المهندس محمد زكي نسيبة:

للاسف ما زلنا الى الان نعاني من هذه التفرقة والحدود المصطنعة ، وبقينا دولا متأخرة نعاني من ازمات كثيرة وكبيرة

انشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 في فندق الاقواس السبعة بالقدس وبعدها مباشرة تأسيس الهيئة الاسلامية العليا التي لعبت دور القيادة الوطنية الشعبية لمواجهة الاحتلال لغاية مجيء السلطة الوطنية الفلسطنية

حذر المهندس محمد زكي نسيبة عضو الهيئة الاسلامية العليا من محاولة القوى الاستعمارية اعادة انتاج نسخة من سايكس بيكو اكثر سوء في الذكرى الرابعة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم التي صادفت الثاني من تشرين ثاني مطلع الشهر الحالي والذي منح اليهود وطنا قوميا لهم في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني وتشريده في بقاع الدنيا ، ذلك الوعد الباطل الذي استند على خرافتين هما اعطاء من لا يملك الى من لا يستحق وارض بلا شعب لشعب بلا ارض.

واوضح نسيبة في لقاء يوم الاربعاء لنادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين الفلسطينيين في مقهى الكتاب الثقافي برعاية من مجموعة حمودة الاستثمارية ان هناك ربطا بين صدور وعد بلفور وما يسمى بمعاهدات سايكس بيكو بين الدولتين الاستعماريتين في الحرب العالمية الاولى بريطانيا وفرنسا بهدف تقسيم المنطقة العربية وتوزيع الارث العثماني بينهما على اثر هزيمة الدولة العثمانية عام 1917 الى دويلات واعطاء منح فلسطين لليهود والعمل على انشاء كيان اسرائيل لتكون عاملا مساعدا للدول الغربية في استغلال ثروات المنطقة العربية وسرقة البترول المكتشف حديثا من خلال زرع اسرائيل كحاجز بين المشرق والمغرب العربي ومنع اقامة دولة عربية موحدة وخلق دويلات وامارات صغيرة و ضعيقة حول منابع النفط ليسهل الاستيلاء على ثروات الامة العربية والسيطرة الكاملة عليها والوقوف في وجه اية محاولة حقيقية للوحدة العربية .

رضخ المستعمرين
واضاف نسيبة :" للاسف ما زلنا الى الان نعاني من هذه التفرقة والحدود المصطنعة ، وبقينا دولا متأخرة نعاني من ازمات كثيرة وكبيرة .. وتم تبديد ثروات الامة وذخرها الاستراتيجي – البترول- بين دويلات ضعيفة تتعرض للنهب والسلب من قوى الاستعمار في رابعة النهار.. وبخلق اسرائيل تم الهاء امتنا ودولنا على مدار 70 عاما في حروب مستمرة منعتنا من مسايرة ركب التقدم الحضاري العالمي حيث بقينا في ذيل الدول المتأخرة في حين تطورت دول اخرى كانت متخلفة اكثر منا مثل سنغافورة . وقال ان الدول الاستعمارية لم تتوان لحظة واحدة في محاربة مشروع اية وحدة او نهضة عربية بل سارعت دائما الى ضربها واجهاضها كما حدث مع محاولات الرئيس جمال عبد الناصر في الجمهورية العربية المتحدة ومحاولات الوحدة بين الاردن والعراق وغيرها مؤكدا ان هدف المستعمرين الثابت هو ابقاءنا منقسمين ومفككين بل ومتصارعين متحاربين حتى يضمنوا بقاء اسرائيل والحفاظ على مصالحهم غير المشروعة . وشبه وضعنا بما حصل مع الصين التي حاولوا اقتطاع هونغ كونغ منها ولكن عندما توحدت الصين الشعبية والوطنية رضخ المستعمرين واعادوا هذه المقاطعة للدولة الام لانها اصبحت قوة كبيرة وعظمى.

وعد بلفور المشؤوم
واستعرض نسيبة بعجالة من ذاكرته الغنية بعض تداعيات واحداث وعد بلفور المشؤوم على فلسطين بوجه خاص من تهيئة الظروف والمسرح الدولي والاقليمي لاقامة اسرائيل ووقوع نكبة عام 1948 وبروز قضية اللاجئين ومآساة الشعب الفلسطيني على ايدي مهاجرين قدموا من اصقاع العالم بدعم وتواطؤ استعماري غربي رأيناهم كيف لاذوا بالفرار من صواريخ صدام حسين وكيف ضاع ما نسبته 80% من ارض فلسطين ورفض قرار التقسيم والمؤامرات الدولية على شعبنا وقياداته التاريخية معربا عن قناعته انه حتى لو قبلنا بقرار التقسيم لما تم تنفيذه لان المؤامرة على فلسطين والامة العربية اكبر من ذلك واشار الى الظروف التي ادت الى وحدة الضفتين واقامة المملكة الاردنية الهاشمية ومطالبة جميع الاحزاب القومية انذاك وقادتها ومؤسسيها من امثال الدكتور جورج حبش بتحرير فلسطين والتنافس من خلال الانتخابات بين قيادات الاحزاب على مختلف مشاربها للتصدي للعدوان الاسرائيلي والغربي وحصول قياديين في الحزب الشيوعي مثل يعقوب زيادين على اعلى الاصوات في القدس في أجواء كانت مفعمة بالوحدة العربية وتشكل رغبة الناس وحلمهم لمواجهة قوى الشر والعدوان . ونوه الى اطماع اسرائيل التي افتعلت حرب حزيران لتمرير مخططاتها الاوسع والاشمل في المنطقة بمساعدة غربية ومقولة عبد الناصر ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة رغم قبوله التكتيكي بمشروع روجرز مقابل انهاء حالة الحرب . واستشهد بتصريح للجنرال غلوب باشا قائد الجيش العربي بعد طرده في تصريح بمحاضرة له في لندن .. " ان ( خصر) اسرائيل في مناطق جنين طولكرم وقلقيلية صغير وضيق يجب توسيعه ..؟! في اشارة صريحة لتبرير عدوان اسرائيل في 67 واحتلال بقية الاراضي الفلسطينية.

الوضع الديمغرافي السكاني
وتطرق الى انشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 في فندق الاقواس السبعة بالقدس وبعدها مباشرة تأسيس الهيئة الاسلامية العليا التي لعبت دور القيادة الوطنية اشعبية لمواجهة الاحتلال بالطرق والوسائل المتاحة لغاية مجيء السلطة الوطنية الفلسطنية وما تخلل هذه الفترة من بدء اسرائيل منذ العام 1968 في مصادرة الاراضي واقامة المستوطنات حيث شمل اول قرار مصادرة 17 الف دونم من أراضي القدس اقيمت عليها مستوطنات رامات اشكول والتلة الفرنسية مما يعطي التأكيد على عدم رغبة اسرائيل في التوصل الى سلام حقيقي مع الفلسطينيين او العرب . ونوه الى دراسة اجرتها الجامعة العبرية خلصت فيها الى ان العرب سيكونوا اغلبية حتى عام 2020 وان الوضع الديمغرافي السكاني هو لصالح العرب الفلسطينيين في نهاية المطاف وسجل ان كل انماط الحكم الذاتي هي نسخ مكررة عن التصور الاصلي لهذا الحكم الذاتي المنقوص الذي اقترحه موشيه ديان في اعقاب حرب 1973 ، والدليل ان القيادة الفلسطينية تحتاج الى تصاريح اسرائيل للتحرك والسفر كما تمت محاصرة القائد ياسر عرفات في مقره حتى استشهاده . واشار الى حقيقة ان معظم المستعمرات قد اقيمت بين اعوام 1973 – 1982 على زمن حكم حزب العمل في اسرائيل الذي كان يزعم حرصه على تحقيق السلام .

