محمد قسوم:

مركز "ماطي" الناصرة والجليل هو جمعية غير ربحية يعمل بالتعاون مع وكالة المصالح الصغيرة والمتوسطة في وزارة الصناعة والتجارة

تأسس المركز عام 2008 إلا أن سنة 2011 تعتبر أهم سنة في مسيرته ومسار تطوره حيث حقق خلالها إنجازات كبيرة على عدّة مستويات إنجازات تشكّل نموذجا يحتذى في العمل المؤسساتي

عام 2011 كان نقطة تحوّل مشرّفة في عمل المركز ضاعفنا مساحة المركز وافتتحنا له فروعا جديدة  كما ضاعفتا عدد العاملين فيه بعدّة وأنجزنا الكثير من العمل أهنئ طاقم المركز على كل هذه الإنجازات

خلال العام 2011، ازداد عدد التوجهات لمركز "ماطي" الناصرة والجليل من طرف أصحاب المصالح التجارية، المبادرين ورجال الاعمال. الأمر الذي استدعى توسيع مكاتب المركز وزيادة عدد أفراد الطاقم من موظفين ومستشارين، حيث تم تجنيد ثمانية موظفين جدد، منهم الخبراء الاقتصاديون، مديرو المشاريع، وغيرها من التخصصات. واليوم، أصبح يعمل في مكاتب المركز أكثر من 12 موظفا دائما، إضافة إلى عشرين مستشارا يقومون بزيارة المصالح التجارية من أجل تلبية احتياجاتها المختلفة. كذلك، تم توسيع الرقعة الجغرافية التي يغطيها عمل المركز، حيث سيتم خلال الشهر الجاري افتتاح فرع جديد في مدينة سخنين، وفروع أخرى لاحقا. وهنا، لا بد من الإشارة إلى موضوع هام آخر هو الانتهاء من ترميم وتجهيز "حاضنة الناصرة للأعمال" الواقعة في مبنى "خان الباشا" في الناصرة، وهي الحاضنة الأولى من نوعها في الوسط العربي، حيث باتت تحتضن اليوم ما لا يقل عن 12 مكتبا ممولا ومدعوما، تخدم لخدمة المبادرين.

محمد قسوم

بلغ عدد أصحاب المصالح ورجال الأعمال والمبادرين الذين توجهوا لمركز "ماطي" خلال العام 2011، حوالي 2000 متوجه. بلغت نسبة المبادرين لإقامة مشاريع جديدة من مجمل التوجهات نحو 65% (البقية من أصحاب المصالح الاقتصادية القائمة). كذلك، بلغت نسبة النساء (المبادرات وصاحبات المشاريع القائمة) اللاتي توجهن للمركز خلال عام 2011، نحو 43% من إجمالي عدد المتوجهين للمركز لتلقي الخدمات. وفـّر المركز للمتوجهين خلال العام 2011 نحو 6500 ساعة استشارة شخصية، وذلك من خلال خدمة "المستشار المرشد الشخصي" الذي يصل إلى موقع المصلحة التجارية، ويقدم لأصحابها الاستشارة الاقتصادية اللازمة وفق احتياجاتها. وقد بلغت كُلفة هذه الاستشارات التي تم تقديمها نحو مليوني شيكل.
أما في مجال القروض التي يوفرها المركز بكفالة الدولة، فقد قام المركز بتقديم طلبات قروض لإقامة مصالح جديدة ولتوسيع مصالح قائمة لمئات من المصالح التجارية، بقيمة إجمالية تصل إلى 50 مليون شيكل، حيث تمت المصادقة على ما قيمته 45 مليون شيكل منها. وقد حظي بهذه القروض رجال أعمال عرب، وفق خطة الإقراض المخصصة لدعم المصالح الصغيرة والمتوسطة في الوسط العربي وتم إاكثر من 250 خطة عمل نـُوقشت وقـُدمت للجهات المختصة.

دورات المركز خلال 2011
شهد العام 2011 افتتاح 31 دورة تأهيلية وورشة عمل، شملت اكثر من 600 مشتركا. وقد وفّرت هذه الدورات والورش لمشتركيها الكثير من المهارات النظرية والعملية في مختلف المجالات والمواضيع، منها: النواحي الإدارية والمالية للمصلحة التجارية، اللغة الإنجليزية لرجال الأعمال، الاستيراد والتصدير، إقامة وإدارة المقاهي والمطاعم، التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وغيرها من المواضيع. كذلك، تم افتتاح 30 دورة في إطار برنامج "ابدأ مشروعك" في مختلف البلدات العربية، وهو مشروع معد للمبادرين والمبادرات الذين يطمحون لإقامة مصالح اقتصادية جديدة. وفر هذا البرنامج للمشتركين مجموعة من الخدمات المهنية المدعومة، شملت دورة مهنية في موضوع المبادرة الاقتصادية وإدارة المصلحة الناجحة، إجراء فحص جدوى اقتصادية لفكرة المشروع وإعداد خطة عمل لتنفيذه، بالإضافة طبعا للمساعدة في الحصول على قروض من أحد الصناديق المخصصة لهذا الغرض. وقد برز نجاح المركز هذا العام بشكل خاص من خلال ترجمة هذه الدورات إلى عشرات المشاريع الاقتصادية القائمة والناجحة على أرض الواقع.

حاضنة الناصرة للاعمال
فاز مركز "ماطي" الناصرة والجليل خلال العام المنصرم بالمناقصة التي طرحتها كل من وزارة الصناعة والتجارة والتشغيل وسلطة التطوير الاقتصادي للوسط العربي في مكتب رئيس الحكومة، من أجل إقامة أول حاضنة للأعمال في مدينة الناصرة. تم اختيار مبنى "خان الباشا" ليكون مركز الحاضنة، وقد تم فعلا الانتهاء من أعمال الترميم التي جرت فيه خلال العام 2011، وأسفرت عن تجهيز 20 مكتبا يتم تأجيرها للمبادرين والمبادرات بأسعار رمزية، بهدف دعمهم ومساعدتهم على اجتياز المراحل الأولى – الصعبة والمصيرية - من عمر مشروعهم الاقتصادي. كذلك، يوفر مركز "ماطي" لأصحاب المصالح الموجودة في الحاضنة، مجموعة من الدورات التدريبية والندوات والمحاضرات وورش العمل المتخصصة بهدف إثراء معرفتهم وخبرتهم في عالم الأعمال، ناهيك طبعا عن خدمات الدعم والتمويل والتسويق.  وعلى الرغم من التكاليف الباهظة التي احتاجتها عملية ترميم مبنى "خان الباشا" وإعداده لاستقبال هذه المكاتب، إلا أن إدارة "ماطي الناصرة" أصرّت على افتتاح هذه الحاضنة، كجزء من التزامها بدعم البلدة القديمة في المدينة، ودعمها اقتصاديا، بالإضافة للعامل الأهم، ألا وهو ترميم مبنى خان الباشا وتفعيلة مجددا، في ظل ما يحتله هذا المبنى من مكانه تاريخية في البلدة القديمة.

توسيع الطاقم
في ظل ازدياد عدد التوجهات إلى مركز ماطي لطلب خدماته، تم توسيع المركز على ثلاثة مستويات: المستوى الأول كان متعلقا بالمكتب الرئيس الموجود في شارع توفيق زياد، حيث تمت مضاعفة مساحته عمّا كانت عليه سابقا. المستوى الثاني، كان متعلقا طبعا بعدد الموظفين والعاملين في المركز، حيث تم تجنيد ثمانية موظفين جدد من الخبراء والمستشارين الاقتصاديين، إضافة لمديري المشاريع. أما الجانب الثالث والأخير، فقد كان متعلقا بتوسيع رقعة خدمات المركز من الناحية الجغرافية، حيث تم افتتاح فرع جديد للمركز في مدينة سخنين سيبدأ العمل فيه خلال الشهر الجاري.

الحاضنة السياحية
قام مركز "ماطي"، وبالتعاون مع وزارة السياحة وبلدية الناصرة وجهات أخرى، بافتتاح مشروع جديد، هو مشروع "الحاضنة السياحية". يعتبر هذا المشروع المميز، أول مشروع من نوعه في الوسط العربي، وهو يهدف بالأساس لشمل مدينة الناصرة –ذات الأهمية السياحية والعراقة التاريخية- ضمن مشروع الحاضنة السياحية القطري.
هذا المشروع مخصص للمبادرين وأصحاب الأفكار الرامية لإقامة مشاريع سياحية في مدينة الناصرة ويفر لهم رزمة خدمات بأسعار رمزية منها: استشارة أولية حول فكرة المشروع، فحص الجدوى الاقتصادية وتقييم احتمالات النجاح، إعداد خطة عمل وإطار زمني منطقي للمشروع، إثراء المشاركين وتوجيههم في مجالات: الإدارة، التسويق، المجال المالي، والتعامل مع البنوك، بالإضافة للمرافقة خلال التوجه لصناديق الدعم والتمويل الخاصة، من أجل الحصول على الأموال اللازمة والضرورية لتنفيذ المشروع.
هذا، وقد قال محمد قسوم، مدير مركز "ماطي الناصرة والجليل"، إن عام 2011 كان عام النجاح الكبير، والإنجازات غير المسبوقة، وأضاف: "عام 2011 كان نقطة تحوّل مشرّفة في عمل المركز. ضاعفنا مساحة المركز وافتتحنا له فروعا جديدة، كما ضاعفتا عدد العاملين فيه بعدّة أضعاف، وأنجزنا الكثير من العمل والمشاريع. أهنئ طاقم المركز على كل هذه الإنجازات، وأتمنى للمركز ولهم المزيد من النجاح والعمل المثمر في خدمة المجتمع العربي واقتصاده في البلاد".