ثمانية أنفجارات قوية في ضواحي طرابلس إعتبرت أقوى غارات منذ بدء العمليات الجوية للحلف ضد قوات القذافي منذ نحو شهرين

ليون بنيتا رئيس وكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية: الحملة العسكرية للناتو مقرونة بالعقوبات الإقتصادية القوية وفرض منطقة الحظر الجوي

وزير الخارجية الإيطالي: سنمد المعارضة في ليبيا بما قيمته 400 مليون يورو من النفط والنقد وهناك 8 مليارات يورو لليبيا مجمدة في إيطاليا ليست ملكا للنظام

نفى القاصد الرسولي في ليبيا المونسنيور جيوفاني انوشنزو مارتينيلي الخميس معلومة نشرتها صحيفة ايطالية مفادها أن العقيد الليبي معمر القذافي مختبئ منذ عدة اسابيع في مقر السفارة البابوية في طرابلس. وأكدت صحيفة ليبرال الأربعاء نقلا عن مصادر دبلوماسية في روسيا وايطاليا لم تسمها أن العقيد القذافي "مختبئ منذ عدة اسابيع داخل مقر السفارة البابوية في العاصمة الليبية". وقال المونسنيور مارتينلي ردا على سؤال لاذاعة الفاتيكان بشأن هذه المعلومات "انفي نفيا قاطعا ما أوردته صحيفة ليبرال. أن (القذافي) لم يأت أبدا ولم يطلب يوما استضافته" في السفارة. وكان المطران مارتينيلي إنتقد بشدة في السابق التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في ليبيا ودافع مرارا عن نظام العقيد معمر القذافي، مؤكدا خصوصا أن الغارات التي يشنها الحلف على ليبيا أوقعت ضحايا مدنيين في حين أن التفويض الممنوح للتدخل العسكري في ليبيا هو لحماية المدنيين.

مباشر عن قناة الجزيرة

* ناقشوا هذا الخبر على صفحة موقع العرب على الفيس بوك
 

شهدت العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها سلسلة من الغارات القوية، التي نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية مجموعة من التطورات من أهمها إتفاق على آلية لتقديم الدعم المادي للمعارضة الليبية. وتشير قوة الغارات إلى عودة الناتو لأسلوب القصف الثقيل لأهداف عسكرية وصلت حد تسوية مقرات وبنايات عسكرية بالأرض، كانت قد بدأت الثلاثاء.
وسمعت ثمانية إنفجارات قوية في ضواحي طرابلس الخميس، واعتبرت أقوى غارات منذ بدأت العمليات الجوية للحلف ضد قوات القذافي منذ نحو شهرين. وعلى الرغم من عدم ظهور مؤشرات على ميل القذافي الى التخلي عن السلطة. وقال رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ليون بنيتا، أمام مجلس الشيوخ الخميس، إن الحملة العسكرية للناتو، مقرونة بالعقوبات الإقتصادية القوية، وفرض منطقة الحظر الجوي، تضع ضغوطا قوية جدا على القذافي.

دعم مالي من الكويت وفرنسا
في هذه الأثناء عقد أعضاء مجموعة الإتصال حول ليبيا إجتماعا في أبوظبي، حيث جرى الإتفاق على آلية الدعم المالي للمعارضة الليبية، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن إجراء إتصالات مع مقربين من القذافي بشأن نقل السلطة. وأعلن عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الإنتقالي، الهيئة السياسية للمعارضة الليبية أن "الآلية الدولية الموقتة لدعم المجلس الوطني الإنتقالي لتمويل المجلس الوطني باتت فعالة". وسيتم ذلك من خلال "صندوق تحكمه معايير سياسية ويمكن للدول المساهمة فيه عبر تقديم المساهمات والقروض لدعم المجلس". وتعهدت الكويت بتحويل 180 مليون دولار الى هذا الصندوق فورا، في حين تعهدت فرنسا بتقديم 290 مليون يورو( نحو 240 مليون دولار) من الأرصدة المجمدة للحكومة الليبية.

إيطاليا ستمد ليبيا بـ400 مليون يورو من النفط
وصرح وزير الخارجية الإيطالي أمام الإجتماع أن بلاده ستمد المعارضة في ليبيا بما قيمته 400 مليون يورو من النفط والنقد. وأضاف أن هناك ما يربو على 8 مليارات يورو لليبيا مجمدة في إيطاليا "وهي ليست ملكا النظام بل ملك الشعب الليبي". كما أعلنت تركيا تأسيس صندوق رأسماله مئة مليون دولار لدعم المعارضة الليبية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي في ختام الإجتماع إن "الليبيين بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية وللتلبية الإحتياجات الطبيعية للمدارس والمستشفيات.

إنتاج مئة ألف برميل من الخام يوميا
وشارك في الإجتماع ممثلو 40 دولة ومنظمة بينهم وزراء خارجية عشرين دولة تشكل مجموعة الإتصال حول ليبيا. وهذا هو الإجتماع الثالث للمجموعة التي تشرف سياسيا على العملية العسكرية والسياسية في ليبيا. وكان المجلس الإنتقالي قد أكد مرارا أن وضعه المالي صعب وطالب بالإستفادة من عشرات مليارات الدولارات المجمدة التابعة لنظام القذافي. في السياق نفسه، أكد مسؤول النفط والمالية في المجلس الوطني الإنتقالي علي الترهوني أن المعارضة ستبدأ "قريبا" إنتاج حوالى مئة الف برميل من الخام يوميا.

نقل السلطة في ليبيا
من جهتها أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي عقب الإجتماع إجراء اتصالات " متعددة ومستمرة" مع مقربين من القذافي بشأن إمكانية نقل السلطة في ليبيا. ولم تكشف الوزيرة الأمريكية مزيدا من التفاصيل عن طبيعة هذه الإتصالات مكتفية بالإشارة إلى أنها تتناول عدة موضوعات بينما إمكانية نقل السلطة موضحة أنه لم يتم تحقيق تقدم واضح حتى الآن. وفي كلمتها أمام المؤتمر إعتبرت كلينتون أن أيام العقيد معمر القذافي في الحكم "معدودة" ورحيله على السلطة بات حتميا. وقالت كلينتون "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين في اطار الامم المتحدة للتحضير لما هو حتمي: ليبيا ما بعد القذافي".

مواصلة الضغوط الإقتصادية والدبلوماسية والعسكرية
وفي واشنطن قال ليون بانيتا مدير الإستخبارات المركزية الأمريكية والمرشح لشغل منصب وزير الدفاع أمام الكونغرس أنه يرى "مؤشرات" على ان مواصلة الضغوط الإقتصادية والدبلوماسية والعسكرية ستؤدي الى تنحي العقيد القذافي. وفي بروكسل قال وزير الدفاع الألماني توماس ديميزييه أمام اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن بلاده ستفكر بإرسال قوات إلى ليبيا ضمن قوات للأمم المتحدة، إذا تطلب الوضع ذلك بعد رحيل القذافي. ويرغب الناتو بمشاركة أوسع من قبل أعضائه في العمليات العسكرية في ليبيا، لكن عدد الدول المشاركة هو 8 من أصل 28.