الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 02:02

يوسف الزايد من عرابة:آسف لا احمل سوى الكتب لأن خلف هذه البنادق لا توجد ثقافة

كل العرب
نُشر: 18/06/12 14:31,  حُتلن: 13:48

يوسف الزايد في مقاله:

لساني كان سباقاً لطرح السؤال لما البندقية يا شقراء ؟ جاوبت "ببرودة" للدفاع !!

،لا تخافي سيأتي ذلك اليوم الذي تسمعين فيهِ سيلان دم الاطفال وعويل الامهات وعكازة شيخ طارت بالهواء لان بندقيتكِ مزقت صدرهُ العاري

أنا لست همجياً أعيش في خيمة واركب الجمل وأتزوج عشر نساء دُفعة واحدة كما لقنوكِ على مقاعد الدراسة ولست مجرماً وبربياً استمتع بسفك الدماء واشربها

لضيق المكان وقلة مقاعد الباص لم تجد سوى مقعداً بجانبي ، لم انتبه لها حتى التفاتة بسيطة لأتحسس الوجه بعيني ، لقد كنت منهمكاً بالإبحار بين منخفضات هولندا وزجاجات الخمر الالمانية ولا انسى صقيع موسكو الثوري ، هذا ما اعتدت فعله ذهاباً وإياباً في تنكة "إيجيد" الخضراء، تأملت في خارطتي التي كنت ملصقاً عيني فيها ، خارطة لا تضل وهي بحوزتك ، كثيرة الكلمات والنظريات ،الاحداث وألسنين ، الفلسفات والحكم.

بندقية
فجأةً!!! سرقني الفضول من بين السطور فالتفتُ اليها وقد صعقتني عيناي ، لتأكلني القشعريرة ، وإذ بها شقراء مصقولة العوارض، على ما اعتقد اصلها من روسيا او بلغاريا ، ترتدي بزة بنية اللون وعلى جانبها الايمن شيء اسود طويل بدا لي لأول وهلة انه مضرب بيسبول امريكي ......لا ليس مضرباً بل إنها........ بندقية !!!!!!!!!!!!

لماذا يا شقراء؟
نظرت في عينيها باحثاً عن مضيقٍ يجعلني أبحرُ الى المحيط الهادي ، لكن لساني كان سباقاً لطرح السؤال. لما البندقية يا شقراء ؟ جاوبت "ببرودة" للدفاع !! وأي دفاع هذا الذي صار يلعب على خطوط الهجوم !هل اقتربتي مرةً وسمعتي صوت البندقية؟؟! ،تناولت البندقية ووضعت اذنها بالقرب من الزناد وردت ( باستخفاف) لا شيء ،لا تخافي سيأتي ذلك اليوم الذي تسمعين فيهِ سيلان دم الاطفال وعويل الامهات وعكازة شيخ طارت بالهواء لان بندقيتكِ مزقت صدرهُ العاري.

صحوة الضمير
ذلك اليوم، حين يصحو الضمير ستسمعين اكثر من ذلك ، فسألتني ماذا تكتب ؟ جاوبتها ( بابتسامة ) اكتب عن فتاة جميلة لبست زي الوحش وأقنعت نفسها ان هذه اجمل هيئة لها .  لا تستغربي او تتأرجحي يميناً ويساراً، أنا ابن هذا الشعب الذي تجدينهُ في كل مكان في اقصى الارض وشعابها ، انا لست همجياً أعيش في خيمة واركب الجمل وأتزوج عشر نساء دُفعة واحدة كما لقنوكِ على مقاعد الدراسة ، انا لست مجرماً وبربياً استمتع بسفك الدماء واشربها ، فمصاص الدماء هو الذي يسرق،ي نهب ويقتل ، هو الذي " يُحرش" الاراضي ويترك العامل يغرق في عرقهِ ليكون ارخص سلعة في السوق، على خلاف قوميتهِ ودينهِ. انا سُرق مني الكثير ، انا لست سارقا ، لست سارقا ، لست سارقا!!!!! أنا ابن العائلة الفلاحة قضيت اول الشباب بالعمل في المدن ، وبعدها التحقت بالتعليم العالي .... اسف لا احمل سوى الكتب ، لان خلف هذه البنادق لا توجد ثقافة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة