الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 01 / يوليو 07:01

هل مطالبنا من اﻷﺣﺰاب التي تمثلنا في المجتمع العربي محقّة؟/ بقلم: مالك قبطي

كل العرب
نُشر: 15/01/13 10:35,  حُتلن: 16:26

الاستاذ مالك عزات قبطي - مدرّس علم النفس والعلوم السياسية وعلم الاجتماع في مقاله:

 عدم المشاركة يعني اننا نخرج انفسنا من امكانية التأثير على النظام

لا ننسى ادوار النواب العرب في الضغط على الوزارات المختلفة لحل مشاكل عينية لمؤسسات ومدن عربية مختلف

في ظروف ديمقراطية الدولة "اليهودية والديمقراطية" وفي ظل السياسات اليمينية المتصاعدة لا يمكن تحقيق الكثير وانما التصدي لهذه السياسة

من يطالب بالمقاطعة اليس عليه أن يمارسها في كل مناحي الحياة وبأن عليه ان يطرح البديل لها وهل المقاطعة لا تسوى الا في فترة الانتخابات

اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺿﻤﻦ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ تجد نفسها في وﺿﻌﻴﺔ ﻣﺤﺼﻮرة وﻣﺤﺪودة اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﻋﺎﻗﻞ أن ﻳﻨﻜﺮ ذﻟﻚ وﻻ ﺷﻚ ﺑﺄن ذﻟﻚ ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ

ﺗﺨﻮض اﻷﺣﺰاب اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ذات الحضور البارز في المجتمع العربي، إﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ الوشيكة، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺤﺪّﻳﺎت واتهامات وطلبات ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻬﺎت، منها ما يراد به الخير ومنها الآخر ينمّ عن نوايا ومقاصد خطيرة على المجتمع العربي وعلى قوته الانتخابية كأقلية قومية في هذه البلاد وفي هذه الظروف.

خدمة المواطن
هنالك من يوجّه للأحزاب الإتهام بانها لا تقوم بأي شيء يخدم المواطن العربي في البلاد، لذلك لا حاجة له أن يتوجه إلى صناديق الأنتخابات وينتخب؟!!، وهنالك من يطالب بتوحيد القوائم المختلفة وإلا لن يذهب إلى صندوق الأقتراع؟!. ومنهم من يحدد مقاييس مستوى عمل اعضاء الكنيست العرب!. فيقول، مثلا، يجب أن يكون على مستوى القضايا الشخصية او في احسن الاحوال قضايا بلدية محضة، مثل توفي مكان عمل، أو تنفيذ شارع أو حل مشكلة شخصية وغيرها من المطالب التي لا دور لنائب في البرلمان العام فيها، بالرغم من تدخّل بعض أعضاء الكنيست العرب في حالات أنسانية معينة.

ما هو دور الأحزاب؟
من هنا يسأل السؤال، ما هو دور الأحزاب الفاعلة والمتمثلة في الكنيست؟ للأجابة على هذا السؤال وغيره من الاسئلة الرديفة، علينا مسبقاً أن نقرّ ونعترف أنه في ظروف ديمقراطية الدولة "اليهودية والديمقراطية"، وفي ظل السياسات اليمينية المتصاعدة، لا يمكن تحقيق الكثير وانما التصدي لهذه السياسة. وحتما لا يمكن تحقيق مطالب كل فرد في المجتمع العربي، اذ للأحزاب دورها المحدد، وعلينا أن لا نخلط بين ادوار الاحزاب ودور جماعات المصلحة – اللوبي (جماعات الضغط، التي يشكلها مجموعة من الأفراد لتحقيق اهداف خاصة لهذه المجموعة او لما تمثله من قضايا). وهي تساعد من خلال ذلك الضغط في تحقيق مطالب فردية وجماعية لا تقوم الأحزاب أو الدولة بالعمل على تحقيقها كما يجب.

صياغة اهداف سياسية واجتماعية واقتصادية
فمن أدوار الاحزاب العمل على صياغة اهداف سياسية واجتماعية واقتصادية عامة والنضال من اجل تحقيقها، إما من خلال المشاركة في الحكم او من خلال المعارضة، ومن أدوارها الضغط على الحكومة لتغيير أولوياتها لتتناسب مع أولويات الأقلية العربية، في الحالة التي نحن بصددها، وإستغلال ادوات اﻟﻨﻀﺎل اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ واﻟﺤﻘﻮﻗﻲ المتوفرة التي قد ﻻ تكون ذات فائدة إﻻ مرت عبر اﻟﻘﻨﻮات اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ وﻋﺒﺮ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ و مؤسسة القضاء. وبمجملها تهدف الى ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﺗﻔﻌﻴﻞ اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ الحقيقية العملية للعرب على طريق ﺘﺤﻘﻴﻖ ﻗﺪر أكبر ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎواة و"اﻻﻧﺪﻣﺎج اﻻﻳﺠﺎﺑﻲ" ﻓﻲ الحيّز السياسي والاجتماعي العام، ضمن الخصوصية الاتنية للمجتمع العربي، كان ذلك ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻟﺮﺳﻤﻴﺔ او ﻏﻴﺮها.

النواب العرب
هنالك العديد من الأمثلة على قوانين ساهم اعضاء الكنيست العرب في وضعها أو شاركوا في تمريرها. كما لا ننسى ادوار النواب العرب في الضغط على الوزارات المختلفة، لحل مشاكل عينية لمؤسسات ومدن عربية مختلف. واﺿﺢ ﺑﺄن اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺿﻤﻦ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ تجد نفسها في وﺿﻌﻴﺔ ﻣﺤﺼﻮرة وﻣﺤﺪودة اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﻋﺎﻗﻞ أن ﻳﻨﻜﺮ ذﻟﻚ وﻻ ﺷﻚ ﺑﺄن ذﻟﻚ ﻳﻨﻄﺒﻖ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ.

