الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 16:01

بشائر الخير في الليالي العشر بقلم: الشيخ سليمان سعيد سطل

كل العرب
نُشر: 12/10/11 16:03,  حُتلن: 07:56

الشيخ سليمان سعيد سطل في مقاله:

الحج من فرائض الدين، وأحد أركان الإسلام، وترك الحج مع القدرة عليه من كبائر الآثام، وهو واجب مرة في العمر على كل مستطيع مؤمن

المسلم يعيش مباركًا في العمل وفي الزمن، وأعظم البركة في العمل الطاعةُ وأعظم الزمن بركة عشر ذي الحجة، إذ لها مكانة عظيمة عند الله تعالى تدل على محبته لها وتعظيمه لها

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى .. خلق الله السماوات واختار منها السابعة، وخلق الجنات واختار منها الفردوس، وخلق الملائكة واختار منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل، وخلق البشر واختار منهم المؤمنين، واختار من المؤمنين الأنبياء، واختار من الأنبياء الرسل، واختار من الرسل أولي العزم، واختار من أولي العزم الخليلين، واختار من الخليلين محمدا صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين، وخلق الأرض واختار منها مكة، وخلق الأيام واختار من أشهرها شهر رمضان، ومن أيامها يوم الجمعة، ومن لياليها ليلة القدر، ومن ساعاتها ساعة الجمعة، ومن عشرها عشر ذي الحجة.
والمسلم يعيش مباركًا في العمل وفي الزمن، وأعظم البركة في العمل الطاعةُ وأعظم الزمن بركة عشر ذي الحجة، إذ لها مكانة عظيمة عند الله تعالى تدل على محبته لها وتعظيمه لها، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات قليلة السيئات عالية الدرجات متنوعة الطاعات. وهي موسم عظيم للعمل الصالح، إنها أيام عظمها الله في كتابه، وفضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته، واعتنى بها صلحاء هذه الأمة سلفاً وخلفاً، فشكروا الله فيها.

ذكر الله
وإن من رحمة الله بعباده أن يسرها لهم، ليستكثروا من العمل الصالح، ويتزودوا للحياة الآخرة، قبل أن يفاجئهم الموت.هذه الأيام التي أقسم الله بها في كتابه تعظيماً لها وتشريفاً، فقال تعالى: )وَالْفَجْرِ۝ وَلَيَالٍ عَشْرٍ([الفجر:1-2 ] قال ابن كثير – رحمه الله –: «المراد بها عشر ذي الحجة»، وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله: )وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ( [الحج: 28 ]قال: «هي أيام العشر». أيام عشر ذي الحجة المبارك الذي جعله الله محلاً لكثير من المواهب والنفحات حتى غدا أفضل مواسم الخيرات ،وباب عظيم لجمع الحسنات، واستثمار رابح للتجارات، يقول عليه الصلاة والسلام في وصف هذه الأعمال في هذه الأيام :) ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء( رواه البخاري
ولهذه الأيام عند الله مزية واعتبار، فهي من شعائر الله )ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ( [الحـج 32].

فضل الأيام العشر
فلا تجعلوا أيامكم سواء، فهو والله الغبن والندامة، ومخالفة صريح الكتاب والسنة في تفضيل هذه الأيام، فأين المتاجرون المستثمرون المغتنمون، إنها أفضل من الجهاد، على فضله وشرفه، إلا أن يقتل المجاهد ويذهب ماله، من كان مفرطاً في الصلوات المكتوبات سواء في وقتها أو جماعاتها أو خشوعها وكلنا كذلك فلا يفرط في هذه الأيام، ومن كان غافلاً عن ذكر الله تعالى وتسبيحه آناء الليل وأطرف النهار، )وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ( [سورة ق 39] فليجتهد هذه الأيام، ومن كان مقصراً مع والديه فليحسن إليهما، ومن كان ظالماً فليرد المظالم، ومن كان عاصياً فليتب إلى التواب الرحيم
وقد اختار الله الحج ليكون في هذه الأيام الفاضلة، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن ينادي به )وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ([الحـج 27] .

فريضة الحج
والحج من فرائض الدين، وأحد أركان الإسلام، وترك الحج مع القدرة عليه من كبائر الآثام، وهو واجب مرة في العمر على كل مستطيع مؤمن،قال تعالى )وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ( [آل عمران 97]، يأتي الناس من كل بقاع الدنيا، إلى بيت الله الحرام، وفي السابق على ظهور الإبل أسابيع وشهور، واليوم تيسرت السبل وانتشر الأمن وسهل الحج بفضل الله تعالى، ومع ذلك نجد قلة فرطت في هذه الشعيرة، رغم أنها مرة في العمر، وقد قال عمر رضي الله عنه منكراً تارك الحج مع القدرة عليه (لقد هممت أن أبعث رجالاً في الأمصار فينظروا من كان له جدة – أي قدرة – فلم يحج فيضربوا عليه الجزية، ما هم مسلمين، ما هم مسلمين)[رواه البيهقي]،أي أنهم تشبهوا بأهل الكتاب بهجران بيت الله الحرام قبلة المسلمين. ويكفي في فضل الحج وشرفه قول المصطفي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)[رواه البخاري] وفي الصحيح أيضاً(العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)[رواه البخاري].

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة