المخرج محمد بكري اعترف بأنه حصل على تمويل للفيلم من قبل السلطة الفلسطينية

تأجيل جلسة محكمة المخرج محمد بكري 30 يوما حتى مطلع شهر ابريل - نيسان المقبل

يسرائيل كاسبي هاجم بكري خلال جلسة المحكمة قائلا: "أنت تصورنا كالنازيين وتتعاون مع العدو"

جنود الاحتياط قدموا دعوى قذف وتشهير ضد المخرج محمد بكري وطالبوه بتعويض مالي بقيمة 2.5 مليون شيكل بادعاء تصويرهم من خلال فيلمه "جنين جنين" كمجرمي حرب

النائب محمد بركة

من  الواضح أن ما يجري هنا ليس مجرد محاكمة قذف وتشهير يخوضها خمسة من الجنود الذين شاركوا في العدوان الاجرامي على جنين ومخيم اللاجئين فيها

  لاحظنا منذ بداية هذه المحاكمة قبل عدة سنوات، وحتى اليوم، أننا أمام مشهد ملاحقة سياسية وانتقامية، في محاولة ترهيبية لاسكات الضمير والتعتيم على الحقيقة

هذه المحاكمة ومن يقف من ورائها، تهدف أيضا كل محاولة مستقبلية لتوثيق جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي

النائب أحمد الطيبي:

من يجب أن يعتذر هو إسرائيل على الاحتلال والجرائم المتتالية لأن بكري وباختصار هو ضحية إرهاب فكري

لم  أتردد في القول أن من يلاحق فيلما سيبدأ مستقبلا في حرق الكتب ولدينا ثقة عالية بالنفس كما لمحمد بكري

تهجم صباح اليوم في المحكمة العليا في القدس عدد من جنود الاحتياط الاسرائيليين على المخرج السينمائي محمد بكري قبل بدء جلسة المحكمة للنظر في الاستئناف الذي قدم من قبلهم ضد فيلم "جنين جنين" الذي أخرجه بكري في عام 2002. وعلم مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب أن جندي الاحتياط المدعو يسرائيل كاسبي هاجم بكري خلال جلسة المحكمة قائلا: "أنت تصورنا كالنازيين وتتعاون مع العدو". وكان محمد بكري قد اعترف بحصوله على تمويل من قبل السلطة الفلسطينية لإخراج فيلمه الشهير.
 

محمد بكري

دعوى قذف وتشهير
يذكر أن جنود الاحتياط الخمسة قدموا دعوى قذف وتشهير ضد المخرج محمد بكري وطالبوه بتعويض مالي بقيمة 2.5 مليون شيكل بادعاء تصويرهم من خلال فيلمه "جنين جنين" كمجرمي حرب، مع العلم ان أسماء الخمسة وصورهم لم تظهر في الفيلم اطلاقا.
وقال المخرج محمد بكري إنه يشعر بانه مطارد من قبل جهاز الأمن العام - الشاباك ورئيس الحكومة، مؤكدا بأنه ليس نادما على اخراج فيلمه وأن من عليه ان يندم هو الجيش الاسرائيلي لما ارتكبه في جنين. هذا، ورافق بكري الى قاعة المحكمة عضو الكنيست النائب محمد بركة والنائب د. أحمد الطيبي.
هذا وعلم مراسلنا انه تم تأجيل جلسة محكمة المخرج محمد بكري 30 يوما حتى مطلع شهر ابريل - نيسان المقبل.

الطيبي: لا غرفة التحقيق باقية ولا زرد السلاسل
وقال النائب الطيبي في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب من داخل المحكمة هذا الصباح: "نحن هنا لنقف الى جانب محمد بكري في هذه الملاحقة الفكرية التي تريد أن تجعل من الضحية مجرما وأن تجعل ممن يريد أن يكرس فنه وإبداعه ليذكر العالم بما حصل في جنين. لذلك المطارد هنا هو محمد بكري وفيلم "جنين جنين" والمشكلة ليست الفيلم وما جاء فيه بل جرائم الاحتلال في جنين، وأنا كنت شاهدا بأم عيني على الجثث المحروقة ورائحة الموت في جنين ولذلك يجب أن تصل هذه الرواية الى العالم أجمع".

المعركة بين روايتين
وقال الطيبي: "المعركة بين روايتين. الشعب الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي، وفي هذا الجو القاتم الموجود في إسرائيل حتى صرخة الضحية تصبح تهمة بحيث يلاحق الصارخ قضائيا. وعليه نحن هنا لنسمع صوتنا مع الفنان محمد بكري لأنه كان صوتنا جميعا". وختم النائب د. أحمد الطيبي حديثه للعرب قائلا: "لم أتردد في القول إن من يلاحق فيلما سيبدأ مستقبلا في حرق الكتب. لدينا ثقة عالية بالنفس كما لمحمد بكري الذي رفض بشدة فكرة الإعتذار التي يطالب بها الملتمسون أو محو مقاطع من الفيلم. من يجب أن يعتذر هو إسرائيل على الاحتلال والجرائم المتتالية لأن بكري وباختصار هو ضحية إرهاب فكري".

المحاكمة محاولة لاسكات الضمير والتعتيم على الحقيقة
وقال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وبعد اختتام جلسة اليوم، من الواضح أن ما يجري هنا ليس مجرد محاكمة قذف وتشهير يخوضها خمسة من الجنود الذين شاركوا في العدوان الاجرامي على جنين ومخيم اللاجئين فيها، فقد لاحظنا منذ بداية هذه المحاكمة قبل عدة سنوات، وحتى اليوم، أننا أمام مشهد ملاحقة سياسية وانتقامية، في محاولة ترهيبية لاسكات الضمير والتعتيم على الحقيقة.
وتابع بركة قائلا، إن هذه المحاكمة ومن يقف من ورائها، تهدف أيضا كل محاولة مستقبلية لتوثيق جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما نربطه بشكل وثيق مع المبادرة العنصرية في الكنيست لتشكيل لجنة تحقيق في مصاجر تمويل جمعيات ومراكز حقوق الانسان، المتخصصة بحقوق الانسان الفلسطيني وتتابع جرائم الاحتلال على مختلف مستوياتها، فهذه أيضا محاولة لاسكات هذه الجمعيات.