رفض القيادة البديلة
واثار بعض المشاركين عددا من التساؤلات حيث طرح الصحفي محمد عبد ربه استفسارا حول اذا ما كانت الصورة السياسية القائمة سوف تختلف لو بقي الاردن طرفا مباشرا في الصراع وما اسماها بدولة المستوطنين و ودولة الضفة ودولة غزة ودولة سرائيل وقضية الاشراف والولاية الاردنية على المقدسات في القدس ومحمد موسى سويلم حول قرار 242 وهل هناك امكانية لمطالبة السلطة الفلسطينية تعويضات من بريطانيا على دورها التاريخي في استلاب الحق الفلسطيني وجورج خضر عن امكانية عبور النفق الذي وضعنا أنفسنا فيه وامكانية حل الدولة الواحدة وما هو الحل وهل يمكن حل السلطة الفلسطينية و المهندس سامر نسيبة عن مخاطر نشوء كانتونات فلسطينية ممزقة وامراء حرب اذا انهارت السلطة الفلسطينية وكيف من الممكن الاستفادة من دول اقليمية فاعلة مثل تركيا وايران وعماد منى عن صمام الامان برفض القيادة البديلة والمخرج رائد دزدار عن اهمية المذكرات الشفوية لصياغة تاريخ القدس بعد هزيمة حزيران .

الانسحاب من غزة
واجمل نسيبة الرد على التساؤلات والمداخلات بالقول ان حل الدولتين بات اقرب الى الخيال ولم يعد عمليا وان اسرائيل لن تعط الفلسطينيين شيئا وانه متفائل بحل الدولة الواحدة على غرار جنوب افريقيا وحصول نوع من الديمقراطية في ظل اغلبية عربية حتى أن عددا من الاسرائيليين لديهم هذه القناعة من امثال بيرس وشارون المتطرف الذي اجبر على الانسحاب من غزة خوفا من هذا السيناريو وان ليبرمان وامثاله القادمين من عالم غريب من روسيا لن يتمكنوا من وقف عجلة التاريخ وقال ان حل السلطة لن يكون نهاية العالم وان الاسرائيليين معروفون بعدم احترام المواثيق والمعاهدات وانه سمع شخصيا من اللورد كاريدون أن الهدف من قرار 242 ان يكون ملتبسا وغامضا واننا ما زلنا في خطر لان الدول الاستعمارية ما زالت تتربص بنا ولا حل الا بأن ينضب النفط..! او ان نجترح وحدة عربية لا يغلبها غلاب ثم روى بعض ذكرياته عن ايام الهزيمة الحزيرانية والاجتماع مع الشقيري الذي بدا متفائلا بالنصر الى أبعد الحدود وكيف ذهب الى مركز القشلة للمساهمة في حالة التعبئة حينها بصفته مهندسا سابقا في الجيش الاردني ووعد باستدعائه في حالة اعلان النفير العام لامر الذي لم يحصل بالطبع ..! وكيف وجد بيته محترقا بعد ان استخدمته سرية تابعة للجييش الاردني بقيادة الرائد منصور كريشان وعملية دفن جندي اردني كان مستحكما في خندق عسكري بمساعدة المهندس يوسف البديري والدكتور صبحي غوشة واخر كان واقفا محترقا على مدخل المنزل ..! من خلال الانضمام الى الدفاع المدني في دار الطفل العربي .

 مفاتيح القيامة
ورواية قريبه احمد نسيبة عن والده فؤاد نسيبة عام 1917 بأخذ مفاتيح القيامة منه من قبل الجنرال النبي واعادتها اليه بعد ان قال له اللنبي.. اعيد اليك المفاتيح التي اعطاك اياها النبي وليس صلاح الدين ..! وذكر كيف تمكنت الهيئة الاسلامية العليا من المحافظة على عدد من المؤسسات والمباني ومنع الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال وهي المعهد العربي الاردني – جامعة القدس اليوم الواقعة على 180 دونما ومستشفى المقاصد ودار اليتيم العربي .