توحيد القوائم
اما المطلب الثاني وهو توحيد القوائم في الوسط العربي. فهل توحيد كل القوائم في الوسط العربي هو مطلب موضوعي؟ اليس التعددية هي شرط اساسي للديمقراطية؟ إن وضع الأمر بهذا الشكل، وبعده التهديد وإلا لن نذهب إلى الصناديق للتصويت، يوضح النية والتوجه من خلف هذا المطلب.؟! فكيف نفسر، مثلا، ان القائمة الواحدة لن تؤدي الى زيادة في اعضاء الكنيست العرب بل بالعكس وهذا مثبت عمليا، والا تقوم القوائم بتوقيع إتفاقيات فائض الأصوات فيما بينها وهذا يساعد على أن لا تذهب أصوات هباءا او للأحزاب الصهيونية. أم إن طرح هذا الموضوع هدفه احباط الجماهير العربية من الأحزاب الفاعلة في المجتمع العربي؟! كي لا يصوتوا وبالتالي الرابح الوحيد هي الأحزاب الصهيونية.

التعددية
التعددية اساس من أسس الديمقراطية، والتعددية ضرورية للوصول إلى افضل ما يمكن نتيجة التنافس، ولكن اليس كل ما طرح سابقاً من تساؤلات وإستنكار لدور الأحزاب هو بهدف تبرير نشوء احزاب جديدة ايام قبل الإنتخابات؟ وهل هذه التعددية التي نريدها؟ واليست هذه العملية متكررة عشية كل إنتخابات وتهدف لحرق آلاف الاصوات من أصوات الجماهير العربية لمنع إمكانية أن تحصل القوائم التي تمثلها على عضو كنيست إضافي أو أكثر.

اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت للرأي
تتطالعنا الجرائد، في موسم الانتخابات، على اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت للرأي العام مع إبراز لحجم اﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ اﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ للإنتخابات، مع إلاشارة الى أن النتائج الابرز للمقاطعة جاءت مباشرة بحد الحرب على غزة من خلال الاستطلاع الذي اشرف عليه الدكتور نهاد علي مع آخرين من جامعة حيفا. بطبيعة الحال هذه النتائج تعكس المزاج الجماهيري في تلك اللحظة التي جرى بها الاستطلاع. فالاستطلاعات الأخرى التي جرت أظهرت أن نسبة المشاركين أكبر مما ذكر في الاستطلاع المذكور. وعلى الرغم من ذلك ما زالت بعض وسائل الأعلام تكرر وتبرز نتائج ذلك الاستطلاع. توقعت وغيري دون الإطلاع على نتائج هذه الاستطلاعات، أن هذه الأصوات التي تفتح لها كل الأبواق الرسمية وغير الرسمية ستؤثر على شريحة من اصحاب حق الإنتخاب وتجعلهم يقاطعون الانتخابات فعلا، اليس هذا ما تصبو إليه المؤسسة والاحزاب الصهيونية والتي ترغب بأن تخسر القوائم العاملة في المجتمع العربي وتحصل هي على هذه الاصوات.

مواقف الناخب العربي
حتى لا تنجح هذه الاصوات بتمرير صوتها وتؤثر على مواقف الناخب العربي، ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺰاب ﻋﺮض اﻧﺠﺎزاﺗﻬﺎ وﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ أﻣﺎم ﺟﻤﻬﻮر ﻣﻨﺘﺨﺒﻴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺰﻳﻬﺔ وﺷﻔﺎﻓﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ الإكتفاء ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ هذه اﻻﻧﺠﺎزات ﺑﺸﻜﻞ ﺻﻮري ﺷﻔﻮي وﻏﺎﻣﺾ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ إﻟﻰ ﺸﺮﻋﻴﺔ الفعالية اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، فمن ﺣﻖ اﻟﻨﺎﺧﺒﻴﻦ اﻟﻌﺮب اﻟﻤﻨﺘﻤﻴﻦ واﻟﺪاﻋﻤﻴﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻷﺣﺰاب وعموما، أﻳﻀﺎ، اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ هذه الاﻧﺠﺎزات واﻟﻨﺸﺎﻃﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺮاﺟﻌﺔ وﻣﺤﺎﺳﺒﺔ هذه اﻷﺣﺰاب اﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺧﺪﻣة قضاياهم، وبالتالي ﺣﺜﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ واقناعهم بأهمية اﻟﺨﻄﻮة وﻋﺪم الإكتفاء بإﻗﻨﺎﻋﻬﻢ ﺑﺄن اﻷﺳﻮأ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎرهم إن ﻟﻢ ﻳﺪﻟﻮا ﺑﺄﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.

النظام السياسي
في النهاية أتوجه للمواطن الفلسطيني في اسرائيل أن يمارس حقه في التأثير ضمن هامش الديمقراطية الاسرائيلية المتاحة، على الرغم مما تعنيه هذه المشاركة من "الإعتراف" بهذا النظام السياسي الذي لا يحترم الأقلية، لأن عدم المشاركة يعني اننا نخرج انفسنا من امكانية التأثير على النظام ، وبالتالي نكون اختياريا خارج اللعبة الديمقراطية المنقوصة اصلا، ومن ناحية ثانية من يطالب بالمقاطعة اليس عليه أن يمارسها في كل مناحي الحياة وبأن عليه ان يطرح البديل لها وهل المقاطعة لا تسوى الا في فترة الانتخابات !!!

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة