المحامي الملاكم ايهاب جلجولي من الطيرة لا يعرف المستحيل:

لو لم اكن محاميا لكنت اليوم بطلا في الملاكمة

يضايقني كثيرا عدم احترام الصغار لمن يكبرهم سناً، وحل المشاكل بالادوات القتالية  والحل الانسب لاصحاب السوابق الجنائية هو القضاء

عرف بمهارته وتميزه في عمله حتى بنى لنفسه اسما لامعا وحقق نجاحات واسعة ومميزة في مشوار عمله القضائي، وكسب ثقة الجمهور العالية التي دعمت خطواته وشجعته على المثابرة والتطور حتى بات معروفا على الصعيد القطري بصفاته التي تكمن في جرأته وذكائه واخلاصه ومهنيته العالية في العمل، انه المحامي ايهاب جلجولي ابن مدينة الطيرة المختص في القضايا الجنائية.

ولم يقتصر مشوار المحامي جلجولي العملي في مجال المحاماة فقط، بل وجد لديه وقتا ثمينا ليكون رياضيا وملاكما موهوبا، حيث يمارس هذه الرياضة بشكل متواصل دون انقطاع، حتى اصبحت بالنسبة له رفيقة دربه .
مراسلة موقع العرب وصحيفة كل العرب التقت المحامي جلجولي الذي تحدث عن ابرز القضايا التي يعاني منها المجتمع العربي في ظل الظروف السائدة وكان لنا معه هذا اللقاء .

هل لك ان تعرفنا بنفسك ؟
اعمل في قطاع المحاماة، وخاصة في المجال الجنائي منه، منذ 17 عاما ابلغ من العمر 42 عاما، متزوج واب لثلاثة ابناء .

ما هي ابرز القضايا التي تعالجها من خلال عملك كمحامي ؟
اكثر القضايا التي اواكبها من خلال عملي هي الاسلحة المنتشرة داخل وسطنا العربي، وقضايا القتل والسطو المسلح وكل ما يتعلق بالعنف وعمليا العمل في هذا الاتجاه ليس سهلا، وهو يحتاج الى خطوات مهنية مبنية على اسس وقواعد متينة .

هل يمكن ان تحدثنا عن قضية معقدة واجهتها، ونجحت في نهاية المطاف من اخراج المشتبهين او المتهمين من قفص الاتهام ؟
عمل المحامي ليس سحريا لاخراج المتهمين من قفص الاتهام، ومن ناحية اخرى نجحت في كثير من القضايا واخليت ساحات متهمين من جنائيات معقدة. ويجب الاشارة الى ان نجاح المحامي يكون نسبيا في بعض الحالات، واعني بذلك ان المتهم يحكم عليه في السجن لكن لمدة اقل من المتعارف عليها حسب الاحكام والقوانين .

سبق وان تعرض بعض ممن يعملون في مجال المحاماة لتهديدات كثيرة بسبب فوزهم في القضايا او خسارتهم ، هل تشعر انك مهدد ؟
ان اردت التفكير في التهديدات المستقبلية، فمن الافضل ان ابقى في البيت بدون عمل، ولم اشعر انني مهدد، ومن جهة اخرى انا اعترف ان عملنا فيه خطورة معينة، وعلى سبيل المثال احيانا يتم اصدار احكام ايجابية بالنسبة للمتهم، بينما بنظر المتهم تكون فاشلة، الامر الذي يخلق نقاشات فيها نوع من العنف الكلامي، وبما انني قديم في عملي فانا اعرف جيدا كيف اتعامل مع مثل هذه المواقف.

يعاني مجتمعنا العربي كثيراً من الظواهر السلبية الاخذة بالتفاقم ، ما هي القضية التي تشغل بالك على الصعيد الشخصي ؟
تشغلني قضيتين الاولى هو العنف داخل العائلة ، اذ نرى ان هنالك نسبة كبيرة من الازواج المعتقلين داخل السجون ، نظرا للشكاوى التي تقدم ضدهم للشرطة من قبل زوجاتهم، وسبب ذلك يعود الى انحلال اجتماعي معين الذي يكمن في الزواج السريع، فوارق الثقافة بين الازواج .
اما القضية الثانية فهي خلق المشاكل واستخدام العنف على اتفه القضايا ، اذ نرى ان العادات والتقاليد العربية الاصيلة التي تربينا عليها بدات تختفي عن الوجود ، واصبح العنف يحل مكانها بواسطة انتشار الاسلحة والادوات القتالية الاخرى التي يتم استخدامها للاعتداء على الاخرين ، مع العلم انه يمكن معالجة الخلافات بين الناس بطرق حضارية دون خسائر في الارواح والممتلكات ، وللاسف الشديد هنالك منافسة على حمل الاسلحة التي اصبحنا نراها مع طلاب المدارس حتى .

هل ترى انه من الضروري ان يتم التعمل مع قضايا العنف والاعمال الجنائية من خلال القضاء ؟
اعتقد ان القضاء هو الحل الامثل لمعاقبة الاشخاص الذين يقفون وراء الاعمال الجنائية حتى يتم تلقينهم درسا لن ينسوه ،ومن ناحية اخرى يجب ان يركز الاهل على مراقبة ابنائهم وارشادهم الى الطرق السليمة كي لا يقعوا في دوامة العنف التي تحول حياة الانسان الى جحيم .

ما هي اكثر الامور التي تضايقك ؟
يضايقني جدا عدم احترام الصغار للكبار، والممنوع اصبح مسموحا، عدم وجود العيب، ومن هنا احمل الاهالي المسؤولية الكاملة على اخطاء ابنائهم .

نرى ان كثيرا من المحامين يفشلون في اداء رسالتهم لماذا ؟
من اجل ان يحقق المحامي نجاحا مثمرا يجب ان يكون صاحب مسؤولية ، وخبرة في العمل ، واذا لم تتوفر احدى هذه الصفات فالفشل يكون كبيراً جدا ، ولهذا السبب نرى ان محامين ينهون دراستهم الاكاديمية ويباشرون العمل في قضايا معقدة في الوقت الذي لا تتوفر لديهم الخبرة ، وعمليا هذا الاسلوب ينادي على الفشل من قريب وبعيد .

هل من المفضل ان يكون المحامي مختص للعمل في قضايا معينة ؟
ممنوع ان يعمل المحامي دون ان يكون صاحب اختصاص ، ومن يدعي انه يعالج كل القضايا فيكون محاميا عاديا وليس مهنيا .

ما هو اصعب موقف واجهته في حياتك ؟
كل يوم لا احقق النجاح الكافي ، اشعر بالفشل والاستياء .

موقف لا يمكن لك ان تنساه ؟
هذا السؤال محير جدا ، لكن في يوم من الايام نجحت باطلاق سراح شاب دخل السجن لانه دافع عن والدته، وكان خروجه من السجن متعلق بكفالة مالية، وذكرت لي والدة الشاب في حينها انه لا يتوفر معها المال كي تدفع لي مقابل عملي، وعلى الفور دفعتها انا بسبب مراعاتي لوضعها ، وفي تلك الاثناء الابتسامة على وجهها بينت لي مدى صدقها وفرحتها الكبيرة لقرار المحكمة، وهذا المواقف بالنسبة لي كان مميزا.

نرى ان هنالك الكثير من القضايا الجنائية التي ما زالت عالقة وبدون مشتبهين كيف تفسر ذلك ؟
الشرطة تعرف من القاتل والسارق لكن لا تتوفر بايديهم دلائل قاطعة ، الامر الذي يجبرهم اطلاق سراح المشتبهين واغلاق الملفات .

هل تنشغل بامور اخرى غير المحاماة ؟
انا شاب رياضي ، وامارس رياضة الملاكمة منذ سنوات طويلة ولا يمكنني ان استغني عنها .

هل خضت مباريات في الملاكمة ؟
بكل تاكيد ، لكن النتيجة لا تهمني بل ان ممارستي لهذه الرياضة هي الاهم بالنسبة لي .

ما هي المهنة البديلة التي كنت ستختارها لو لم تنخرط في سلك المحاماة ؟
لو لم اكن محاميا لاخترت ان اكون بطلا في الملاكمة .

ما هو المكان المفضل الذي تحب ان تجلس فيه ؟
في البيت مع افراد العائلة .

لمن تفشي اسرارك ؟
افشي اسراري لايهاب جلجولي .

كيف تشعر عندما تقف امام قاضي في المحكمة ؟
انا لا اشعر ، ففي الوقت الذي يشعر فيه المحامي عندما يقف امام القاضي داخل القاعة بانه جسم غريب فهو يفشل .