الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 03:01

الإفراط في تلبية حاجات الأبناء بين المعتاد والخطر

أماني حصادية -
نُشر: 16/02/11 12:39,  حُتلن: 13:14

الطفل بحاجة إلى معاملة حسنة وتوجيه سليم حتى في إحتياجاته

الطفل يتأثر بالمحيط الأسري الذي يعيش فيه، وهذا ما يفرض عليك إعتماد أسلوب فاضل يصل إلى مستواه العقلي والفكري وتطلعاته

إنّ شمولية التربية الأخلاقية وتضمنها المكتسبات والسلوكيات الحسنة تفرض بالأُم أخذ كافة جوانبها على محمل الجد والإهتمام، ففي ذلك حل لمشاكل الطفل منذ بداية تهيأته تربوياً ونفسياً لمواجهة الحياة، التي قد تتحوّل في ظل إي خلل تربوي، إلى حياة شق منها متعب وشقها الآخر متوازناً، ومهما رجحت كف الجانب المتوازن إلا أنّ الخلل التربوي سوف يسيطر، ما يحول الطفل إلى ذو شخصية غير متوازنة. وهذا موهون بالأسلوب المتبع من مبدأ خير الأمور أوسطها سواء من ناحية تدليله وتأمين إحتياجاته، وتهيئته لنيل إستقلاليته، حتى يظل مستقراً نفسياً وإجتماعياً، دون تجاوز الحدود والإنخراط في هوات الشذوذ والفلاتان والتسيب والضياع، وضعف الشخصية.


صورة توضيحية

عزيزتي الأُم، لا شك بأنّ الطفل بحاجة إلى معاملة حسنة وتوجيه سليم حتى في إحتياجاته. لأنّ التربية الأخلاقية والتوجيه السليم يزرع بداخله السلوك الحسن، مما يدفعه إلى التصرف من هذا المنطلق.
وتبقى تربية الطفل ضمن قواعد صارمة في تأمين بعض إحتياجاته التي يمكن أن تعجزين عن تحقيقها له، هي الهدف بالأساس لتعويده على الإكتفاء بما توفر ولو كان قليلاً. فإن أحسنت قواعد التربية فذلك سيعرّف طفلك إمكاناتك المادية ويزرع القناعة في ذاته، وإن أخطأت ستعجزين أمام اصراره وعناده، مما سيشعل شرارة الصراع بينك وبينه، ويدفعك إلى الخضوع لإرادته.
"يمكنك أن تقرأي قصة ذات مغزى عميق يميز فيها بين العمل الصالح والفاسد. ولا يغيب عن بالك إمتداحه والثناء عليه وتشجيعه لإصطحابك في نزهة تكون كمكافأة على سلوكه الجيِّد".

البخل والإقتصاد
لذلك من الضروري أن لا تفرطي في تلبية حاجات طفلك، منعاً لتنفيذ ما يريد، فهذا ما يفرض عليك أن تكوني إقتصادية قدر المستطاع حيال تلبية حاجاته، والقصد من هذا أن لا تكوني بخيلة، فهناك فرقاً من الإقتصاد والبخل، فالبخل هو حرمان الطفل من مستلزمات تحق له كما تحق لأي طفل لآخر، أمّا الإقتصاد فالقصد منه الإعتدال في طلب إحتياجاته عبر تأمين شيء والإمتناع عن تأمين شيء آخر.
فالطفل يتأثر بالمحيط الأسري الذي يعيش فيه، وهذا ما يفرض عليك إعتماد أسلوب فاضل يصل إلى مستواه العقلي والفكري وتطلعاته، كي يضع نفسه على طريق التحلّي بالصبر والأخلاق العالية والقناعة بما لديه، وعدم الإلتفات إلى ما يملك الآخرين.

ترويض الطفل
إنّ العاطفة تلعب دوراً أساسياً في ترويض الطفل على القناعة، وهذا يعتمد على إظهار ما تقدمين له من ذاتك ومن إهتمامك بإعطائه الوقت الكافي للمناقشة وليس فقط بإصدار الأوامر والنواهي والأحكام المتشددة. فالعاطفة تشعر الطفل بالإهتمام لمشاعره ومراعاة مشكلاته، فإذا ما اتبعت هذا الأسلوب سيصبح طفلك مستعداً لمنح العاطفة لمن حوله من خلال عاطفتك المأخوذة بعين الإعتبار. وهذا ما يجعله يعي تقبل الأمور دون إصرار وعناد والرضا بالقليل.
"إنّ الخوف يمنع الطفل عن الإعتراف بالخطأ ويدفعه إلى إخفاء الحقيقة في كل مرّة".


 

مقالات متعلقة