الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 04:01

زياد دياب يكتب: ثقافة الرسالة وثقافة المهنة

كل العرب
نُشر: 06/06/11 10:57,  حُتلن: 14:30

زياد دياب في مقالة:

لحسن الحظ أو لسوئه نحن في عصر العولمة وهي ظـاهرة طبيعية اليوم نتيجة التطور والقفزه النوعية التي حققها العالم في التواصل وتبادل المعلومات والمنظومات الإقتصادية والمسالك السياسية والتقافة

لا أحد يقدّم مشروعاً يخدم الوطن ويلمّ شمل الأطراف المتصارعة لا أحد يصنع جسراً يجعل من مجتمعه يتقدم خطوة إلى الأمام كلّ يتكلم ولا أحد يسمع كل الحوارات الفكرية حوارات أنداد غايتها إثبات وجهة النظر بأي شكل وبأي أسلوب الكلّ يزاحم الآخر بموقعه

لحسن الحظ أو لسوئه، نحن في عصر العولمة، و هي ظـاهرة طبيعية اليوم، نتيجة التطور والقفزه النوعية التي حققها العالم في التواصل وتبادل المعلومات والمنظومات الإقتصادية والمسالك السياسية والتقافة، وما كان حبيس الأدراج صار علناً على وسائل إعلام وانترنت، تضجّ بأفكار وأحلام، وصار من البديهي، أن نشاهد سيل المسجات والتعليقات في كل زاوية وفي كل ركن تكنولوجي، وكأنَّ مارد الكلام خرج من قمقم الكبت.

السجلات السياسية لا تنتهي
كل فرد فينا يتكلم و في كل المجالات، السجلات السياسية لا تنتهي، سجالات داستها جميع الأمم السابقة بينما عصرنا يتكلل بها، من يجعل الشهيد قتيل والعدو الغاصب جار وصديق، والمقاومـة مجموعـة مسلحـة، والأرض شريط حدودي و كمرات مراقبـة وعدّة حراس، كل هذه الأمور لا تسمح لنا كرامتنا أبدا ً أمام أي متشدق ان نعبرها بنضوج ووعي بينما هي كأفكار وثقافـة أكثر من ميت وأقل من جثة.

شمل الأطراف المتصارعة
لا أحد يقدّم مشروعاً يخدم الوطن، ويلمّ شمل الأطراف المتصارعة، لا أحد يصنع جسراً يجعل من مجتمعه يتقدم خطوة إلى الأمام، كلّ يتكلم ولا أحد يسمع، كل الحوارات الفكرية، حوارات أنداد، غايتها إثبات وجهة النظر بأي شكل وبأي أسلوب، الكلّ يزاحم الآخر بموقعه، ولا يرى أبعد من قدميه, والخطورة في عصر التكنولوجيا ومفهوم الديمقراطية التي نردده دون وعي هو أن بإمكان أيّ شخص أن يطرح فكره مهما كان، ولأنّ الجميع يتكلم فمن البديهي أن تثار أفكار ملفتة ويُفضَل أن تكون صادمة، كي تجذب الأضواء إليها.  لا أحد يقدّم مشروعاً يخدم الوطن، ويلمّ شمل الأطراف المتصارعة، و لا أحد يصنع جسراً يجعل من مجتمعه يتقدم خطوة إلى الأمام, كلُ يتحدث عن حبه للوطن ... ولا أحد يقدّم للوطن شيئاً، كلّ يقدس الديمقراطية ، ولا أحد بإمكانه أن يقتنع برأي الآخر، ما يحدث حلبة صراع لمراهقين سياسين، ومفكرين، همهم إبراز عضلاتهم الثقافية.

ضآلة الفكر
بعض المثقفين يلومون المراهقين على ما يعبرون عنه من تفاهات تتصدر كل الشاشات وترينا ضآلة الفكر الذي يحمله رجال ونساء المستقبل، وأنا أقول لهم، ماذا تقدمون لهم..؟، وهم بأمس الحاجة إلى رمز يقتدون به ويوجه خطاهم، ماذا فعل المسؤولون عن فضائيات تنشر السمّ في الدسم..؟، ماذنب هذا الجيل، إذا كان مثل المغنية هي من تتعرى أكثر وتتأوه أكثر، من المسؤول عما يجري، وهل أحد ينتبه إلى خطورة ما يبُثُ من ثقافة تغريب عن مجتمع يزداد التطرف فيه بشكل متعمد, فحين تنتهك أعراف وقيم المجتمع بشكل يومي دون حسيب أو رقيب، حينها سيفرز قسماً يرتدّ بشكل انفعالي، ويلوذ بفكر انعزالي، والنتيجة حالة صراع قادمة بين تيارات متشددة يميناً ويساراً.

العنف بكافة أشكاله
بنظرة متأملة، نتيقن أن مجتمعاتنا ينتظرها العنف بكافة أشكاله، والانقسام الحاد صار واقعاً لا مجرد استنتاج أو تنبوء، فمن ينقذنا من مراهقة الإعلام والفكر والسياسة، ومتى سنبلغ سن الرشد ؟، ونكفّ أن نكون قاصرين، نحتاج إلى أولياء أمور، من الخارج.  اننا بحاجة ماسّة إلى مذهب فكري يتبناه العالم العربي كأي مذهب فكري ظهر في أي بلد اوربي وقاد البلاد حكاماً وشعبا ً إلى نهضة أو تقدم بشكل أو بآخر, ولكن أين هو ومن أين الطريق إلى هذا المخلص, هذا المـذهب يجب ان يكون وليـد الواقع العربي غير مسـتورد ولا مقتبس ولا ممنهج خارجيا ً كما يحاول الغرب فرضـه علينا, نحن بانتظار مخلص عربي حقيقي ولم نقطع الامل ربما حبل مشيمة العرب اليوم هرأ بيد أنه كان في السبعينيات أكثر صلابة، و مهما هرأ هذا الحبل فأكثر ما يتجدد في جسد الأمة خلاياها لذا لن استبعد مخلص قريب وأنا أرى كل هـذا التشـرذم الذي فاق العقل والمعقول وما بعد هذا الفيض بنظري إلا ربيـع ربما طال انتظاره .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة