الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 09:02

د. شريف أبو هاني يكتب: وما زال شعب ليبيا صامدا في ثورته

كل العرب
نُشر: 08/03/11 07:56,  حُتلن: 14:32

د.شريف أبو هاني:

قلوبنا تتفطّر ألماً ونحن نرى على شاشات التلفزة دماء أهلنا في ليبيا, وهم يواجهون ظلم وعربدة القذّافي المجرم بصدورهم العارية

الشعوب العربية اليوم وبعد هذه السنين من ظلم حكّامها, وهي تصرخ في وجوههم وتطالبهم بالرحيل, لا بدّ أن تدفع ضريبة غالية من دم أبنائها الغالي

الشعارات في واد وممارسات الكثير ممن يرفعونها في واد, ولعل كاتب هذه السطور يحمل في قلبه هموما كثيرة من ظلم وتعدّي البعض ممن يرفع هذه الشعارات!!

تمرّ الأيام والأسابيع, وما يزال شعب ليبيا العظيم برجاله ونسائه وشبابه وأطفاله صامدا, يقدّم الغالي والنفيس من أجل حريّته وكرامته, يتفوّق هذا الشعب البطل على غيره من الشعوب المتحرّرة, بكثرة الدماء التي سالت وما تزال, حيث يتم قمع الاعتصامات الشعبيّة بالطائرات والصواريخ والمدافع والدبابات!!.
قلوبنا تتفطّر ألماً ونحن نرى على شاشات التلفزة دماء أهلنا في ليبيا, وهم يواجهون ظلم وعربدة القذّافي المجرم بصدورهم العارية, ومع ذلك لا نقول إلا الحقّ, فلعلّ هذا هو الثمن الملائم للحريّة والكرامة, فالشعوب العربية اليوم وبعد هذه السنين من ظلم حكّامها, وهي تصرخ في وجوههم وتطالبهم بالرحيل, لا بدّ أن تدفع ضريبة غالية من دم أبنائها الغالي, حتى إذا تحرّرت, تمسكّت وتشبّثت بكل قوّة بحريّتها, فلا ترضى أبدا لأيّ كان مهما كان ومهما تسمّى بأي اسم أن يتحكّم بها ويظلمها, لا باسم القوميّة ولا الثورية ولا الوطنية ولا حتى الإسلام!!!.

تداول السلطة هو الحلّ
السبب الأهمّ لظلم حكّام العرب اليوم وتجبّرهم وتسلّطهم كلّ هذه الأعوام, هو السلطة المطلقة الدائمة, التي من خلالها يضمنون أن لا منافس لهم, لذا ينظرون إلى شعوبهم وكأنّهم قطيع, يجب أن يركعوا ويسجدوا آناء الليل وأطراف النهار للحاكم ولابن الحاكم ووليّ عهده ولجميع آله وأصحابه!!!.
لذا وباسم السلطة الدائمة, قمعوا طوال سنين حكمهم كلّ محاولة للتلويح بكلمة ( لا ) في وجوههم, وأقصى ما يمكن أن يسمح به هؤلاء الظلمة, هو انتخابات برلمانية يشوبها التزوير والتلاعب والغش والخداع, لتكون النتيجة أغلبية ساحقة لحزب الرئيس!! ومن ثمّ فالبرلمان والحكومة المنبثقة عنه, فهي تحت إشراف الرئيس والملك وزبانيتهم, فمن الممكن حلّ الحكومة في كل صباح وتشكيل حكومة جديدة في كل مساء!!!.

تونس ثمّ مصر
اليوم وبعد أن بدأت الشعوب العربيّة تتحرّر, تونس ثمّ مصر, وها هي ليبيا واليمن والبحرين على الأبواب, يليها كل دولنا وشعوبنا العربية والإسلاميّة إن شاء الله تعالى, هذه الشعوب المتحرّرة يجب أن تصرّ بكل قوة على فكرة تداول السلطة, يجب أن تقولها بلا تردّد: لا للسلطة الدائمة!! لا للحكم المستمر!! نعم للانتخابات الحرّة النزيهة, فليحكمنا من نختاره, فإذا قصّر في أيّ جانب استبدلناه في انتخابات قادمة!!.
أنا اليوم أقولها بكل صراحة وبلا تردّد ولا تلعثم: تداول السلطة هو الحلّ, الانتخابات الحرّة النزيهة هي الحل, النظام الشوري ( الديمو قراطي ) هو الحل, ممنوع أن ترضى الشعوب العربيّة أن يحكمها بعد اليوم أحد لا باسم القومية ولا باسم الإسلام ولا الوطنية ولا الثورية إلا بضمان تداول السلطة, فالتجربة علّمتنا أن الحاكم والمسؤول يمكن أن يظلم ويتجبر – حتى لو كان مسلما ووطنيا وشريفا - إلا إذا عرف أن الظلم يمكن أن يزيل حكمه ويأتي بآخرين.

الله يسامحك !!!
صحيح أن التسامح جميل, وأن الحياة أحلى مع التسامح, وأن التسامح جمال وسعادة, وغيرها من العبارات, فما أجملها من شعارات, وما أعظم أن تترسّخ هذه مجتمعنا العربيّ, خاصة في النقب, لتصبح جزءا من الواقع المعاش, نستبدل من خلالها العنف الذي أصبح للأسف سائدا في كثير من جوانب حياتنا وتشكيلاتنا العائلية والحزبية والاجتماعية والسياسية!!!.
إلا أنه – وللأسف الشديد – فإننا نشهد أن الشعارات في واد وممارسات الكثير ممن يرفعونها في واد, ولعل كاتب هذه السطور يحمل في قلبه هموما كثيرة من ظلم وتعدّي البعض ممن يرفع هذه الشعارات!!.
لذا أحببت هنا أن أقولها بكل صراحة وبصوت عال: ( التسامح ) ليس مجرّد شعار يتم تعليقه, ( التسامح ) ليس قماشة نعلّقها ونلتقط الصور بجانبها ونحن نتصنّع الابتسامة, ( التسامح ) ليس فقط مشروعا نكتب عنه, ( التسامح ) ليس مقالا ولا خبرا ولا حفلا ولا مهرجانا ولا فعّاليّة, ( التسامح ) هو ممارسة فعليّة, وتطبيق جدّي في الواقع, يجب أن يبدأ به أولا من يردّده!! فأنا اليوم لا أستطيع أن أنافق لأيّ كان, بل أقولها بكل جرأة في وجه من يتبنّى مثل هذه الشعارات البرّاقة, خاصّة في النقب: ( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون, كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )!!!؟؟

مقالات متعلقة