العديد من عيادات طب الاسنان، في البلدات العربية والتي تقدم الخدمات والعلاجات المجانية لطلاب المدارس، اغلقت بسبب استفحال ازمة المجالس العربية، لكن في باقة الغربية وجت المثلث، العيادة والتي تقدم خدماتها الطبية مجانا، لاكثر من 7900 طالبا وطالبة من المرحلتين الابتدائية والاعدادية، هذه العيادة التابعة للبلدية كانت على وشك الاغلاق بسبب الازمة التي تعصف في البلدية، واشكالية رصد الميزانيات من وزارة الصحة، لكن مدير العيادة الدكتورة سهام منصوركعكوش، والمتخصصة في طب الاسنان للاطفال، تخطت الصعاب واجتازت الازمات، لتستمر العيادة في خدمة الطلاب مقابل مبلغ سنوي يدفعه الطالب وهو 30 شيكل كرسوم تامين اسنان، كما وتقدم العيادة العلاجات للافراد والعائلات التي تتعالج في مكتب الشؤون الاجتماعي، حيث يحصل كل شخص بالغ على علاج للاسنان وخدمات طبية من العيادة مقابل 30% من ثمن العلاج.

 تجدر الاشارة، الى ان الدكتورة سهام والتي تعمل في هذه العيادة منذ عشرون عاما، انهت دراستها في موضوع طب الاسنان في العام 1986 في رومانيا، حيث كانت اول طبيبة اسنان من المثلث، ومن اوئال الفتيات العربيات من المنطقة، اللواتي خرجن للدراسة في اوروبا برفقة شقيقتها، والفضل في ذلك يعود لوالدها الحاج منصور عثامنة. الدكتورة سهام متزوجة من طبيب اسنان وام لثلاثة اولاد، ترافقها في مشوارها هذا في صيانه العيادة والنهوض بها وتطويرها، المساعدة المؤهلة الهام محمد مصري.

العيادة متواجدة في مبنى كوبات حوليم كلاليت، في باقة الغربية، وتفتح ابوابها على مدار الاسبوع يوميا يزورها لتلاقي العلاج ما يقارب 45 طالب وطالبه. ثمن العلاج المكلف للاسنان والذي قد يصل الى الاف الشواقل في العيادات الخاصة، هنا في العيادة المدرسية لا يكلف العائلة اي شيء، لذا تلاحظ العيادة اشبه بخلية النحل، الامهات يرافقن اولادهن الطلبة للحصول على العلاج والارشاد والوقاية، الى جانب حملات التوعية التي يقوم بها طاقم العيادة في المدارس بالتنسيق مع مديري المدارس ولجان اولياء امور الطلاب، فالعيادة تحولت للبيت الدافء لهؤلاء الطلاب، فهاجس الخوف من طبيب الاسنان يتبدد لمجرد ان تتبادل الدكتورة سهام اطراف الحديث مع الطلاب والاطفال، وعليه ليس صدفة بانه في اللحظات الحاسمة، والازمات المالية الحرجة، تطوع وتبرع ودعم اهل الخير ورجال الاعمال ولجان الزكاة في المدينة  هذه العيادة، فالجميع كان يلبي النداء ليستمر هذا الصرح الطبي البسيط في العطاء، الى جانب ذلك كان جميع رؤساء البلدية المتعاقبين يقدمون العون والدعم المالي للعيادة، فيما تستمر الادارة الحالية ممثلة بقسم المعارف بدعم العيادة والبحث عن موارد وميزانيات لتطويرها في المستقبل القريب.

تقول الدكتورة سهام منصور كعكوش، متخصصة طب اسنان للاطفال:" نعمل بالتنسيق مع مديري المدارس في المرحلتين الاعدادية والابتدائية ولجان الاباء ونقدم الخدمات المجانية والعلاجات على مدار السنة لحوالي 7900 طالبا وطالبة من باقة وجت، وذلك مقابل رسوم تامين بقيمة 30 شيكل يدفها كل طالب سنويا، كما ونقدم الخدمات العلاجية لافراد العائلات التي تتواجد في اطار علاج قسم الرفاه الاجتماعي. ما نقوم به في المدارس هو حملات توعية في صفوف الطلاب، فعاليات طبية وصحية وارشادية دورية، الى جانب المتابعة واجراء الفحوصات العادية للطلاب وتقييم الاوضاع الصحية لاسنان كل طالب ووفق ذلك يحدد نوعية العلاج واستدعاء الطالب الى العيادة، والاهم باننا نقوم بحملات توزيع كراسات ارشاد، تشمل شرح واف عن كيفية المحافظة على صحة الفم والاسنان، ان كان من خلال الشرح عن نظافة الاسنان واساليب التنظيف السليمة، التغذية الصحية واهمية اجراء الفحوصات لدى طبيب الاسنان كوسيلة للوقاية، وكذلك كل ما يتعلق بانواع وماهية مشاكل الاسنان الاكثر انتشارا بين الصغار والكبار".

تضيف الدكتورة سهام:" اعمل منذ عشرون عاما في هذه العيادة التي تتبع للبلدية، وتمول من قبل وزارة الصحة، كنت اول طبيبة اسنان من المثلث، حيث سافرت في مطلع سنوات الثمانينات برفقة شقيقتي الى رومانيا للدراسة، والفضل في ذلك يعود لوالدي الذي كان داعما ومساندا ومشجعا، فمنذ طفولتي كان لي هذا الحلم بان اصبح طبيبة اسنان، بفضل الخالق ودعم والدي تحقق ذلك، عائلتي رافقتني في مشواري المهني وكذلك زوجي سمير وهو ايضا طبيب اسنان، يشجعني في مشواري، فما زلت مستمرة في دورات الاستكمال والتخصصات في جامعة تل ابيب والمشاركة في مؤتمرات دولية ومحلية. فهذه العيادة بالنسبة لي مشروع حياة، فالعمل بها لم يتعارض ولم يتناقض مع حياتي العائلية. خلال السنوات السابقة، جميع الرؤساء المتعاقبين كانوا داعمين للعيادة، لكن كانت هناك ازمات مالية، والامر انعكس سلبا على عمل وتطور العيادة، كنت اتوجه لجمع التبرعات من اهل الخير ولجان الزكاة في باقة، والجميع كان يلبي النداء بفضلهم استمرت العيادة في خدمة طلابنا وفي تحقيق اهدافها التثقيفية والصحية لتتحول الى مشروع ريادي، حتى في مطلع العام الدراسي الحالي، العيادة كانت على وشك الاغلاق النهائي، لكنني وبدعم جميع من يحب مصلحة طلابنا تصدينا لذلك وتخطينا كافة الازمات لتعود العيادة نحو الازدهار، ونعمل حاليا وبشكل متناسق وتعاون تام مع قسم النعارف في البلدية، وقريبا سنحصل على ميزانيات واجهزة جديدة ومنها جهاز الغاز المضحك للاطفال والذي يستعمل في عملية التخدير، وكذلك على زاوية حاسوب للاطفال، ونطالب البلدية بالاستمرار في دعم هذا المشروع".



الدكتورة سهام الى جانب ذلك اهتمت الى تطوير الاجهزة والمعدات في العيادة، والاهم بانها الى جانب المساعدة الهام، تعكفان على توزيع الهدايا على الطلاب وكذلك منحهم شهادات التميز والاجتهاد، كوسيلة لتحفيز الطلاب على الاهتمام بوقاية اسنانهم، والاستمرارية في العلاج وتنظيف الاسنان، والاهم بغية تعزيز وتوطيد العلاقة ما بين طاقم العيادة وطلاب المدارس، ونشر التوعية لاهمية استغلال خدمات العيادة، وعليه يلاحظ في الاشهر الاخيرة اقبال منقطع النظير وتوافد الطلاب على العيادة.