الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 18:02

ليبيا ... هل ستكون عراق ساركوزي ؟؟ - بقلم:علي أبو الهيجاء

كل العرب
نُشر: 20/03/11 13:29

أبرز ما جاء في المقال:

- لماذا لم تتدخل الدول الاوروبية في ثورة الشعبين التونسي والمصري؟؟ ولماذا لم تكن لها بصمة للتأثير على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة نهاية عام 2009 ؟

- ان التاريخ الذي اعلن فيه مجلس الامن فرض الخظر الجوي على ليبيا صادف الذكرى الثامنة لغزو العراق

- قرار مجلس الامن جاء بناء على طلب بعض الانظمة العربية والاجنبية التي تناغم سياسيتها، السياسات الاستعمارية

- علمنا التاريخ ان الاستعمار لا يكون من اجل تحرير الشعوب

- مشهد العراق الدامي يعود ويتكرر في ليبيا مع تغييرات طفيفة، ما هي الا لتجميل صورة ذلك السيناريو القذر للدول الأجنبية، التي تسعى وراء مصالحها وأهدافها ليس الا

- بعد ان حققت بريطانيا وامريكا مصالحها البترولية في عراق الخليج، جاء دور فرنسا لتوقع ضالتها الليبية في المصيدة لتضمن مستقبلها البترولي

"ثورة شعبية سلمية.. طائرات فرنسية من صنع ايطالي... تدخل عسكري اسباني بدعم أمريكي... وتكتيك بريطاني !!! ضل ناقص قيادة اسرائيلية .. لا يا عمي خلينا على القذافي أحسن !!! بطلت ثورة صارت احتلال واستعمار !! شو هالحكي" ... هذا ما كتبته على الحائط في صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي العالمي الفيس بوك، عندما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن احتمال تدخل فرنسا بالوضع الراهن في ليبيا، والقيام بعمليات عسكرية فيها لنزع القذافي من منصبه.

اليوم... بدأت تلك الضربات العسكرية، التي هددت وتوعدت فيها تلك الدول التي لطالما كانت مستفيدة من وجود القذافي في الحكم، وقد اثار ذلك اسئلة كثيرة في نفسي، كان منها لماذا لم تتدخل تلك الدول لإزاحة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، عندما قتل مئات المواطنين الأبرياء، من الأبطال الذين ضحوا بحياتهم فداء للوطن، وتحريره؟؟؟ ولماذا لم تتدخل تلك القوات في تونس ايضاً؟؟ اليس ما حدث في غزة نهاية عام 2009 من عدوان اجرامي اسرائيلي قتل فيه الآلاف وجرح عشرات الآلاف، كان يستحق هذا التدخل لحماية شعب يطالب بأدنى حقوقه، وهو العيش بكرامة داخل دولة يحكمها ابن جلدته.. وهل ستكون ليبيا.. عراق ساركوزي ام عراق اوباما أمريكا رقم 2 ؟؟

لنعود في التاريخ قليلاً.. يوم 18 اذار /مارس من عام 2003، اي قبل مرور ثمانية أعوام تماماً، بدأ غزو العراق من قبل قوات التحالف الأمريكية البريطانية، بدعم عربي واضح للعيان، وفي نفس اليوم اي 18 اذار/مارس 2011، أصدر مجلس الأمن قراره لفرض الحظر الجوي على ليبيا، بناء على طلب بعض الانظمة العربية والاجنبية التي تناغم سياسيتها، السياسات الاستعمارية، وقد علمنا التاريخ ان الاستعمار لا يكون من اجل تحرير الشعوب، انما لغايات وليس غاية واحدة في نفس يعقوب، وها هو مشهد العراق الدامي يعود ويتكرر في ليبيا مع تغييرات طفيفة، ما هي الا لتجميل صورة ذلك السيناريو القذر للدول الأجنبية، التي تسعى وراء مصالحها وأهدافها ليس الا.


علي ابو الهيجاء

ان الأحداث التي تعصف في ليبيا، ليست كتلك التي شهدتها الجمهورية العربية المصرية الأبية، ولا عند اشقاءنا في تونس، فهناك عكسنا للعالم بأسره، الصورة الواقعية للثورات العربية الشعبية الاصيلة، من حيث التخطيط الأولي، من ثم الخروج الى الشارع، والاصرار على المواقف، وعدم الرضوخ للتنازلات، والحفاظ على المطلب، وصولاً الى العجز الكبير للاجهزة الامنية في وقف طوفان الشعب، حتى اندماج كبار مسؤولي تلك الدول مع الثورة الشريفة، الا ان الصورة اتضحت في ليبيا، فلم تكن هنالك ثورة شعبية، انما تخطيط ارعن لنفس الدول صاحبة نفس الذرائع، التي وضعت نصب اعينها استعمار دولة عربية مسلمة، والاستيلاء على مواردها الطبيعية.

وما زاد قلمي ألماً، هو اعلان الامير القطري حمد بن جاسم، امكانية تدخل قطر في العمليات العسكرية في ليبيا، وهنا أوجه سؤالي لك يا سيدي القطري، الا يعتبر هذا ثمة تغيير جذري بمواقف دولتكم؟؟، دولتكم التي لاقت التحية والاجلال والاكرام من كل شخص يسير في عروقه الدم العربي الأصيل، لما قدمتموه للشعوب العربية على مدى سنين طوال، وللشعوب العربية الثائرة منذ اشهر، لا سيما من خلال تغطية قناة الجزيرة التي لعبت الدور الاساسي في نجاح الثورات، ولا يخفى على أحد السيطرة التامة لحكومتكم عليها.

ان الدول الاجنبية، وخاصة فرنسا التي اعتبرت المبادرة للعمليات العسكرية في ليبيا، حفظت درسها جيداً، فقد حاولت تحسين بنود غزو العراق، وتنفيذه اليوم، ويظهر ذلك من خلال استدراجها للجامعة العربية للحصول على موافقة او دعوة للتدخل، لمنع اتهامها بالتدخل المباشر، ولتحميل الدول العربية المسؤولية، لتبدو بريئة وبسيطة من اي نتائج يترتب عليها هذا التدخل الذي لا بد وان سيتطور الى مرحلة العدوان ومن ثم الغزو ليسطره التاريخ عاجلاً أم آجلاً...

واخيراً ، ان الاهداف والمصالح الفرنسية والاجنبية الاوروبية تصدرت التخطيط لهذا التدخل، فبعد ان تمكنت كل من بريطانيا، والولايات المتحدة في عهد اليمين الجمهوري، من ضمان وتحقيق مصالحها البترولية النفطية في العراق، الى جانب رد اعتبارها من العالم الاسلامي بعد احداث 11 سبتمبر، جاءت فرنسا لتوقع ضالتها في المصيدة مؤمنة بذلك بترولها المستقبلي. ومن هنا أؤكد وأنوه انني لست من مؤيدي القذافي ونظامه الظالم، ولا اساند أي نظام قمعي، ولكن لا يمكنني ان اعتبر انها ثورة لتحرير شعب، بل هي حرب من اجل البترول... 

مقالات متعلقة