن يعارض هذه الافكار يريد ان تبقى الطائفة الدرزية قابعة في تفكير الأمس وليس في تفكير الغد ومن لا يتحلى بتفكير الغد فانه فاقد للامل ولا يقودنا الى شيء وعلينا ان نقرر هل نحن قيادة الأمس ام قيادة الغد. على قيادات الطائفة الدرزية من أعضاء كنيست وهيئات دينية ورؤساء مجالس محلية ان تعمل ان تكون قيادة الغد واذا كان هناك إجماع على ذلك فانا معهم لمصلحة المجموعة .

موقع العرب: اين دورك في قضية الأرض في الجلمة والمنصورة وما هو موقفك ؟
قضية الجلمة والمنصورة هي قضية السياسة المؤسساتية للأراضي والدولة وليس نحن –علينا ان نتوحد حول رأي واحد يضم جميع الهيئات فلو كانت هناك قيادة جماعية تضم جميع أبناء الطائفة الدرزية من جميع القرى لكانت نظرة المؤسسة لنا قد تتغير فنحن نعاني من ذات المشاكل لماذا لا نعالجها معا ؟ الرد الوحيد الذي يجب ان نقوم به مستقبلا هو التفكير والتنسيق الجماعي لجميع القيادات في الطائفة الدرزية وطرح الموضوع بالصورة الصحيحة وعلى الطاولة الصحيحة .