أبناء العائلة يوجهون أصابع الإتهام ضد سلطات الأمن الفلسطينية والإسرائيلية

* يقولون: «أعطيناهم خيوط تؤدي إلى الجناة – ولكن وصلوا بتأخير ساعة وهذا وقت مصيري»

* نقابة المحامين الفلسطينيين ومراكز حقوقية تشجب وتحاول تقديم يد العون

لا يزال مصير المحامية أماني عزمي طه أبو عرقوب، 28 عامًا، من سكان بلدة دورا، جنوب غربي مدينة الخليل، التي اختطفت على أيدي مجهولين في مدينة رام الله، مجهولا، في حين تكتنف حالة من الغموض ظروف اختطافها.
وكان مجلس نقابة المحامين أعلن خلال جلسته العادية المنعقدة أول من أمس السبت، تعليق العمل أمام المحاكم، والنيابات العامة والمؤسسات الرسمية في الضفة الغربية، ليوم الأحد، احتجاجًا على اختطاف المحامية أبو عرقوب في ظروف غامضة. وطالب المجلس في بيان صحفي الجهات المختصة ببذل أقصى جهد بالبحث والتحقيق في ملابسات الحادث بشكل جدي، لمعرفة الجهة الخاطفة وأسباب الاختطاف، وتقديم الخاطفين للعدالة.

المحامية أماني أبو عرقوب. اختطفت قبل ستة أيام

وقال الأستاذ داؤود فودة، المدير الإداري لمجلس نقابة المحامين، في حديث لموقع «العرب»، «لا يوجد أي معلومات، ولا نريد التكهن في هذه القضية. نحن في اتصال مستمر مع ابناء عائلتها».
ووفقًا لإفادات ذويها، ففي ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء الماضي، غادرت المحامية أبو عرقوب، منزل عائلتها وتوجهت إلى محكمة الاستئناف الواقعة في منطقة البالوع في مدينة البيرة للترافع في قضية لصالح صندوق التنمية الفلسطيني ضد المواطن «ش.ش.». وفي حوالي الساعة 11:00 صباحًا اتصلت أبو عرقوب هاتفيًا بشريكها في مكتب المحاماة، المحامي سهيل عاشور، وأعلمته أنها كسبت القضية، وسوف تتوجه إلى مقر صندوق التنمية الواقع في منطقة المصيون بمدينة رام الله. وفي تمام الساعة 1:37 من بعد الظهر، استلم ثلاثة من أشقاء وشقيقات المذكورة رسالة «SMS» من قبل المختطفين، يحمل هاتف لشركة «سيلكوم» الإسرائيلية تقول: «أماني ستغيب لمدة سبعة أيام وبعد ذلك نسمح لكم بالحديث معها». وفي اليوم التالي تلقى الشقيق الأصغر للمحامية رسالة مفادها أن أماني بخير. وقد حاول مراسلنا الاتصال بالرقم إلا أنه كان مغلقًا، بالإضافة إلى رقمين آخرين تحدث منها رجل كنى نفسه «أبو إبراهيم» وكان أحد الأرقام فتح ولكن أحدًا من الجانب الآخر لم يتحدث، وحين قلت «هالو!» مرتين، أغلق الخط.

جلسة لنقابة المحامين الفلسطينيين (صورة من الأرشيف)

وعلم موقع «العرب» أن أجهزة الأمن الفلسطينية قامت مساء أمس بالاتصال بأهل المحامية، وأخبروهم بأنهم عثروا عليها، ولكن اتضح أن الخبر غير صحيح. وقال إبن خال المحامية، وائل أبو عرقوب، في حديث لمراسلنا: «هناك تقصير واضح من أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيلية – علمًا بأن الخاطفين أرسلوا رسالة «إس.إم.إس.» من رقم سيلكوم وكان على أجهزة الأمن الإسرائيلية أن تفحص مكان وجود الخاطفين وفق هذه الرسالة وهاتفين آخرين تحدث منها المختطفون وتم تسليمها للمعنيين. أماني لا تزال مخطوفة منذ ستة أيام ولا يوجد أي تعاون أو تحرك. حتى الخيوط التي نعطيها لأجهزة الأمن الفلسطينية يتم التعامل معها بعد ساعة تقريبًا وهو وقت مصيري». وأكد أبو عرقوب أن بعض رجال الأمن الفلسطيني يتعاملون مع القضية بصورة جدية، ولكن هذا لا يكفي، مشيرًا إلى التعامل الايجابي والمساعدة التي يتلقاها أبناء العائلة من نقابة المحامين ومراكز حقوقية فلسطينية.
في المقابل، قال والد المحامية، عزمي أبو عرقوب، في حديث لمراسلنا: «أناشد أبناء الوطن من عرب 48 والضفة الغربية بأن يقوموا بمساعدتنا بدافع الدين والأخوة بالعثور على ابنتي، والتي هي نظيفة وشريفة ومؤدبة ولم تقم بذرة سوء لأحد على الإطلاق. أناشد جميع أبناء شعبي بالمساعدة، وكل من يعرف شيئًا أو تصله معلومة عنها، أرجو الاتصال بأي مركز شرطة قريب أو على الهاتف البيتي للعائلة: 022280936 - فنحن هنا في قلق وتوتر شديد. كل من يقوم بذلك له جزاء رب العالمين في البداية وقبل كل شيء، وله منا جزيل الشكر والعرفان». ويجلس أبناء عائلة أبو عرقوب في بيت والد المحامية في دورا، ويقومون بتقديم يد العون والمساعدة على مدار الساعة.
من جانبه، أشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقلق إلى جريمة اختطاف المحامية أماني أبو عرقوب، والتي تندرج ضمن حالة الانفلات الأمني والاعتداء على سيادة القانون المستشرية في الأراضي الفلسطينية. وطالب المركز السلطة الوطنية الفلسطينية، ممثلة بالنيابة العامة، بالتحقيق الجدي في هذه الجريمة وتقديم المتورطين فيها للعدالة.
وسيتابع موقع «العرب» تطورات هذه القضية الغريبة على المجتمع الفلسطيني.