الاحتفال يأتي تتويجًا لعمل نسائيّ محليّ متواصل ودؤوب استمرّ منذ عام 2008 ولا يزال حتى يومنا هذا

البرنامج تخلل عرض لمسيرة عمل المجموعة قدّمته بشرى عواد مركزة في المجموعة وقد تطرّقت إلى أهمّ إنجازات العمل النسائيّ الجماهيريّ الذي بادرت إليه النساء

رفاه عنبتاوي مركزة قسم العمل الجماهيري:
إن ما نشهده اليوم في عرابة وما شهدناه حتى الآن إنما يدلّ على أنّ النساء العربيّات قادرات وبجدارة على إحداث التغيير المجتمعي والتأثير على ميزان القوى في المجتمع

إحتفت مجموعة أطياف من نساء عرّابة من أجل التغيير، مساء السبت الأخير، بشهر المرأة، واختارت المجموعة أن تطلق على تسمية "شهر المرأة" لما يحوي هذا الشهر من مناسبات تتعلق بالمرأة وتؤثر عليها، كيوم الأم، يوم المرأة العالمي ويوم الأرض، وتمّ الاحتفال بالتعاون مع كيان تنظيم نسويّ ومع المجلس المحلي في عرابة ومركز محمود درويش الثقافي.



وكما هي العادة في فعاليات المجموعة النسائية، تميّز الاحتفال بحضوره الغفير من الرجال والنساء، كما حضره رئيس المجلس المحلي، مدير مكتب الخدمات الاجتماعية وممثلون آخرون عن المجلس المحلي. كما تميّز البرنامج بكونه هادفًا، ويحمل رسالة واضحة وقوية للنساء في عرابة ولكافة أفراد المجتمع المحلي والعام، تنادي بتكثيف الجهود وبالعمل المشترك من أجل العيش في مجتمع أفضل، تحظى نساؤه بمكانة مرموقة دون تمييز بينها وبين الرّجل.

أهمية الفعاليات النسوية
تولّت عرافة البرنامج نيفين بدارنة، وهي ناشطة في المجموعة. وكانت قد افتتحت البرنامج بتحية للحضور ولكل من ساهم ويساهم في العمل على رفع مكانة المرأة في عرابة وفي المجتمع عامة. وكان الاحتفال قد اشتمل على كلمة ترحيبية قدّمها رئيس المجلس المحلي،عمر نصار، الذي اهتمّ بالمشاركة في فعاليات وبرامج المجموعة النسائية وبدعمها معنويًّا وماديًّا. وقد أثنى نصار على أهمية ما تقوم به مجموعة النساء وأهميّة مواصلة العمل والتعاون بين جميع الأطراف من أجل تحقيق النجاح.



تحديات وصعوبات
إضافة إلى ذلك، تخلّل البرنامج عرض لمسيرة عمل المجموعة، قدّمته بشرى عواد، مركزة في المجموعة، وقد تطرّقت إلى أهمّ إنجازات العمل النسائيّ الجماهيريّ الذي بادرت إليه النساء وعملت على إنجاحه منذ تأسيس المجموعة، كما تطرّقت إلى التحديات والصعوبات التي واجهتهن، حيث يعود جزء منها لكوننا نعيش في مجتمع أبويّ، لا يزال غير مؤمن بالمرأة وبقدراتها، مجتمع يميّز بينها وبين الرجل، كما يفرض الكثير من القيود والعوائق أمام المحاولات الساعية إلى إحداث التغيير المجتمعي المتعلق بالنساء. أمّا الجزء الأخر فيعود لصعوبة بناء الشراكات ولشح الميزانيّات في المجالس والمؤسّسات المحلية. كما تطرّقت إلى أهميّة العمل والتنظم الجماهيري النسائي من أجل تحسين مكانة المرأة وجسر الفجوة بينها وبين الرجل. ثمّ تم تقديم مداخلة حول يوم المرأة العالمي مع تقييم لوضع المرأة العربية في يومنا هذا، وكذلك تطلعات مستقبلية، قدّمتها السيدة روز خطبا، ناشطة في المجموعة. كما تخلل البرنامج عرض "ستاند أب كوميدي" هادف، تناول قضايا مجتمعية وحق المرأة في الميراث، قدّمه كلّ من السيد أحمد دخان والسيّدة جمانة حداد. أمّا اختتام البرنامج الاحتفالي فكان بفقرة فنيّة، قدّم فيها الشاب عبد أغاني ملتزمة عن المرأة والأرض.

العمل النسائي
ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الاحتفال يأتي تتويجًا لعمل نسائيّ محليّ متواصل ودؤوب استمرّ منذ عام 2008 ولا يزال حتى يومنا هذا، وكان قد بدأ بدورة تمكين ذاتي وجماهيري من قبل جمعية كيان وبالتعاون مع قسم الشؤون الاجتماعية، وتطوّر إلى أن أصبح عملا نسائيًّا جماهيريًّا ممنهجًا ومنظمًا. وقد حقق هذا العمل نجاحات وإنجازات غير مسبوقة تستوقفنا جميعًا، فعلى سبيل المثال طرح موضوع حقّ المرأة في الميراث لأوّل مرة من قبل مجموعة نسائية ناشطة، على الأجندة المحلية، رغم صعوبة الموضوع وحساسيته وعدم إعطاء شرعية من المجتمع لتداوله. إضافة إلى إنجازات أخرى منها موضوع الميزانيات العادلة في السلطات المحلية العربية، حيث نجحت المجموعة، من خلال اشتراكها في مشروع نساء من أجل ميزانية عادلة في السلطات المحلية العربية، بالتعاون مع كيان، في وضع موضوع الحساسية الجندرية على أجندة المجلس المحلي، وتحصيل ميزانية خاصة أولى قدرها 100 ألف شيكل للعمل النسائي، ولرفع مكانة المرأة وتشكيل لجنة بلدية لمتابعة العمل النسائي المحلي.

إحداث التغيير
وفي حديث مع رفاه عنبتاوي، مركزة قسم العمل الجماهيري في كيان، والتي رافقت المجموعة مهنيًّا منذ تأسيسها، قالت: "إن ما نشهده اليوم في عرابة وما شهدناه حتى الآن إنما يدلّ على أنّ النساء العربيّات قادرات وبجدارة على إحداث التغيير المجتمعي، والتأثير على ميزان القوى في المجتمع، في حال أتيحت لهنّ الفرص والإمكانيات اللازمة، وعلى مجتمعنا بكافة هيئاته ومؤسساته أن يكثف جهوده ويتعاون مع جمهور النساء من أجل جسر الهوّة بين الرجال والنساء، فالمجتمع الذي لا تزال النساء مستضعفات فيه هو مجتمع ضعيف من دون شكّ".